لا تراقب تصرُّفات الناس
لا تراقب تصرفات الناس؛ لأنهم لا يملكون ضرا ولا نفعا، ولا موتا ولا حياة، ولا نشورا، ولا ثوابا ولا عقابا. قال أحدهم:
من راقب الناس مات هما *** وفـاز بـاللـذة الجـسور
وقال بشار:
من راقب الناس لم يظفر بحاجته *** وفـاز بـالطيبات الفاتـك اللهج
قال إبراهيم بن أدهم: نحن في عيش لو علم به الملوك لجالدونا عليه بالسيوف، وقال ابن تيمية: إنه ليمر بالقلب حال، أقول: إن كان أهل الجنة في مثل حالنا إنهم في عيش طيب، وقال أيضا: إنه ليمر بالقلب حالات يرقص طربا من الفرح بذكره سبحانه وتعالى والأنس به.
وقال ابن تيمية أيضا عندما أدخل السجن، وقد أغلق السجان الباب، قال: (فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ) [الحديد:13]، وقال وهو في سجنه: ماذا يفعل أعدائي بي؟! أنا جنتي وبستاني في صدري، أنى سرت فهي معي، إن قتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة، وسجني خلوة.
يقولون: أي شيء وجد من فقد الله؟! وأي شيء فقد من وجد الله؟! لا يستويان أبدا، من وجد الله وجد كل شيء، ومن فقد الله فقد كل شيء، «لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس».
قال أحد السلف عن الأثرياء وقصورهم ودورهم وأموالهم: نأكل ويأكلون، ونشرب ويشربون، وننظر وينظرون، ولا نحاسب ويحاسبون، (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّة) [الأنعام:94]، أما المؤمنون فيقولون: (وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولَهُ) [الأحزاب:22]، والمنافقون يقولون: (مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورا)[الأحزاب:12].
حياتك من صنع أفكارك؛ فالأفكار التي تستثمرها وتفكر فيها وتعيشها، وهي التي تؤثر في حياتك، سواء كانت في سعادة أو شقاوة، يقول أحدهم: إذا كنت حافيا فانظر لمن بترت ساقاه، تحمد ربك على نعمة الرجلين.
قال الشاعر:
لا يملأ الهول قلبي قبل وقعته *** ولا أضيق به ذرعا إذا وقعا



مستنيه ردودكم ياقمامير ياحلوين