حساب التشغيل
يعد حساب التشغيل واحداً من الحسابات الختامية المهمة في المنشآت الاقتصادية ذات الطابع الإنتاجي. ويتم تنظيم حساب التشغيل بنهاية مدة محاسبية محددة هي عادة نهاية العام. ويهدف إعداد هذا الحساب إلى إظهار تكلفة إنتاج السلعة التي تنتجها المنشأة في مدة محددة، وتحليل هذه التكلفة وبيان مكوناتها.
ومن أجل تنظيم حساب التشغيل على أسس سليمة لابد أن يكون للمنشأة المعنية نظام خاص لمحاسبة التكاليف. ويتم عادة تصميم محاسبة تكاليف نوعي لكل منشأة على حدة استناداً إلى الأسس والقواعد العلمية العامة لمحاسبة التكاليف من جهة، وانطلاقاً من طبيعة النشاط الذي تمارسه المنشأة الإنتاجية وخصائص هذا النشاط من جهة أخرى. ويجري تقسيم المنشأة، لأغراض تصميم نظام محاسبة التكاليف، إلى مجموعات من مراكز النشاط تدعى مراكز التكاليف.
ويراعى في تحديد مركز التكلفة أن يكون ممثلاً لنشاط معين ومحدد، وأن يكون مرتبطاً بوحدة إشراف ومسؤولية محددة ضمن الهيكل التنظيمي للمنشأة. كما يجب أن يراعى قدر الإمكان تجانس الآلات والمعدات المستخدمة في المركز والعاملين فيه. وينتج من مركز التكلفة منتج مميز أو خدمة مميزة قابلة للقياس.
وهكذا يمكن تحديد عدد معين من مراكز التكلفة داخل كل مجموعة من مجموعات المراكز المشار إليها سابقاً وفقاً لحجم المنشأة وطبيعة النشاط الذي تمارسه.
ينظم حساب تشغيل لكل معمل أو لكل خط إنتاجي بحسب الحال. وتتجمع في الطرف المدين من حساب التشغيل النفقات المختلفة من مواد وأجور ومصاريف أخرى، المرتبطة مباشرة بالمركز الإنتاجي، إضافة إلى نصيب المركز من نفقات مراكز الخدمات الإنتاجية بحسب نسبة استفادته من خدمات هذه المراكز. كما تسجل في الطرف المدين من حساب التشغيل قيمة الإنتاج غير التام في أول المدة. أما في الطرف الدائن من حساب التشغيل فتسجل قيمة الإنتاج غير التام في آخر المدة. ويشكل الرصيد المدين لحساب التشغيل تكلفة إنتاج المعمل أو الخط الإنتاجي عن المدة المنتهية بتاريخ إعداد هذا الحساب. وترحل تكلفة الإنتاج التي تظهر رصيداً مديناً لحساب التشغيل إلى الطرف المدين من حساب المتاجرة.
أهمية حساب التشغيل: تنبع أهمية حساب التشغيل بصفته واحداً من الحسابات الختامية للمنشآت الاقتصادية التي تطبق نظاماً لمحاسبة التكاليف من أهمية محاسبة التكاليف نفسها.