( لا تظهر الشماتة لأخيك )
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَعِيلَ بْنِ مُجَالِدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ
و أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ الْقَاسِمِ الْحَذَّاءُ الْبَصْرِيّ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ
عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ أنه قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ
( لَا تُظْهِرْ الشَّمَاتَةَ لِأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَ يَبْتَلِيكَ )
************ ********* *
و صلِّ الله علي سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
************ ***
قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَ مَكْحُولٌ قَدْ سَمِعَ مِنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ وَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
وَ أَبِي هِنْدٍ الدَّارِيِّ وَ يُقَالُ إِنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
إِلَّا مِنْ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ وَ مَكْحُولٌ شَامِيٌّ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ كَانَ عَبْدًا فَأُعْتِقَ
وَ مَكْحُولٌ الْأَزْدِيُّ بَصْرِيٌّ سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَرْوِي عَنْهُ عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ تَمِيمِ بْنِ عَطِيَّةَ
قَالَ كَثِيرًا مَا كُنْتُ أَسْمَعُ مَكْحُولًا يُسْئِلُ فَيَقُولُ نَدَانَمْ .
و قد جاء فى : ( تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي )
"قَوْلُهُ : ( أَخْبَرَنَا أُمِّيَّةُ بْنُ الْقَاسِمِ )
قَالَ الْحَافِظُ فِي التَّقْرِيبِ : الْقَاسِمُ بْنُ أُمِّيَّةَ الْحَذَّاءُ , بِالْمُهْمَلَةِ وَ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ الثَّقِيلَةِ ,
بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ مِنْ كِبَارِ الْعَاشِرَةِ ضَعَّفَهُ اِبْنُ حِبَّانَ بِلَا مُسْتَنِدٍ .
وَ وَقَعَ فِي بَعْضِ نُسَخِ التِّرْمِذِيِّ أُمِّيَّةُ بْنُ الْقَاسِمِ وَ هُوَ خَطَأٌ اِنْتَهَى
وَ قَالَ فِي الْأَطْرَافِ : هَكَذَا وَقَعَ فِي مُسْنَدِهِ أَيْ التِّرْمِذِيِّ فِي جَمِيعِ الرِّوَايَاتِ أُمِّيَّةُ بْنُ الْقَاسِمِ ,
وَ هُوَ خَطَأٌ مِنْهُ أَوْ مِنْ شَيْخِهِ , وَ الصَّوَابُ : الْقَاسِمُ بْنُ أُمِّيَّةَ الْحَذَّاءُ الْعَبْدِيُّ
قَوْلُهُ : ( عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ )
بِالْقَافِ اِبْنِ كَعْبٍ اللَّيْثِيِّ , صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ ,
نَزَلَ الشَّامَ وَ عَاشَ إِلَى سَنَةِ خَمْسٍ وَ ثَمَانِينَ وَ لَهُ مِائَةٌ وَ خَمْسُ سِنِينَ .
قَوْلُهُ : ( لَا تُظْهِرْ الشَّمَاتَةَ لِأَخِيك )
الشَّمَاتَةُ : الْفَرَحُ بِبَلِيَّةِ مَنْ يُعَادِيك أَوْ مَنْ تُعَادِيهِ
قَوْلُهُ : ( فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ )
أَيْ فَإِنَّك إِنْ فَعَلْت ذَلِكَ يَرْحَمْهُ اللَّهُ رَغْمًا لِأَنْفِك .
قَالَ الْقَارِي : فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ بِالنَّصْبِ عَلَى جَوَابِ النَّهْيِ .
وَ فِي نُسْخَةٍ : أَيْ مِنْ الْمِشْكَاةِ بِالرَّفْعِ
وَ هُوَ الْمُلَائِمُ لِمُرَاعَاةِ السَّجْعِ فِي عَطْفِ قَوْلِهِ وَ يَبْتَلِيك
قَوْلُهُ : ( وَ يَبْتَلِيك )
حَيْثُ ذَكَّيْت نَفْسَك وَ رَفَعْت مَنْزِلَتَك عَلَيْهِ .
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ )
قَالَ الْحَافِظُ فِي تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ , فِي تَرْجَمَةِ الْقَاسِمِ بْنِ أُمِّيَّةَ : وَ ذَكَرَهُ اِبْنُ حِبَّانَ فِي الضُّعَفَاءِ ,
وَ قَالَ يَرْوِي عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ الْمَنَاكِيرَ الْكَثِيرَةَ ثُمَّ سَاقَ لَهُ هَذَا الْحَدِيثَ
يَعْنِي حَدِيثَ لَا تُظْهِرْ الشَّمَاتَةَ وَ قَالَ لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ كَلَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ كَذَا قَالَ ,
وَ شَهَادَةُ أَبِي زُرْعَةَ وَ أَبِي حَاتِمٍ لَهُ أَنَّهُ صَدُوقٌ أَوْلَى مِنْ تَضْعِيفِ اِبْنِ حِبَّانَ لَهُ اِنْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( وَ مَكْحُولٌ قَدْ سَمِعَ مِنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ إِلَخْ )
أَيْ مَكْحُولٌ الْمَذْكُورُ فِي الْإِسْنَادِ , وَ هُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيُّ , قَدْ سَمِعَ مِنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ إِلَخْ
قَوْلُهُ : ( وَ مَكْحُولٌ الشَّامِيُّ يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ )
هَذِهِ الْعِبَارَةُ بِظَاهِرِهَا تُوهِمُ أَنَّ مَكْحُولًا الشَّامِيَّ غَيْرُ مَكْحُولٍ الْمَذْكُورُ وَ لَيْسَ كَذَلِكَ ,
بَلْ مَكْحُولٌ الْمَذْكُورُ هُوَ الشَّامِيُّ الْمُكَنَّى بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ فَكَانَ لِلتِّرْمِذِيِّ أَنْ يَقُولَ
وَ هُوَ مَكْحُولٌ الشَّامِيُّ وَ يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ
قَوْلُهُ : ( وَ مَكْحُولٌ الْأَزْدِيُّ بَصْرِيٌّ )
مَكْحُولٌ الْأَزْدِيُّ هَذَا غَيْرُ مَكْحُولٍ الشَّامِيِّ الْمَذْكُورِ ذُكِرَ هَا هُنَا لِيَتَمَيَّزَ ذَا عَنْ هَذَا .
قَالَ فِي التَّقْرِيبِ : مَكْحُولٌ الْأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ صَدُوقٌ مِنْ الرَّابِعَةِ
قَوْلُهُ : ( سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو )
كَذَا فِي النُّسَخِ الْحَاضِرَةِ بِالْوَاوِ وَ الْمَذْكُورُ فِي تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ
وَ الْخُلَاصَةِ : أَنَّهُ رَوَى عَنْ اِبْنِ عُمَرَ بِغَيْرِ الْوَاوِ .
قَوْلُهُ : ( عَنْ تَمِيمِ بْنِ عَطِيَّةَ )
كَذَا فِي بَعْضِ النُّسَخِ وَ وَقَعَ فِي النُّسْخَةِ الْأَحْمَدِيَّةِ عَنْ تَمِيمٍ عَنْ عَطِيَّةَ بِلَفْظِ عَنْ مَكَانَ اِبْنِ وَ هُوَ غَلَطٌ .
قَالَ فِي التَّقْرِيبِ : تَمِيمُ بْنُ عَطِيَّةَ الْعَنْسِيُّ الشَّامِيُّ صَدُوقٌ يَهِمُ مِنْ السَّابِعَةِ .
وَ قَالَ فِي تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ فِي تَرْجَمَتِهِ : رَوَى عَنْ مَكْحُولٍ وَ فَضَالَةَ بْنِ دِينَارٍ وَ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ
وَ غَيْرِهِمْ وَ عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَ غَيْرُهُ .
رَوَى لَهُ التِّرْمِذِيُّ أَثَرًا مَوْقُوفًا عَلَيْهِ اِنْتَهَى .
قُلْتُ : هُوَ هَذَا الْأَثَرُ
قَوْلُهُ : ( قَالَ كَثِيرًا مَا كُنْت أَسْمَعُ مَكْحُولًا يُسْأَلُ )
بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ أَيْ يَسْأَلُهُ النَّاسُ عَنْ مَسَائِلَ
قَوْلُهُ : ( فَيَقُولُ ندانم )
أَيْ لَا أَدْرِي وَ هَذِهِ الْكَلِمَةُ فَارِسِيَّةٌ وَ كَانَ مَكْحُولٌ أَعْجَمِيًّا : وَ يُقَالُ كَانَ اِسْمُ أَبِيهِ سهراب .
وَ قَالَ اِبْنُ سَعْدٍ : قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ كَانَ مَكْحُولٌ مِنْ أَهْلِ كَابِلَ كَذَا فِي تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ .
اِنْتَهَى .
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
============ ========= ==
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية