قصه حزينه قرأتها واحزنتنى كثيرا لما فيها من احلى معانى الحب والعشق والالم والوفاء
فقلت تقرأونها معى لعلنا نبحث سويا عن الحب المفقود بين ايدينا ونحن مانزال على قيد الحياه
غداً .. عيد ميلادك
أسير فيالمقبرة ..
امشي بين جثث البشر المختبئة في مساحات صغيرة ..
إنني في طريقيإليك ..
أتيت لأزورك ..
لكي تخبرينني عن أول ليلة لك في بيتك الجديد ..
ولأخبرك أنا عن ليلتي الأولى بدونك ..
لا تخافي يا حبيبتي ..
فلقدأحضرت لك الورده التي اعتدت أن ازرعها بين خصال شعرك كل يوم ..
وسأزرعها اليومفوق ضريحك ..
انظري ماذا جلبت لك أيضا ..
سترتك الحمراء ..
تلك التياشتريناها معا من متجر المدينة الكبير ..
والتي كنت تنوين ارتدائها غدا ..
فييوم ميلادك ..
سأضعها هنا ..
بجانبك ..
علك تستقيظين وترتديها غدا .. كما كنت تريدين ..
ترى هل انت مرتاحة هنا ؟ ..
هل اشتقتني كما اشتقتك؟
هل تفكرين بي .. وأنت بين كل هؤلاء البشر النائمين ؟
..
البارحة ..
بعدما تركتك هنا وعدت أدراجي إلى اللامكان ..
ذهبت إلى المقهى ..
مقهانا الذي كنا نرتاده يوميا ..
وجلست على طاولتنا انتظرك ..
أتصدقين ..
لم أمل الانتظار ..
وظللت أراقب كل مداخل المكان ..
لأرى من أي مدخلستدخلين ..
كنت مبتسما ..
وعلى ثقة انك آتية ..
طلبت كوبين من العصير الذياعتدنا أن نشربه ..
وأخرجت سيجارة لأدخنها قبل وصولك ..
فأنا اعلم كم تكرهينرائحة التبغ ..
شربت نصف كوبي ..
وقتلت ثلاثة سجائر ..
وأنا انتظر ..
وبعد ساعتين كاملتين ..
غادرت ..
وعدت إلى منزلنا .. علني أجدكهناك ..
دخلت المنزل ..
وكعادتي ..
ناديت اسمك ..
وسمعتك تجيبين ..
"تعال حبيبي .. أنا هون بالمطبخ" !
بحثت عنك ..
في كل زوايا البيت ..
ولم أجدك ..
..
دخلت غرفتنا ..
وفتحت خزانتك ..
واخترت لك فستاناعشقته على جسدك ..
وعطرته ..
بذلك العطر الذي أفضله أنا ..
الذي يثيرنيأنا ..
واقتربت منه ..
لمسته ..
وضممته إلى صدري .. كما كنت أضمك ..
وبكيت ..
صرت أنادي باسمك وأنا اصرخ ..
لكنك لم تجيبيني هذه المرة ..
لماذا لم تجيبي ..
لماذا رحلت عني ..
وتركتني وحيدا ..
..
استيقظت اليوم باكرا ..
على غير عادتي ..
حضرت الفطور لكلينا ..
كوبان من الحليب ..
وبعض منتجاته ..
رتبت الطاولة برفق ..
ووضعتفوطة أمام كل طبق ..
لم أنسى هذه المرة أن أضع الفوطة ..
لأنني اعلم انكتعشقين الطاولات المرتبة بأناقة ..
تركت الطاولة مرتبة ..
وجئتك ..
لاخذك معي ..
فأنت تعرفين أنني لا أطيق أن أتناول وجبة وحدي ..
هيا ..
تعالي ..
ولا تقلقي .. فأنا من سيعيد تسخين الحليب ..
أرجوك ..
اخلعي هذا الغطاء عن غرفتك المظلمة .. وعودي ..
كفاك نوما ..
فلقداحتلت الشمس كبد السماء ..
...
ما رأيك لو نذهب اليوم لزيارة جدتي ..
فقد سمعت أنها مريضة ..
دعينا نزورها ..
لنطمئن عليها قبل أن يسرقهاالموت من بيننا ..
..
أخاف الموت ..
أخافه جدا ..
وأنت .. ؟؟
ألاتخافينه ..
ألا تخشين أن يسرقنا من بعضنا ؟
..
اعلم انك لا تخشينه ..
فلقد قلت لي مرارا ..
أننا يوم نموت ..
سنموت معا ..
وسندخل الجنةمعا ..
أو سندخل النار معا ..
المهم .. أننا سنبقى معا ..
..
ترى هل انت مرتاحة هنا ..؟
أجيبيني ..
هل هذا الرجل الذييسمونه الموت .. جعلك تقبلين به زوجا من بعدي ..
وهل يحضنك افضل مني .. ؟
أرجوك .. أجيبيني ..
فالغيرة تقتلني ..
والحيرة تذبحني ..
..
ما رأيك يا حبيبتي لو آت أنا إليك ..
أتقبلين أن نحيا معا ..
فيهذه المساحة الصغيرة ..
أن أضمك بين جدران الظلمة كما كنت أضمك بين جدران الحب؟
..
...
ترى لم كل هذا الصمت ؟
ألا ترين أنني احترق وأنا انتظر حروفك؟
..
حبيبتي ..
لا تخافي هذا أنا ..
هيا استيقظي ..
واغسلي وجهكبدموعي ..
واستحمي بأشواقي ..
وها هي السترة الحمراء تنتظرك ..
سأغادرلأجلب قالب الحلوى ..
لن أتأخر ..
وحين أعود ..
أريد أن أراك ..
فقدقتلني الشوق إليك ..
وسنحتفل اليوم بعيد ميلادك قبل موعده بيوم ..
أنا وأنتفقط ..
لكن قولي لي ..
كم شمعة احضر ؟..
عشرون شمعه كعدد سنينك ؟
أوثلاث شمعات .. كعدد السنوات التي قضيناها معا ؟
..
الأفضل أن لا اجلب شموعا ..
ففي هذا العيد ..
سأحترق أنا من أجلك ..
وسأذوب أنا من أجلك ..
..
آه ..
نسيت أن أخبرك ..
جميع أقاربنا في البيت ينتظرونك ..
تركتهم يذرفون دموع الفرح احتفالا بعودتك ..
ويرتدون لونك المفضل .. الأسود ..
هيا لنذهب ..
فمن المعيب أن نتركهم لوحدهم .. ونجلس هنا نتسامر ..
دعينا نذهب إليهم ..
وبعد أن يرحلوا ..
سنسهر معا حتى يقتلنا النوم ..
وسنضيء شمعة حمراء ..
ونتبادل الأحاديث والضحكات ..
وسأقبلك ..
تلكالقبلة التي اعتدت أن اطبعها على خدك ..
وعلى خد جنينا الذي تحملين ..
ترىمتى سيأتي ؟
آه كم أنا متشوق لأراه ..
أتراه يشبهك ..
أم يشبهني ..
..
لا اعرف ..
لكنني أتمنى أن يسرق منك تلك النظرة التي سرقتني ..
وتلك الضحكة التي أسرتني ..
..
ما بالك اليوم ؟
لماذا تعتنقين الصمت ..
لماذا تحترفين الجمود ..
قولي شيئا ..
ابك مثلي ..
اضحكي مثلما كنتتفعلين ..
اقفزي مثلما كنت تفعلين ..
عانقيني ..
قبليني ..
افعلي ماتشائين ..
لكن لا تصمتي ..
فصمتك يخيفني ..
ويخيف الجنين !!
..
ترىهل انت غاضبة مني ..
لانني ما زلت ارتدي نفس الملابس التي ارتديتها البارحة ؟؟ ..
سامحيني ..
فلم أجد من يختار لي ثيابي ..
ولم أجدك ..
أين كنت فيمثل هذه الساعة المبكرة من الصباح ؟
..
غاليتي ..
غن لي ..
فقداشتقت أن أسمعك تغنين ..
نادني ..
فقد اشتقت أن أسمعك تنادين ..
اصرخي ..
فأنا محتاج أن أسمعك تصرخين ..
أو قولي لي فقط ..
هل انت مرتاحة هنا؟
م
ن
ق
و
ل