(6) البيوت الزجاجية
- انت عارف المثل اللى بيقول (اللى بيته من إزاز ما يرميش الناس بالطوب)؟؛ عايزك تحطه حلقة ف ودنك. المخابرات فى أمريكا واسرائيل والغرب عموما ناس مش بتلعب، دول فاهمين الدنيا كويس وفاهمين طبايعنا. كل حاكم فى دول العبيد اللى زينا له عندهم ملف أسود، يقدروا يطلعوه فى أى لحظة و(يفنِّشوا) اللى يدوس لهم على طرف.
- والملفات دى جابوها منين يا دادى؟
- منين؟!، هأ هأ؛ انت مش سبق قلت لى أيام ما أخدوك الأمريكان يعالجوك من الإدمان إنهم كانوا مهتمين بيك وبيصوروك 24 ساعة؟
- يا سلام، دى كانت أيام ممتعة!
- أيوه يا سيدى، آهم بسطوك وجابولك أحلى بنات وصوروا كل حاجة، وعملولك ملف، وهما عارفين إن شعبنا متخلف ومؤمن بالشرف والآخرة!
- طيب ليه يعنى؟!
- علشان انت ابن رئيس، وطول ما انا موجود يهددونى بيك، ولما يوصلوك للحكم بعدى تفضل عايش مهدد وتسمع كلامهم.
- طيب ما انت كنت (ابن بواب محكمة) مش ابن رئيس، عملوا لك ملف امتى وليه؟
- ملفى اتعمل بعد ما وصلت للحكم؛ ورطونى فى حسابات فى سويسرا وقتل معارضين ومؤيدين (مثل رفعت المحجوب)، وحاجات كده. فهمت متأخر بموضوع التسجيل والملفات؛ وبدأت العملية تجرجر، مع إنى من أول يوم كنت مطيع ومسلّم لهم وعايز أحافظ على الأمَلَة اللى السادات حطنى فيها، وقلت يوم ما أقسمت اليمين: السادات قال 99% من أوراق اللعبة فى إيد أمريكا، أنا با أقول 100%. لكن هم ما بيآمنوش للعرب، بيخافوا نقلب عليهم زى صدام كده، علشان كده خلوه عبرة المسكين، ولو كان له ملف من الأول ما كانش يعصلج ولا كان حصل اللى حصل.
- يعنى الملف بتاعى مصلحة بأه؟!
- فالح يا خويا
(7) أوعى تعمل عنترة!
- عايز أحذرك؛ اوعى حد يضحك عليك ويقولك اعمل عنترة وتاخد أى خطوة مجنونة علشان الشعب يحبك، ملعون أبو الشعب، الشعب دا آخر حاجة نفكر فيها، وسبق قلت لك الشعب ده يمشى كويس بجزرة دبْلانة وعَصَاية مكسورة.
- خطوة مجنونة زى إيه يا دادى؟
- انت مش مرة قلت لى نسحب سفيرنا من إسرائيل علشان نبسط الناس بعد مذبحة البتاع ده ف غزة؟. هو احنا قد اسرائيل واللا أمريكا؟؛ بلاش هبل!، انت عايزهم يفنِّشونا؟. سبق قلت لك دول أسياد واحنا جنبهم عبيد. يعنى الناس تكره اسرائيل زى ما هى عايزة، إنما يورطونا ف حاجة احنا مش قدها: لا وألف لا. حد يقولك سيب الناس (فى السر) تقاطع أمريكا واسرائيل واللا حتى الدنمارك؛ برضه لا لأن مافيش حاجة اسمها سر، ودول سامعينا دلوقتي وعارفين حتى ماركة الفانلة اللى انت لابسها. لو اتزنقت ف تصريح تقول احنا ناس عاقلين وواقعيين، واحنا التزمنا بأن السلام خيار استراتيجي، ودى علاقات وشرعية دولية وارتباطات تحكمها معاهدات، وهكذا. إسرائيل تحاول تستفزنا ويقتلوا كام عسكرى ع الحدود: ولا حاجة، العساكر عندنا كتير. واعى تبص للناس المتهورة زى حسن نصر الله، واسماعيل هنية، وخالد مشعل، وأحمدى نجاد، وشافيز وغيرهم؛ دول ناس قبوا فجأة والمخابرات الغربية ما لحقتش تعمل لهم ملفات، وبعدين ها يروحوا من أمريكا واسرائيل فين؟!. ولما تتزنق فى بيان إدانة لمجازر أمريكا أو اسرائيل؛ تاخد بالك لازم تتصل بسفيرهم عندنا بنفسك، وتبين له احترامك له وتفهمه إن دا مجرد كلام لامتصاص غضب الناس، وهم بصراحة بيقدَّروا وبيقولوا لى (ما تقلقش)، احنا فاهمين. يعنى خد بالك التصريحات وكلام الاستهلاك الإعلامى حاجة، والواقع حاجة تانية خالص. انت مش شفت لما أنا سمعت الكلام ومشيت جنب الحيط عمَّرْت فى الرئاسة قد إيه؟
8) الجيش والبوليس والقضاء
أهم حاجة هاسيبها لك هى الجيش والبوليس. أنا ظبَّطت الجيش بحيث يستحيل يعمل انقلاب. معاهدة السادات مع اسرائيل خدمتنى فى تخفيض أعداد الجيش ونزع سلاحه. كمان أنا شغـَلت الجيش بالترفيه والبيزنس والحفلات والمشاريع الخاصة، ودا يجب أن يستمر علشان تأمن شر الانقلابات. وخد بالك هم ناس جد وبيحبوا البلد، ولو شغّلوا مخهم لحظة هيقلبوا عليك.
