هناك سمة مشتركة بين القادة الكبار أثبتها التاريخ العسكري وهي العبقرية الـفذة التي لا تعـرف حدودا ً وتصل ربما إلى حد التهـور والمغامرات المجنونة لكن يبقى لكل منهم نظرته الثاقبة وملعبه الخاص الذي لا يستطيع أي قائد آخـر أن يقارعه فيه ..

وربما قرأت الكثير من الأساطير عن عظماء الحروب وأشهر القادة العسكريين القدامى والمعاصرين لكن فاتك حتما ً أن تقرأ شيئا ً عن أحد أعظم رجال الحروب القديمة إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق ...

إنه القائد التونسي هانيبال الذي قض مضاجع روما ؛ و كابوسها الذي لازمها عبر تاريخها الطويل ولكن قبل أن نقرأم سويا ً عن حياة هذا القائد لنلقي نظرة سريعة على تاريخ عدوته اللدود روما وملخص الصراع العنيف بينهم ثم على نشأة هانيبال وموطنه قرطاجة
الرومان هم شعب استقروا في وسط شبه الجزيرة الإيطالية ابتداء من القرن الثاني عشر قبل الميلادي وقاموا بتأسيس مدينة روما القديمة، ثم عمل هذا الشعب على تنظيم وتطوير مؤسساته السياسية والعسكرية والاجتماعية
وبدأ بالتوسع التدريجي وأسس دولة سيطرت في بادئ الأمر على شبه الجزيرة الإيطالية ثم اتسعت هذه الدولة وسيطرت على معظم العالم القديم وأصبحت حدودها شاسعة امتدت من الجزر البريطانية وشواطئ أوروبا الأطلسية غرباً إلى بلاد مابين النهرين وساحل بحر قزوين شرقاً ومن وسط أوروبا حتى شمال جبال الألب والى الصحراء الإفريقية الكبرى والبحر الأحمر جنوباً، وبذلك كانت مثالاً على مفهوم الدولة الجامعة ذات الطابع الاستعماري واستمرت حتى القرن الخامس الميلادي الذي فيه تمكنت القبائل الجرمانية من السيطرة على مقاطعات الدولة الرومانية عام 476م.





ملخص الصراع الروماني القرطاجي


بدأ الصراع الروماني- القرطاجي كصراع تجاري ثم أخذ أبعاداً عسكرية وكان أول احتكاك بين الطرفين عندما احتل الرومان جزيرة صقلية عام (264ق.م) واعتبر القرطاجيون هذا الغزو مساساً مباشراً بمصالحهم الاقتصادية والسياسية، وهذه الواقعة كانت البداية الأولى بين الرومان والقرطاج وقد استمرت الحرب البونية من عام (264ق.م) إلى عام
(241ق (.وفي الحروب البونية خاض الطرفان سلسلة من المعارك البرية والبحرية حسم بعضها وبقي الآخر دون نتائج حاسمة ولكن كان غالبية حسم المعارك للرومان وخصوصاً المعارك البرية أما المعارك البحرية فكانت غالباً نتائجها للقرطاجيين حيث كانت معظم قواتهم بحرية بخلاف الرومان الذين كانت قواتهم برية.

وقد حقق الرومان أول إنجاز لهم عندما أخرجوا القرطاجيين من صقلية عام (241) قبل الميلاد، ثم تلا ذلك أن تمكن القائد الروماني (ماركوس ديـجـولوس) من هزيمة الأسطول القرطاجي عام (256ق.م) وكانت هذه المعركة أول معركة بحرية يخوضها الجيش الروماني، ولكن القرطاجيين لم يستكينوا للرومان وقرر قائدهم في هذه الحقبة من الزمن هانيبال الاستمرار في مدّ رقعة السيطرة القرطاجية على الساحل الأسباني وقد وصلوا إلى مرسليا عاقدين العزم على غزو الأراضي الإيطالية من الجهة الشمالية الغربية،. وبدأ القرطاجيون حملتهم الجديدة على الرومان، ومن هنا بدأ ميزان القوى يميل ضد مصالح (روما) فبعد أكثر من عشر سنوات من الحروب المستمرة مع أعداء مختلفين على جميع الاتجاهات لشبه الجزيرة الإيطالية، قويت حملة (هانيبال) المدروسة والمعد لها جيداً وأصبحت مثل رأس الحربة في وجه الطموحات الرومانية، خصوصاً أن هذه الحملة قد ظهرت مع ظهور عدد من الأطراف المعادية للرومان وأصبحت الدولة الرومانية في ريب وخوف من التحالفات التي سوف تقف في وجه المخططات التوسعية.



انتصارات هانيبال:

تمكن هانيبال من تحقيق سلسلة من الانتصارات للقرطاجيين على الرومان تتمثل في:
الانتصار على الجيش الروماني في معركة كان
الاستيلاء على مدينة ساغـونتوم حليفة روما
- قطع نهر تريبيا
وقد سبق تلك الفترة تحالف بين الملك المقدوني (فيليب الخامس) و (هانيبال) ضد الرومان. وزاد الطينة
بلة انفصال (سيراكوز) في صقلية عن السلطة المركزية في روما ومن هنا أصبحت روما على حافة الهزيمة ولكن أصر الرومان على الصمود في وجه جيوش هانيبال وحلفائه وبهذا الصمود تعثر تقدم هانيبال إلى روما وتم دحر الجيوش القرطاجية، وقد تعددت أسباب الهزائم القرطاجية ومنها :
1- القدرة الرومانية على مواجهة المصاعب بهدوء ورباطة جأش.
2- الاستفادة من الدروس العسكرية القتالية المتتابعة بأسرع وقت.
3- بقاء معظم حلفاء روما اللاتينيين إلى جانبها في أوقات الأزمات.
4- عدم وصول المساعدات والإمدادات إلى قوات (هانيبال).
5- كانت الحكومة القرطاجية تعاني من الانقسامات والفساد مما أدى إلى عدم مساندة الحملة الهانيبالية.
6- كان القسم الأكبر من جيش (هانيبال) من الخيالة. وكان هذا السلاح فعالاً في العمليات القتالية المتحركة والسريعة، ولكنه غير ملائم لعمليات الحصار واحتلال الأراضي.
وهذه المواقف والمؤثرات استغلها الرومان فأعادوا تنظيم جيوشهم ونشرها على مختلف الجبهات وقاموا بسلسلة من الحملات التي أدت إلى استعادة كل من مدينة (سيراكوز) و(كابي)، وقرر الرومان فتح جبهة في أسبانيا لمحاصرة قوات (هانيبال) ومنع التعزيزات من الوصول إليها.
وقد ألحقت القوات الرومانية هزيمة بالقوات القرطاجية في معركة إيليبا في أسبانيا وفي هذه الأثناء تراجع الملك المقدوني فيليب الخامس عن التحالف مع هانيبال فسعى الرومان إلى مصالحته.
وقد قاد القائد الروماني (سيبيو) جيشاً قوامه (25) ألف رجل من المشاة المدعمين بالخيالة وقطع به البحر الأبيض المتوسط متجهاً إلى قرطاجة، وأصر القرطاجيون على استدعاء هانيبال من أسبانيا لقيادة الجيوش القرطاجية، والتقى الجيشان في معركة زاما التي انهزم فيها القرطاجيون.
بعد هذه الهزيمة عقدت معاهدة اتفق فيها الطرفان على أن :
- يدفع القرطاجيون الجزية خمسين عاماً.
- تخفيض سفن القرطاجيين إلى عشر سفن.
- عدم شن أي حرب خارج أفريقيا إلا بموافقة روما.
وهذا الانتصار الروماني كان من نتائجه السيطرة الرومانية على الساحل الأسباني الشرقي والجنوبي وتم تقسيم أسبانيا إلى مقاطعتين تحت اسم أسبانيا القريبة وأسبانيا البعيدة.







قرطاجة ...

إبـنة الساحـل السوري أليسار تبـني قرطـاج






تأسست مدينة قرطاج في عام 814 ق.م حين هربت الأميرة السورية أليسار المعروفة باسم الملكة "ديدون" من بطش وظلم أخيها "بيكماليون" ملك فينيقيا , وقامت برحلة طويلة حول حوض البحر الأبيض المتوسّط بحثا عن موقع استراتيجي متميز حيث يمكّنها من تأسيس مدينة جديدة.
وعندما رست السفن على شاطئ تونس وجدت نفسها مجبرة على التفاوض السلمي مع المحليين من الأمازيغ للحصول على موطأ قدم لها و لجيشها . وهذا ما أكسب القرطاجيين سمعة حسنة بين الشعوب آنذاك ...إذ أنه لم يـُـعرف عنهم أنهم كانوا مستعمرين بل أشترو الأرض بالتراضي مع الأهالي . علما بأنهم كانوا من أشد المحاربيين الذين عرفوا في ذلك الوقت ولم يكن يستعصي عليهم الإستيلاء على الاراضي المجاورة

.وتوسع القرطاجيون فى التجارة حتى لقبوا بأسياد البحر الأبيض المتوسط إلا أن دورة الحياة وعجلة التاريخ لا تعترف بالألقاب بل بالوقائع على الأرض

وسنتابع لاحقا ً هذه الوقائع ونحلـلها لنرى ما آل إليه مصير هؤلاء الأسياد بقيادة سيدهم الأول هانيبعل .


هانيبعل بأعين الرومان :

وصف الرومان هانيبال بصورة مرعبة ، وقد يكون لهم العذر فقد كان بحق اسوأ كابوس عرفته عبر كل تاريخها الملىء بالحروب والمجد والانتصارات , فهو هذا القائد الوحشى السفاح ذو الملامح القاسية والمعروف بالغرور والتهور





القائد الكابوس "هانيبال "


شخصية هانيبال مزيج من الرعب والإندفاع وشعلة الذكاء وقوة الشخصية والحضور بالإضافه إلى والتصميم والجرأة وحب المغامرة



هانيبال برقة (حنا بعل) ، أحد أعظم القادة العسكريين عبر التاريخ إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق فى كل التاريخ القديم . ولد فى قرطاج (تونس الآن) عام 247 قبل الميلاد . نشأ هانيبال بصحبة أبيه "هاميلكار برقة" الذى عانى ويلات الحرب ضد روما والتى جردته هو وقرطاج من الشرف والأرض معا . إعتاد هاميلكار إصطحاب إبنه الصغير إلى معبد قرطاجة الكبير ليقسم هناك أن يظل عدوا لروما طالما بقى على قيد الحياة ، وقد نشأ الطفل الصغير على الحقد والكره لهذا الكيان الظالم . وهكذا نشأ وأمام نصب عينيه هدف واحد ورسالة واحدة ، تدمير روما والقضاء عليها


ويعتبر هانيبال من أوائل مؤسسي علم الجاسوسية في العالم فقد كان يوظف الجواسيس لحشد المعلومات ويستخدم طرقا ذكية للغاية وكان هانيبال نفسه يعمل على تغيير شكله وشعره ويذهب إلى روما وإسبانيا ويدخل القرى والمدن للحصول على المعلومات الدقيقة . وكان يعامل الأسرى معاملة حسنة ولم يبعهم رقيقا ولا عبيدا وكان يساوي بينهم وبين جنوده فأحبته كثير من المدن التي فتحها . كان هانيبال مثالا للقائد العظيم والمتواضع في آن واحد، ولم تكن له خيمة تميزه عن باقي الأفراد.

____________
إندلاع الشرارة ..هانيبال يصب الزيت على النار


أصبح الهـدف أمام هانيبال جليا ً واضحـا ً ، فهو الآن يرى نفسه مهيأ ومستعدا ً لتحقيق ما ولد من أجله . لقد إنتهز فرصة ثمينة لإثارة حنق روما ومن ثم إشعال فتيل الحرب وهو جلّ ما يصبو إليه .


"ساغونتام " مدينة إسبانية حليفة لروما ، هاجمت حلفاء لقرطاج فعبر هانيبال إلى إسبانيا وقام بمهاجمة ساغونتام ومن ثم أعلنت روما غضبها وطالبت مجلس قرطاج بتسليم هانيبال إلا أن المجلس قد رأى بهذا الطلب تطاولا جديدا على السيادة القرطاجية ومن ثم اندلعت الحرب .

كان الوضع الطبيعى أن يقوم الرومان بمهاجمة حلفاء قرطاج فى إسبانيا أولا وكان المتوقع أن يقوم هانيبال بتحصين الدفاعات وإنتظار الرومان ، لكن هذا البطل المغامر قد أخذ قرارا من أخـطـر القرارات فى التاريخ .


لقد إتخذ هانيبال قرار أقل ما يصفه العسكريون بالجنون . هو كعسكرى بارع رأى حروب أبيه الطويلة مع روما فى مختلف البقاع وشهد صراع طويل بين هاتين الحضارتين العريقتين ، مما عرف يقينا أن ليس هناك سوى سبيل واحد للفوز ، قلب العدو ونبضه .. روما .

وفى وضع سيطرت فيه روما على كامل البحر الأبيض المتوسط ، لم يعد هناك سبيل سوى طريق البر وهو بدوره ملىء بالدوريات والقلاع والحصون الموالية لروما والملىء أيضا بقبائل "الجاول" التى لا تدين لأحد . من هنا كان القرار الخطير ، عبور جبال الألب بجيش قوامه 50 ألف جندى مصحوبا بـ 37 فيلا مع ندرة الغذاء ووعورة الطريق وبرد الشتاء القارس عبر ثلوج جبل الألب حيث الصقيع القاتل، وثلج يغطي القمم يمضى خلاله جيش مسافة 25 كيلو مترا وفيلة تحتاج للغذاء بكميات خرافية ولا تعتاد هذا الجو البارد القارس .




الإعداد لساعة الصـفر

عمد هانيبال إلى تكوين هيئة أركان جيشه على أعلى قدر من الكفاءة والجاهزية وكان قواد جيشه النخبة :
مهربال (مهر بعل) الأمازيغي : قائد سلاح الفرسان النوميديان ، تقلد هذه القيادة منذ عهد هملقار برقه ، ويكن له هانيبال حبا فائقا .
ماجو : الأخ الأصغر لهانيبال وقائد المشاة .
و هيرت ، و سينهالوس المصري كبير الأطباء، والاغريقيين سوسيلوس وسلينوس ، و بوح الهندي منجم الحملة ، والاسبرطي سوسيليوس الذي علم حنا بعل اليونانية.
لقد كان تنوع القيادة وتنوع فرق الجيش هو أحد اسباب قوته وتميزه




بداية الكابوس وعبور الألب



معركة تسينو

خاض حنا بعل أول معركة وهي معركة تسينو التي دارت علي شواطئ نهر تسينو. حسمها حنا بعل لصالحه بخطة سريعة لعب فيها الفرسان الأمازيغ دورا حاسما عندما طوقوا من الخلف كتائب الرومان الثقيلة بحيث لم تصمد برماحهم الطويلة أمام حراب الأمازيغ القصيرة والخفيفة والنافذة، وما هي الا لحظات حتي سقط القنصل ببليوس قائد الجيش تحت سنابك خيل هؤلاء الفرسان المردة. عاد هذا القنصل لروما جريحا وهو يردد لخاصته كيف وقع من صهوة جواده وسط فرسان غرباء لم ير مثلهم في حياته من قبل في سرعة الكر والفر ، ويقصد الفرسان النوميديين الأمازيغ .


.




معركة تريبيا



وجهت روما جيشا ثانيا ضخما بقيادة قنصل جديد هو طيباريوس سمبرونيوس لمحو هزيمة معركة تسينو، وأعد حنا بعل له فخا علي ضفاف نهر تريبيا حيث دارت معركة تريبيا حسمها حنا بعل باختيار مكان المعركة وهو سهل غمره الفيضان فأوحلت تربته ولم يره خصمه، اختاره وهو يردد قول أبيه هملقار برقة : دع الأرض تقاتل عنك .

أمر حنا بعل خمسمائة من خيرة الفرسان النوميديين الأمازيغ ـ البربر وأصدر توجيهاته لقائدهم فقال له : توجهوا في بداية الليل الي معسكر العدو، اقتربوا من خنادقهم راكضين، وعندما يتصدي لكم فرسانه، التحموا معهم في معركة، ثم ولوا هاربين ممثلين اندحارا، فسيتبعكم العدو، وجهوه عند ذلك السهل الضحل حيث الكمين . ووقع القائد الروماني في الفخ.. وانطلقت المعركة فأعطي القنصل الأمر ببدء المعركة بتعقب النوميديين الأمازيغ المراوغين... وهُزم الرومان شر هزيمة .

وأهم ما أسفرت عنه هذه المعركة تحالف حنا بعل مع شعب غال سيسالبين وانضم له في الشهرين التاليين 14000 من مقاتليهم الأشداء، فاستقبلهم وهو يردد قولته المشهورة: اذا أحرزت نصرا انضم اليك الجميع حتي خصومك، أما اذا حاقت بك الهزيمة تخلي عنك حتي محبوك .

وبعد انقضاء شهري الشتاء قرر التوجه جنوبا نحو روما، ووقع في مستنقعات، وانتشرت الحمي بين جيشه وفقد نتيجة لاصابته بها احدي عينيه.



موقعة ترازيمين



في اليوم الحادي والعشرين من شهر يونيو 217 ق. م. تقدم جيش روماني ضخم تعداده أربعون ألفا بقيادة القنصل جايوس فلامنيوس نحو بحيرة ترازايمين تحت رقابة الفرسان البربر الأمازيغ ، كان يلفه ضباب كثيف ، وكان حنا بعل قد رصده بواسطة جواسيسه من بعيد . وترصد للمكان الذي سيخرج منه وهو يسيطر علي المرتفعات التي تشرف علي مكان مروره . وفجأة ومن خلال الضباب هاجم القرطاجيون من مواقع مثالية ، فكانت الصاعقة المفاجئة تحل علي رؤوس الرومان .

وأرسل حنا بعل بسائر فرقه لتهاجم في وقت واحد وكان يراقب من موقع عال فوق الطرف الأقصي من طريق البحيرة وسد فرسان مهربال النوميديان ، مصحوبين بمشاة الأفارقة مدخلَ شاطئ البحيرة الهلالي الشكل وهكذا وقع القنصل في نفس المصيدة الذي كان ينوي ايقاع حنا بعل فيها وأطبقت كماشة الجيش القرطاجي من كل ناحية، بحيث لم تجد كتائب الرومان مجالا للمناورة ولا حتي للهروب . وما كادت تحل الساعة العاشرة صباحا حتي كانت موقعة بحيرة ترازايمين قد انتهت. وأضحى بذلك ستة آلاف من الجنود الأشداء أسري وهكذا تمكن الجيش القرطاجي الذي أنهكته الحمي قبل أيام ، بجياد هزيلة من ابادة جيش قوي خارج للتو من معسكراته ينعم بالصحة والعافية . تمكن من هزمه وأسر خمسة عشر ألفا من خيرة جنوده ، وأطلق سراح الأسري من الشعوب الأخري وهو يقول لهم : ما جئت لأشن الحرب علي الشعوب المستعمرة بل ولا حتي علي الايطاليين، وانما جئت لأساعد الجميع ضد حكام روما الظالمين .

تجمعت جماهير روما بساحة الفوروم ، بعد أن وصلت أنباء كوارث الهزائم ، وبقيت أبواب مجلس الشيوخ مغلقة أمام الجماهير وبعد طول الحاح خرج اليهم القنصل بومبونيوس بمفرده واعتلي درج مدخل المجلس وألقي عليهم خطابا يتكون من اثنتي عشرة كلمة فقط : لقد قهر العدو جيوش روما في موقعة عظيمة مات فيها القنصل جايوس .


موقعة كناي العظمى


استمرت القوات الرومانية في تكتيك العرقلة، لكن حنا بعل بمجرد أن تأكد أن جنوده أخذوا ما ينبغي أخذه من الراحة، واستوعبوا تدريبات عالية، قرر المرور الي الاستدراج، وخلق سائر الظروف علي مدي أشهر لموقعة كناي العظمي التي بدأت في فجر اليوم الثالث من شهر آب ـ أغسطس سنة 216 ق.م. قام حنا بعل بمناورات علي مدي أشهر جعلت العدو يحرك قوات جبارة الي كناي.
كان منيوسياس روفوس صغير السن، وقام حنا بعل بمناورة فهم منها الضابط الروماني أنه صار يخاف المواجهة ويهرب . وهكذا انطلت عليه مناورة حنا بعل الذي أظهر تقهقرا منهزما زيادة في اتقان حبكة الاستدراج الكبير الذي يعده لخصمه المغرور. كان حنا بعل يقود جيشا من أربعين الفا، بينما كان جيش عدوه يتجاوز المائة ألف، نصفهم من المجندين حديثا، واعتبر أنه أقوي جيش علي الاطلاق جمعته روما في تاريخها. وزيادة في الخديعة قام الفرسان النوميديون (البربر) في خفة الأشباح بغارة صدتها القوات الرومانية بنجاح، وتقهقر الفرسان البربر مظهرين انهزامهم، فقرر عند ذاك القنصلان فارو وأميليوس مطاردة العدو المنهزم، وتقهقر القائد الأمازيغي مهر بعل عبر نهر أوفيدوس هاربا وجيشا القنصلين بتعقبانه، وضيق عليهما الخناق شيئا فشيئا فوق سهل كناي المكشوف، وذلك في اليوم الثالث من شهر آب ـ أغسطس.
عندما التقي الجيشان أعطي حنا بعل إشارة البدء... ووجد الرومانيون أنفسهم يقاتلون في ظروف مزدوجة السوء، كانوا منكفئين بعضهم علي بعض، محصورين الكتف الي الكتف، بينما كان أعداؤهم يحومون حولهم بكامل حريتهم، كانوا منهوكي القوي، يواجهون عدوا متجدد القوة شديد البأس. كان حنا بعل يستعمل من بعيد اشارات معينة بدخان منطلق من حزم أعشاب خاصة تطلق دخانا عاليا، وكل عدد من هذه المشاعل الدخانية يعني أمرا معينا. ولم تكد تحل الظهيرة حتي اختفي الفرسان، فلم يبق فارس واحد بين مرتفعات كناي والمقر الصخري المرتفع لقيادة حنا بعل، وبقيت في هذا الامتداد كتائب مشاة الرومانيين مكدس بعضها علي بعض، في كتلة بشرية هائلة صماء. وانطلق الفرسان النوميديون الخفاف كالبرق وعلي رأسهم قائدهم مهر بعل فسدوا ثغرة فرار العدو المنهزم الهارب الي النهر. وكانت الأرض في سائر الاتجاهات ضد الرومان، وتمعن حنا بعل في هذا الموج البشري، وردد، في نشوة، وصية والده هملقار برقة: دع الأرض تقاتل عنك.. . وترك قادة وحداته ينفذون حرفيا خطته. وأبيد هذا الجيش الضخم. وعندما طلب منه رجاله أن يستريح أجابهم: ينبغي علي الطهاة أن يعدوا وجبة شهية، ويسخروا لها كل فنونهم، وتقدم مصحوبة بالخمر الي الجنود من سائر الرتب، فقد آن للجيش أن يستريح .
وهنا صاح العجوز مهر بعل الأمازيغي ـ البربري في غضب: حنا بعل.. اسمع لي جيدا، في خمسة أيام يستطيع الجيش أن يتناول هذه الوجبة في روما نفسها، سيسبقك فرساني كالبرق اليها، فيكتشف الرومانيون بحلولك بينهم من خلال هؤلاء الفرسان المردة قبل أن يعلموا بخروجك اليهم.. . وتطلع حنا بعل مليا في وجه مساعده العجوز، ثم أجابه: هذا مما يسهل قوله، ويبهج القلب سماعه، يا عمنا البطل، لكن امعان التفكير في الأمر وتقليبه علي عدة وجوه، يحتاج الي وقت طويل . وهنا لم يتمالك مهر بعل نفسه فصاح فيه في غضب، وقال له قولته الخالدة: حنا بعل.. لقد حبتك الآلهة بنعم كثيرة، فأنت تعرف كيف تحرز النصر، ولكنك لا تعرف كيف تستخدمه وتستغله.. . واستمع حنا بعل لمساعده الأمازيغي العجوز رفيق وصديق والده، ومعلمه سائر أنواع القتال والفروسية والرياضة، تمعن مليا فيه ثم أمر باطعام الرجال. وعند انتهاء جولته التفتيشية عاد الي مقر قيادته لينام نوما عميقا بين حراسه.
ويعقب مؤرخو سيرة حنا بعل فيجمعون علي أنه لو عمل برأي القائد الفارس الأمازيغي مهر بعل لتمكن من احتلال روما وتغيير مجري التاريخ.. بدون حسم سريع ـ مثلما يراه مهر بعل ـ لا أمل في أن يكسب القرطاجيون الحرب في النهاية، لأنهم يقاتلون عدوا في بلاده، يملك تحت يده الشعب والغذاء والمال، بينما هو بعيد عن قرطاج، قطعت عنه الامدادات من اسبانيا التي تمكن سيبيو من السيطرة عليها، وعبر البحر المتوسط الذي تسيطر عليه الأساطيل الرومانية سيطرة مطلقة، ولا أمل في أن ترسل قرطاج نجدات عبره لحنا بعل.





