.
.
تاريخ الأمم سجل حافل يحوي خلاصة تجاربها الإنسانية وعصارة أفكارها وتأثيرات
مناهجها التي تصنع أحداثه إنه مرآة لحال الأمة وصورة صادقة تعبر عن ما يدور في تلك
الحقبة الزمنية الفائتة
جال بفكري هذا الخاطر وأنا أشاهد_ والألم يعتصر قلبي والدمع لاأستطيع كبح جماحه
_ عبر التلفازالمآسى التى يتعرض لها اخواننا فى غزه وفى القدس وفى سائر بلاد المسلمين
وبدأت الخواطر تراودني والأفكار تتزاحم في رأسي
ترى ما هذا الهوان أين العزة والكرامة أين نحن من قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه
وسلم (من لايهتم بأمر المسلمين فليس منهم) ألسنا أمة الجسد الواحد أمة البنيان
المرصوص
أين معتصم لينقذ أخواتنا الثكالى ومن يعيد صلاح الدين ليمنع البسمة والفرح من أن تحل في ربوعنا مادام الأقصى سليبا خجلاً وحياءً وأين ....
ورحت كما بدأت القول أقلب صفحات التاريخ ولطالما سمعت من أساتذتي الكرام وقرأت
أن حال الأمة اليوم يشبه إلى حد كبير في كثير من مفاصله ومعطياته ما كانت عليه الأمة
أيام الغزو الصليبي لديار المسلمين وأيام غزو التتار لبلاد الإسلام والمسلمين
فقلت لعلي أجد متنفسا يوقف السيل الهادر من قلبي قبل عيوني وأجد ما يشفي غليلي
ويسكن جرحي
وإذا بي أقرأ أن الهوان بلغ في الأمة أيام غزو التتار أن الواحد من أعداء الله كان يأتي إلى
الجمع من المسلمين وليس معه سلاح فيقول لهم ابقوا مكانكم سآتي بالسلاح وأقتلكم !!
ولايحرك أحد منهم ساكنا حتى يأتي بسلاحه ويضرب أعناقهم وهم لاحول لهم ولاقوة !!
ويروي المؤرخ ابن الأثير هذه الحادثة عن أحد الناجين إذ يقول أنه قال لمن معه دعونا
نهجم على هذا الكافر ونقتله ولا نتركه يذهب لجلب السلاح ويقتلنا ففعلوا ذلك ونجوا
وكانت شرارة لانطلاق حملات من الرد والتصدي وضرب العدو وإيلامه
ترى ألا يشبه حالنا اليوم حال أولئك المساكين ألسنا نتظر العدو ليجلب السلاح ليقتلنا في
عقر دارنا وكأني بأبي الطيب المتنبي يعنينا بقوله
من يهن يسهل الهوان عليه......... ما لجرح بميت إيلام
ترى أماتت الأمة أم نامت وغطت في سبات لايعلم مداه إلا الله
رحماك إلهي مما حل بأمة حبيك اللهم إنا نبرأ إليك من كل عمل وفعل لاترضاه
اللهم لانملك لأهلنا في أرض الرباط إلا الدعاء فاقبل دعاءنا فأنت أكرم الأكرمين
.
.
اللهم منزل السحاب هازم الأحزاب منزل الكتاب امنح أهلنا هناك النصر والتأييد وثبت أقدامهم وشد أزرهم وأيدهم بقوتك التي لاتضام
اللهم نصرا كيوم بدر وثباتا كيوم الخندق وعزا كعز يوم الفتح الأكبر يا أرحم الراحمين
اللهم عليك باليهود ومن والاهم خذهم أخذ عزيز مقتدر وأرنا عجائب قدرتك فيهم
اللهم أرسل عليهم جندا من جنودك التي لايعلمها إلا أنت يارب العالمين
اللهم انتصر لعبادك المؤمنين لعبادك الصالحين اللهم إنهم مظلومون فانتصر إنهم مغلبون مقهورون وأنت المنتقم أنت الجبار العزيز
ويبقى بعد كل هذا الأمل بالنصر
لأنه قدر محتوم لهذه الأمة وبشارة صادقة من لدن نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم
(لاتقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود حتى يقول الحجر والشجر يامسلم هذا يهودي ورائي تعال فاقتله)
نعم يبقى الأمل بالنصر
مادام هناك عزم صادق وإيمان راسخ وعقيدة راسخة مادام هناك رجال صادقون باعوا نفوسهم لله واشتروا الجنة
سيزول فساد اثقلنا ..... سيعم العدل اراضينا ..... وستحكمنا تقوى الله
نتعاون جمعا في الخير .... وسيرعى الله مسيرتنا
إن الاسلام هو الحل
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ياأرحم الراحمين