والبوليس يابنى بيساعدنا كتير فى تزوير الانتخابات والقضاء على الخونة المعارضين ومنع وجود أى بديل يقدر يلم الناس حواليه. وطبعا كان لازم أسيبهم براحتهم مقابل خدماتهم للنظام، وهم عارفين طريقهم وبيلقطوا رزقهم من الناس، وأنا سايبهم متعمد علشان يحافظوا على النعمة اللى هم فيها. كمان لازم تبقى عارف انهم مسيطرين على كل حاجة، ومافيش حاجة تحصل إلا بعلمهم. يعنى مثلا شرطة المخدرات هى اللى بتدير تجارة وتعاطى المخدرات (والمخدرات مهمة لإلهاء الشعب وتخديره)، وشرطة الآداب تدير تجارة الدعارة اللى بتجيب دخل كويس وبتستخدم وقت اللزوم، وشرطة التموين تدير تجارة الأغذية الفاسدة وهكذا؛ الخيوط كلها ف إيدى. يعنى ما فيش أى حاجة تحصل فى البلد دى إلا بعلم النظام طبعا، لأنك لازم تتحكم فى كل شيء، وكمان تقدر تقلب على أى حد يلعب بديله فى أى لحظة. بهذه الطريقة؛ البوليس ماسك البلد وعنده تمويل ذاتى، وكله من الشعب الأهبل.
أما القضاء فهو مشكلة لأن القضاة منفوخين ومفكرين نفسهم مستقلين عن سلطتنا، علشان كده أنا غيرت الدستور لأمنعهم من دس أنوفهم فى الانتخابات.. لازم دايما يكون عندك وتحت إيدك بعض القضاة التابعين من اللى بياخدو رشاوى، تمسكها عليهم وتديهم مناصب ويكونوا هما اللى ف الصورة، أما اللى عاملين شرفا وبيكرهونا زي عشماوى دا اللى سممناه فلا تتردد فى الخلاص منهم، والقتل أحسن طريقة
(9) وسائل الإعلام
كمان من هم أدوات القوة اللى ها سيبهالك وسائل الإعلام اللى ظبـّطتها لك علشان هتساعدك كتير. عندنا دلوقت جيش من الطبالين والزمارين يقدروا يقلبوا الأبيض أسود والأسود أبيض. أنا قضيت على أى إمكانية لظهور رأى آخر (مؤثر)، قفّلت الصحف المعادية وجمدت أحزابها، ومنعت ظهور قنوات أو إذاعات معادية. خد بالك فيه 3 خطوط حُمر: (ما فيش حاجة اسمها حرية صحافة، ولا حرية تكوين أحزاب، ولا استقلال القضاء)، لو فقدت السيطرة على هذه الثلاثة هتروح فى شربة ماء لأن الناس بتكرهنا ولو وجدوا الفرصة هيشوطوك وتلاقى نفسك متعلق على باب زويلة. فيه كمان البتاع ده اللى اسمه (الإنطرنط) أنا مش فاهمه، الناس بتقل أدبها علينا فيه ومش عارفين نطولهم لأن الكمبيوترات داخل البيوت، لكن هاييجى يوم نحرقه. عندك 16 حزب تحت إيدينا ممكن يصدروا صحف كتير، واهى اسمها صحف معارضة، وفيه صحف سميناها مستقلة وسيبنا أصحابها يعلوا صوتهم؛ لكنهم تابعين لنا وبينفذوا سياسة مرسومة، أنا مش فاهمها لكن بيقولوا ماشية كويس. الإعلام يابنى له دور خطير فى عملية غسل مخ الناس، الناس فى مصر مخها زنخ ولازم من الغسيل كل لحظة. خد بالك من الصحف القومية، ومهم جدا الاهتمام باختيار رؤساء التحرير: لازم يكونوا وسخين ورداحين واولاد غسالة، وكمان لازم تسيبهم يسرقوا وتمسك على كل واحد منهم ذِلة علشان يفضل زي الكلب يسمع الكلام، لأنهم بيضطروا يقولوا كلام مش مؤمنين بيه وممكن يقلبوا عليك فى أى لحظة. ولازم كل فترة تحبس لك كام صحفى: اضرب المربوط يخاف السايب؛ فاهم؟. بالبوليس من ناحية والإعلام من الناحية التانية تقدر تكسر إرادة الناس وتوصلهم إلى أعلى درجات الإذلال واليأس فلا يملكون إلا الاستسلام
(10) نحن والعرب
خد بالك ان العرب عمرهم ما هيتوحدوا ولا هيتفقوا، لأن العربى زى القرع يمد لبرَّة. مفيش عربي قراره من دماغه، كلهم زينا كده عبيد للأسياد الخواجات. علشان كده كل ما نتفق على حاجة ما تمشيش لأن الأسياد بيقولوا مش موافقين. لكن مافيش مانع اننا نبيع كلام ونعمل مؤتمرات واجتماعات؛ لكن بشرط اننا ما نزعلش الأسياد. يعنى مثلا لما أمريكا استفزت الناس واستخدمت الفيتو للمرة الخمسين بعد مذابح اسرائيل فى البتاع ده، عملنا اجتماع وزراء خارجية وفهّمت العرب قبل الاجتماع انّى مش هاقدر أقطع العلاقات مع اسرائيل، وسيبناهم ياخدوا قرار (كده وكده) برفع الحصار المالى عن الفلسطينيين. وعلشان تعرف طبيعة العرب: أنا قلت أسبّق واتصل بسيدى وسيدك بوش أعتذر له عن القرار وأعرّف فخامته إن القرار مجرد كلام ولن ينفذ، وكنت فاكر انى سبقت الملوك والرؤساء العرب، لكن وجدت إنهم سبقونى . لكن رغم كده مطلوب شوية مجاملات علشان نحرجهم بالذوق ونمنع وسائل الإعلام العربية الكثيرة من أن تفتح علينا باب ما ينسد زى ما كانت ليبيا والعراق وسوريا بيعملوا زمان قبل ما نتفاهم مع بعض من خلال مؤتمر وزراء الإعلام العرب (برعاية أمريكية). وكفاية علينا بتاع قطر اللى مسلط علينا (الجزيرة) لأنه بيحتمى فى أمريكا واسرائيل ومش همُّه حد من الحكام العرب، بحجة حرية الإعلام.
كمان مطلوب ان المصرى ما يكونش له كرامة خارج مصر، علشان مايتعودش على كده، والمصريين كتير قوى فى الدول العربية ولازم تكون فيه مجاملة مع الدول دى علشان تسمع الكلام وتذل المصريين لأن المصرى لا يعرف قيمة أمه إلا بعد ما يشوف مرات أبوه. وخد بالك يابنى مصر أغنى من كل الدول العربية، لكن دا سر يجب كتمانه لأن زى ما قلت لك (جوع شعبك يتبعك)، دخل البترول بتاعنا سر حربى لأنه كتير خالص، ومش عايزين الشعب يحس.
وأهم حاجة يا جيمى: مالناش دعوة لا بفلسطين ولا العراق أو لبنان ولا حتى السودان، دى بلاد تحت إيد قوى دولية احنا مش قدها. يقولوا لك الجوار والقدس والمقدسات: كل دى حاجات ماتهمناش، كل واحد يدور على مصلحته. وعمك بوش هيقسِّم معظم الدول العربية، ومعاه حق علشان مصالح أمريكا، ولما ييجى علينا الدور ما تعصلجش وخليك لئيم زى ابوك؛ قسّمها بينك وبين أخوك. مفيش حاجة اسمها دفاع عربى مشترك، ولا أخوّة وجوار والهجص ده، كل واحد عارف مصلحته؛ فى دى خليك منوفى ابن منوفى.
= دى الوصايا العشرة اللى عايزك تحطها حلقة ف ودنك، وعايزك لما أموت ماتنساش تكرمنى وتخللى قبرى مزار زى عمك حافظ الأسد، وعايز كمان تحط اسمى على ميدان رمسيس، وأنا سهّلت لك المهمة بإزالة تمثال رمسيس، واسمى موجود من زمان على محطة المترو بتاعة رمسيس. كمان عايزك ما تفتحش كلام كتير عن دورى فى حرب اكتوبر، علشان نقفل ع الموضوع وينسى الناس، لأنهم ممكن يستغلوا غيابى ويفضحوا حكاية الضربة الأولى، لأنها زى ما انت عارف مش حقيقية