البندقية
رن جرس الهاتف فهرع اليه عبد السلام ورفع السماعة , كان
ابنه عادل في الطرف الاخر فقال له بابا نجحت وطلعت الاول وما
عليك الا ان تأتي بالهدية التي واعدتني بها
ضحك عبد السلام بصوت عالي وقال له تهانينا يا بني وسأتي
لك بها ان شاء الله , رجع عبد السلام الى طاولته ساكت لم يتفوه
بشئ -- سأله زميله ما بك يا ابا عادل الم تفرح بنجاح ابنك وانت
تنتظر هذا الخبر مذ ُ الصباح قال بل انا فرحان جدا فهو انهى
مرحلة الابتدائية وهو من الاوائل ولكني قلق بعض الشئ فهو
يريد هديته بندقية من تلك التي يلعب بها ابن الجيران وانت
سمعت ببعض الحوادث التي وقعت مع جنود الاحتلال الامريكي
حين قتلوا بعض الاطفال بينما كانوا يلعبون ببنادقهم – متوهمين
بأنهم عدو محتمل .
قال له زميله والله صحيح سمعت بتلك الحوادث ولكن ماذا ستفعل
وانت وعدته
قال عبد السلام سأشتريها له واحاول ان اعطيه بعض الارشادات
فطبطب زميله على كتف عبد السلام وانصرف الى عمله
دخل عبد السلام الى محل اللعب بعد ان خرج من عمله واشترى
لعادل تلك البندقية فركب الباص عائدا الى بيته وفي الطريق
توقف الباص في شارع قد غص بمركبات متوقفة فقال السائق
الطريق مقطوع يا اخوان وهناك جنود امريكان ربما ليبطلوا
مفعول عبوة ناسفة في الطريق فاننا سنتأخر
فعلا ً تأخروا لعدة ساعات وكان الجو حار جدا وصيف بغداد
قاس ٍ على اهلها مثل قساوة ظرفها
أتعبه الانتظار وارهقه وطلب من زوجته بعد وصوله ان يستريح
قليلا ً وطلب منها ان لا تقول لعادل عن الهدية بل يريد ان يجعلها
له مفاجئة
استلقى عبد السلام على سريره ووضع علبة الهدية بجواره
وإستسلم لنوم عميق
فتح عادل باب غرفة ابيه بعد ان احتج لدى امه عن سبب عدم
استقبال ابيه حين وصل من العمل واخبرها بأنه ذاهب ليسلم
عليه ويسأله عن الهدية , فوجد اباه نائم وبجانبه علبة الهدية
فقال في نفسه انها البندقية فأخذها وهو مسرور دون ان يوقض
اباه وذهب الى غرفته وفتح العلبة واخرج البندقية وخرج الى
الشرفة التي تطل على الشارع وهو ينادي بصوت اقرب الى الصراخ على صديقه وجاره ليشاركه باللعب فوافق صاحبه وذهب
لجلب بندقيته وفي هذه الاثناء مرت دورية للجيش الامريكي من
شارعهم فصوب عادل بندقيته عليهم قاصدا ً اللعب معهم
فأذا بأحدهم يطلق الرصاص عليه فأرادوه قتيلا ونزل الجنود
من مدرعاتهم ودخلوا بيت عبد السلام فكسروا الباب ودخلوا الى
غرفة عادل , وعلى صوت كسر الباب وصرخات الجنود سقطت
ام عادل مغشية عليها قبل ان تعلم بموت ابنها – استيقظ فجأة ً
عبد السلام فهرع الى غرفة عادل فوجدها ممتلئة ً بالجنود فصرخ
اين عادل فأشار له احدهم الى الشرفة فمشى بخطوات ثقيلة الى
الشرفة وهو تملأه الهواجس فوجد ابنه غارقا بدمه فصرخ وهو
يقول لا لا وبأمتداد صرخاته امسك برقبة احد الجنود واراد ان
يقذفه من الشرفة فسقط معه
وصدى صراخه يحيط به وهو في طريقه الى ارض وقبل ان
يرتطم بها تراءت له صورة ابنه بأبتسامته المعهودة التى
طالما احيت به روح الامل بيوم غد ٍ جديد
وبأرتطامه بالارض استفاق وهو يهذي بين ذراع زوجته وهو
ممد على الارض قرب السريروبيده علبة الهدية ( البندقية )
وتقول له زوجته بسم الله الرحمن الرحيم
ما بك يا ابا عادل قال عبد السلام الحمد لله - سوف اسحب من
مدخراتنا نقودا ً واشتري لعادل جهاز حاسوب بدل هذه البندقية
اللعينة فعرفت زوجدته ما حدث له وقالت سيستمتع بالحاسوب
اكثر ولكن ماذا ستفعل بهذه العلبة
قال لها سأخفيها لحين جلاء الاحتلال حينها سأعطيها له يلعب
بها حتى ولو بالشارع فتنفست زوجته الصعداء وقالت ان شاء
الله وقال لها وهو يتنهد ( ان شاء الله )
تسلمي وعاشت الايادي
شيئان يريدهما الانسان
الحب و الحرية
فمن اجل الحب يفدي بنفسه
ومن اجل الحرية يفدي بالحب
عامر من بغدادالبحث على جميع مواضيع العضو obyde
ربنا يخلصنا منهم جميعا يارب
ميرسى بجد على القصه اللى حسيت للحظة انها حصلت والحمد لله انه كان حلم ...![]()
قصة جميلة ومستمدة من الواقع
وهوة هاجس اغلب العراقيين
قصة حلوة وان شاء الله تفوز بالمسابقة
قصة جميلة وبالتوفيق ان شاء الله
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)