بعــض الصور البطولية من تاريخ هانيبال العسكري



زحــْــف الكابوس على روما



ترك شقيقه صدر بعل (هزدروبال) علي رأس ولاية قرطاجنة باسبانيا التي كانت تابعة لامبراطورية قرطاج.
وقد قرر حنا بعل الاسراع في بدء حملته البرية، بعد أن وصلته أنباء من جواسيسه بأن الرومان يستعدون لتطبيق خطة بنقل الحرب الي أفريقيا في عقر دار قرطاج.
كان حنا بعل يقول لقادة أركان جيشه: في حالة وصولنا لنهر البو قبل فوات الأوان، نستطيع أن نمسك بتلابيب جيوش الغزو الرومانية داخل إيطاليا نفسها، فلا تصبح مدينة قرطاج ميدانا للحرب، وحينئذ تقع تكاليف الحرب ولأول مرة، علي الرومان وعلي بلادهم فيكتوون بآلامها، ويحرقون بنارها.. فالسرعة ثم السرعة.
وتقدم حنا بعل الذي يحب دائما ترديد قول القنصل الروماني جيولاس: اما أن تقهر عدوك، واما أن تقبل مصير المقهورين . وتمكن من عبور جبال الألب بجيش قوامه ثلاثون ألفالألب في خمسة عشر يوما بعد أن مات جزء منه في الطريق ..


بدأ حنبعل زحفه على روما سنة 218 قبل الميلاد حين غادر مدينة قرطاجنة بإسبانيا بجيش قوامه 40.000 جندي، فعبر جبال البيريني وجبال الألب خلال 15 يوما رغم صعوبة الطريق وهجومات القبائل المعادية، استطاع إلحاق هزائم كبيرة بالقوات الرومانية في العديد من المعارك، أشهرها معركة كاناي والتي مني الروم فيها بخسائر بشرية كبيرة لتتواصل سيطرته بعد ذلك على العديد من المقاطعات الرومانية حتى سنة 211 قبل الميلاد، حين حاصر عاصمة الامبراطورية دون أن يستطيع اختراق تحصيناتها، بعد أن رفض حلفاؤه مده بالتعزيزات اللازمة.
وفي سنة 202 قبل الميلاد، شنت روما بقيادة شيبون الإفريقي هجوما على قرطاج، فلاقاه حنبعل في منطقة زامة، إلا أن جنوده حديثي العهد بالقتال فروا من ساحة المعركة تاركين الجنود المتمرسين يواجهون الرومان بمفردهم، فأبيد عدد كبير منهم، واستسلمت قرطاج لتنتهي بذلك الحرب البونيقية الثانية.
كان حنبعل أسطورة حيث جمع جيشا جرارا لمواجهة الإمبراطورية الرومانية الطاغية أنذاك فقطع جبال الألب في الشتاء القارس مما أدى إلى موت نصف جيشه بكثرة الثلوج والإنزلاقات والجوع مستعينا في زحفه بجمع بعض الأفراد من القبائل المعادية وقد استعمل الفيلة في نقل المؤونة حيث كان حنبعل مثالا للقائد العظيم والمتواضع في آن واحد، لم تكن له خيمة تميزه عن باقي الأفراد.
عندما وصل إلى روما لم يبق من جيشه سوى مايقارب العشرين ألف جنديا مما إستصغر شأنه في أعين الرومان فجمعوا له مايفوق 80000 جندي لإستئصاله فلما ألتقى الجمعان قرب نهر عمل حنبعل إلى خطة حربية تمكن من خلالها من إغراق الجيش بأكمله بعد أن هزمهم مرة ثانية بإسلوب مغاير







تدمير قرطاجة ونهاية الكابوس


انتهت هذه الملحمة البطولية ملحمة الدفاع عن قرطاج. واذا كانت هذه الحرب أسفرت عن وفاة مدينة، فقد أكدت أن الانسان أقوي من القهر، وأن ارادته لا تردع بسهولة. ولقد تأثر لهذه المأساة حتي بعض المؤرخين الأوروبيين، يقول وارمنغتون: ألقي سيبيو أميليانوس نظرة علي المدينة التي ازدهرت أكثر من سبعمائة سنة منذ انشائها، والتي حكمت مناطق كثيرة، جزرا وبحارا، وكانت ثرية في السلاح والأساطيل والفيلة والمال، مثل الامبراطوريات العظمي، بل والتي فاقتها في الإقدام والشجاعة الفائقة. فبالرغم من أنها جردت من كافة أسلحتها وسفنها، فقد صمدت أمام حصار شديد، ومجاعة دامت ثلاث سنوات، ووصلت الي نهايتها بالتدمير الكلي .
ويروي المؤرخ اليوناني بوليبيوس الذي رافق القائد الروماني في عملية التدمير، فيقول: أن سيبيو أمليانوس بكي تأثرا بما آل له عدوه، فاستعرض أمامه الحقيقة المتمثلة في أن الأفراد والأمم والامبراطوريات نهايتها محتومة، وكذلك نصيب مدينة طروادة العظيمة، ونهاية الامبراطوريات الأشورية، والميدية، والفارسية، والتدمير الأخير لامبراطورية مقدونية الكبيرة. تمعن في هذا كله ثم ردد بقصد أو بدون قصد، كلمات هكتور في الياذة هوميروس: (سيأتي اليوم الذي تسقط فيه طروادة المقدسة، وكذلك الملك بريام وجميع رجاله المسلحين معه) ، وعندما سأل المؤرخ بوليبيوس، سيبيو، ماذا تقصد بهذا؟ ، التفت اليه القائد الروماني وقال بتأثر: هذه لحظة عظيمة يا بوليبيوس..ان الخوف يتملكني من أن نفس المصير سيكون لوطني في يوم من الأيام .


بادر حنبعل بعد انتهاء الحرب إلى العمل على تطوير قرطاج، فعدل الدستور وقاوم الفساد وسعى إلى تعزيز موارد الدولة، إلا أن روما رأت في ذلك إعدادا لحرب أخرى، فعملت على إبعاده، وهو ما كان لها إذ لجأ القائد العظيم إلى ملك سوريا الذي كان بدوره في حرب مع روما إلا أن هزيمة الأخير سنة 190 ق.م جعلت حنبعل ينتقل نحو شمالي البلاد بلاد الأناضول وهناك وضع عبقريته في خدمة ملكها إلا أن هذا الأخير رضخ لضغوطات روما التي لم تكف عن ملاحقة غريمها القديم وأرسلت في طلبه، وحين أيقن حنبعل بحتمية وقوعه أسيرا، آثر الانتحار مقدما آخر درس له في رفض الإهانة والتعلق بالحرية. ولم يدخل روما.







ملخص حياة وشخصية هانيبل


ولوعا ً بمباغتـة أعداءه وإشاعة الفزع والرعب في صفوفهم سريع الإشتعال سريع الإنطفاء , وسريع الشهرة والنجومية سريع العودة للأرض ,هذا ماقاله عنه المؤرخون العسكريون :
, فلم يكن صبورا ولا حليما والسرعة تحث صاحبها على التهور والإندفاع والغرور ,
فسريع الإحساس بنفسه سريع الإنفعال والتصرف بغرور , وهذه مواصفات هانيبال ونابليون بونابارت وهتلر وبعض القادة على مر العصور
.
كان
هانيبال القرطاجي رجل حرب وعسكرية ولد بقرطاج سنة 246ق.م.قبل الميلاد, وبدأ زحفه على روما سنة 218 قبل الميلاد,ويلفظ إسمه هنيبعلو ومعناها محبوب الرب أو عبد الله, ومن إسمه إشتق العرب إسم (هاني-هانىء)وكان وهو صغير جدا قد أخذه أبوه إلى المعبد وأقسم هنالك مرات عديدة أن لا يكون صديقا لروما , وأبوه هو هاملكار بركه وهو أيضا قائد حربي حارب روما مرات عديدة إنتهت بهزيمته , وأنجبت له زوجته هاني بال
وهو في الثغور يقاتل روما وحين عاد كان هانيبال صغيرا لم يتجاوز من عمره مرحلة الطفولة فدربه والده على ركوب الفيلة , ولاحظ أبوه أن هاني بال يركب الفيل وبجواره جواده وحين سأله عن سبب ذلك قال : لأن الفيل بطيء الحركة وحين أريد أن أنقض على روماني أنتقل من فيلي لجوادي , فأعجبت والده هذه الفكرة فرافق الخيل بجوار الفيله في معاركه .
وعاش
هانيبال
64 وستون عاما إنتهت نهاية تراجيدية محزنة وشرب السم الزعاف وقال كلمته الأخيرة : ها أنا أريح روما من قلقها مني وأنا رجل مسن , وسأرحل عن هذا العالم الفاني .

بداية
هانيبال مثل نهايته فقد بدأ فتوحاته سريعا وإنتهى سريعا ومن المعروف أن سريع الإختراق سريع الموت , هكذا أيضا كان نابليون بونابارت
, إخترق العالم بسرعة وقضي عليه بسرعة أكبر . والحرب هي آخر قرار يلجأ إليه العاقل , ولكن الحرب تحل المشاكل العالقة والتي لا يستطيع السلام أن يحلها .
ولهذه الأسباب إختار هانيبال الحرب بدل السلام , ويعتبر هانيبال القرطاجي من أوائل مؤسسي علم الجاسوسية في العالم فقد كان يوظف الجواسيس لحشد المعلومات عن طريق مخابراته ولكن سلاح المخابرات دائما يكون ذو حدين فهو أحيانا يبالغ في معلوماته وبذلك تتحول المبالغة إلى كذب وتضليل عن غير قصد من أجهزة المخابرات المركزية .وقد بالغ جهاز هانيبال
الإستخباراتي بمعلوماته عن روما وضلل قائده وكان هانيبال نفسه يعمل على تغيير شكله وشعره ويذهب إلى روما وإسبانيا ويدخل القرى والمدن للحصول على المعلومات الدقيقة .
ولم يستطع قائد روماني أن يتغلب عليه ما عدا القائد (
سبيو
) فقد هزمه بعد معارك عديدة مثل معركة الأفاعي وكانا .
وحوصر جيش
هانيبال بالثلوج حين عبر جبال الألب ورفض القرطاجيون أن يرسلوا له المساعدة والغذاء فقام سبيو أيضا بتبني وجهة نظر هانيبال نفسه وقال : الهجوم أفضل وسيلة للدفاع فهاجم قرطاج وخربها والجيش عنها مبعد .وأجبرت روما قرطاج على توقيع معاهدة ذل ودفع تعويضات للجيش الروماني , وغادر هانيبال
قرطاج إلى سوريا ولكن ظلت روما تتابعه ويقال أنه سقط بمعركة مع خمس جنود رومانيين وكان عمره 64 عاما فقتل منهم من قتل وفقد في تلك المعركة ساعده فعاد إليه بعض الجنود ومعهم إسنادات بشرية ففضل شرب السم الزعاف على أن يقع عبدا أسيرا في يد الرومان .


ولد
هانيبال
عسكريا مقاتلا وبدأ حياته قاتلا محترفا وإنتهى مقتولا وقاد قرطاج إلى عدة إنتصارات إنتهت بهزيمته وهزيمة قرطاجة , وفتح مدنا سريعا وفقدها بسرعة أكثر من السرعة التي فتحها بها وعبر جبال الألب بفيلته الضخمة كمغامر أولومبي ومارثوني بطل إنتهت بسقوطه وخسر كثيرا من جنوده وكان يعامل الأسرى معاملة حسنة ولم يبعهم رقيقا ولا عبيدا وكان يساوي بينهم وبين جنوده فأحبته كثير من المدن التي فتحها وبغضه كثير وأسس علم إستخبارات وجاسوسي كان هذا العلم قد قضى عليه حيث تبعه الجواسيس الذين دربهم على أعمال الجاسوسية أينما ذهب وكانوا يدلون على مكانه قادة روما .
تعلمنا من
هانيبال
درسا قاسيا كما تعلمه قادة الفكر العسكري فسريع الهـجـوم سريع الإنكسار , ومن يفتح المدن بسرعة يفقدها بسرعة وكل القادة تعلم ذلك ولكن قلة الصبر
تطغى على التفكير المنطقي فوقع بهذا الخطأ
نابليون بونابارت وهتلر وغيرهم ولا يسعنا أخيرا ً سوى أن نستذكر أمجاد قرطاج التي لم يبقى منها سوى أطلالها ومهرجانها الغنائي الذي تحييه كل سنة هيفاء وهبي ومن على شاكلتها بأغانيهم الثورية التي يتوعدون بها روما بالعودة إليها والثأر منـها..ربما !













المصادر


1
- تاريخ الرومان: ابراهيم نصحي
2- الإغريق والرومان: د حسن صبحي بكري
3- الموسوعة العسكرية: المجلد الثالث
4- الموسوعة الذهبية: المجلد الرابع- الأستاذ: إبراهيم عبده.
5-الموسوعة الحرة

6- ملحمة قرطاجة : باتريك جيـرار .. المترجم "ميشيل خوري "

7-مدونة : عيون أليسار مهد الياسميـن/ أساطير الخريف







منقفول للافاده(شكر خاص ل boosa)