السلام عليكم ورحمة الله
لا تزال مصر تعيش في انتفاضة الحرية وتتنسم أجمل الأنفاس المملوءة بعبق الثورة ولأول مرة يعيش الشعب المصري متعة الاختيار ما بين نعم ولا بعد أن كانت نعم تسيطر عليه في الشارع ليقول نعم للرئيس المفدى وطبعا نعمين ثلاثة عشرة للحكومة في البيت ولكن الحمد لله قامت الثورة المجيدة لتطهر البلاد من الحكومة الخارجية معطية الأمل نحو تغيير الحكومة الداخلية ومشوار الأف ميل يبدأ بجزمة وبالفعل تحرك الفيل المصري فهو ثقيل في بداية حركته ولكن عندما يتحرك لا تقف أمامه أي عقبات فأطاح بمبارك وشرطته وجمال وشلته والفساد وعزبته وسمعني ماما زمانها جاية جاية من التحرير وطبعا من غباء الحكومة كانت تلاعب الشعب المصري بخطة 4-4-2 ولكن الشعب الذكي رد عليهم بخطة 25/1/2011 والهدرة في الميدان.



ولكن تأتي الرياح محملة بالأتربة وتأتي الجرائد محملة بالشتائم فقد عاش الشعب المصري أثناء الثورة جوا مثاليا أظهر فيه المصريون قمة التحضر والثقافة العالية وأخذ الإعلاميون يبنون قصورا في القلوب لهذا الشعب الواعي من أكبر عالم في البلد حتى مايكل منير فالشعب يتابع بفكر مثالي بيانات الجيش ووقف بصرامة أمام البلطجية ثم أضافوا أن الشعب المصري قد وصل من النضج تحميه من مكائد ومكر أعداء البلاد من الفاسدين وفلول الوطني والموساد وأصحاب الأقلام المغرضة وانتهت الثورة على خير حال وانتهت بنزع الرئيس من الكرسي اللاصق مرورا باستقالة بلوفر شفيق وتعيين الشريف عصام شرف.


بمجرد أن انتهت الثورة وبدأت مصر تخطو أولى خطوات الحرية بالاستفتاء لتعديل بعض مواد الدستور ظهرت الكثير من الأفواه وكثرت التفاسير للدستور وتعديلاته المرتقبة مع أنه اسم الدستور لم يكن مرتبطا لدى أذهان الشعب المصري إلا بالأسياد وأشتاتا أشتوت وتكفل بعض المثقفين بالتفكير نيابة عن الشعب المصري الذي تحول بين ثورة وضحاها من شعب واعي ومثقف إلى شعب لا يزال يفك الخط وأخذ الإعلام بكل قنواته تدير دفة الاستفتاء نحو "لا" واعتبرت أولئك الذين سيقولون "نعم" قد خانوا الثورة مقابل كرتونة زيت وكيس سكر وعلبتين بامبرز للعيال لأ يا عم المثقف الشعب المصري لم يعد أعمى يسيره أي شخص وظهر ذلك جليا في نتيجة الاستفتاء التي لن نجدها في أي استفتاء حتى لو كانت نسبة الأهلوية للزمالكاوية الحالة الوحيدة التي يمكن أن نجد نتيجة الاستفتاء 77% إلى 23% هي النسبة بين الأزواج التعساء في حياتهم إلى السعداء وطبعا النسبة 23% للسعداء قد تكون مبالغا فيها ولكنها تشمل كل من ذهبت زوجته نحو السماء إلى غير رجعة.


وطبعا هؤلاء المثقفون كانوا يعارضون الحكومة السابقة بحجة أنها ليست ديموقراطية وكنا نشد على أيديهم في ذلك ولكن لماذا تعارضون الآن الشعب المصري على اختياراته حتى وإن فرضنا أن الجماعات الإسلامية قد أثرت على تفكير المصريين فأين أنتم من قدرتكم على التأثير على الشعب والدليل الفرق الواضح من نتيجة الاستفتاء وطبعا لم يجد المثقفون أفضل من جماعة الأخوان لتصويب سهامهم نحوها باعتبارها أكبر خطر على البشرية بعد تصريحات القذافي وبدأ وابل الشتائم والتي للأمانة لم تصل بعد للشتيمة بالأب والأم.


كلمة أخيرة: لا داعي لترديد نغمة الأخوان يخلطون الدين في السياسة نعم يا سيدي هذا اعتراف مني كفرد من الأخوان أن الإسلام يشمل كل شيء في الحياة بما فيها السياسة "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله"