غضب واسع واشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين بالقاهرة والإسكندرية
كتب/ احمد حسن بكر (المصريون) : بتاريخ 2 - 1 - 2009
منعت قوات الامن المركزى بالقوة عشرات الالاف من المصلين من الوصول الى مسجد الازهر الشريف ، والى مسجد الفتح بميدان رمسيس بالقاهرة خشية اندلاع المظاهرات الغاضبة بعد انتهاء الصلاة للتنديد بالعدوان الاسرائيلى على قطاع غزة .
وقد صرح عضومجلس الشعب محمد البلتاجى عن كتلة الاخوان أن قوات الامن المركزى فرضت طوقا امنيا مشددا على ميدان الازهر لمنع المصلين من الدخول اليه، كما حولت ميدان رمسيس- حيث يقع مسجد الفتح – الى ثكنة عسكرية لا يسمح بدخولة الا لمن يحملون بطاقات شخصية مدونة بها محل السكن فى ميدان رمسيس مما دفع بعشرات الالاف من المصلين الى التجمع فى شارع الفجالة القريب من مسجد الفتح .
كما قامت الشرطة بتحويل مسار السيارات والمارة لمنع اقترابهم م من مسجد الفتح الذي كان من المقرر ان يشهد مظاهرة حاشدة تضم 75 الف شخص للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، كما منعت وصول الصحفيين والمصوريين إلى المسجد .
ووفقا لشهود العيان هناك فإن قوات الامن اعتقلت أكثر من 200 شخص من المتظاهرين ، بينما أصيب خمسة متظاهرين آخرين فى اشتباكات مع رجال الشرطة.
كما اعتقلت اجهزة الامن فى وقت سابق من يوم امس الجمعة 20 من اعضاء جماعة "الإخوان المسلمين" بزعم دعوتهم المواطنين للتظاهر لنصرة اهالى غزة الذين يتعرضون لمجزة بشعة اودت بحياة اكثر من 230 فلسطينيا وجرح اكثر من 2100 حتى الان .
وكان من المتوقع أن تشهد القاهرة مظاهرتين كبيرتين عقب صلاة الجمعة احدهما في جامع الفتح بميدان رمسيس ، كانت قد دعت إليها جماعة الاخوان المسلمين ، والثانية في باحة الجامع الأزهرالشريف ، إلا ان التواجد الأمني المكثف منذ صباح اليوم منع المظاهرات وفرقها .
وفى تعليقه على ما حدث قال محمود عزت الأمين العام لجماعة الاخوان المسلمين :" أن التظاهرات فى الازهر الشريف ، وفى مسجد الفتح كانت تهدف إلي بعث رسالة إلى الشعب الفلسطيني بأن مصر شعبًا وجيشًا فداءًا لأرض فلسطين، واضاف " للاسف قوات الأمن تتصرف ضد الشعور الشعبي المصري الجارف والغضب العميق الذي يعتصر قلوب الشعب" .
وأوضح:" أن المواجهات بدأت في ميدان رمسيس منذ الصباح الباكر حيث اعتقل المئات وما ان انتهت الصلاة التى منع المصلون من الوصول اليها حتى تجمع أكثر من 5 الالاف في شارع الجمهورية للتاكيد على ان فلسطين لن تقف وحدها ".
وأشار عزت إلى "ان رجال الأمن اعتدوا على المتظاهرين وتم ضرب المتظاهرين ضرب مبرح واصيب عدد كبير منهم "، واضاف مؤكدا " نحن مصرون على توصيل رسالتنا والتعبير عن احتجاجنا".
فى الوقت نفسة اتخذت اجهزة الامن فى كافة المحافظات المصرية اجراءات امنية مشددة على معظم المساجد الكبيره والتى تشهد حضورا مكثفا من المصلين بهدف منع اندلاع المظاهرات المؤيدة لحركة حماس .
ومن جانبة استنكر الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين الممارسات الأمنية في التعامل مع الإخوان والجماهير المصرية التي أرادت أن تعبِّر عن غضبها واستنكارها لما يحدث في غزة.
وقال د. حبيب في تصريحات صحفية له "إن اعتداء قوات الأمن بالضرب المبرِّح على الإخوان واعتقال المئات منهم، علاوةً على منع الآلاف من الوصول إلى الميدان اليوم عقب صلاة الجمعة في ميدان رمسيس والشوارع الرئيسية المحيطة به.. شيءٌ يثير الخجل من الممارسات الأمنية القاسية واللا إنسانية التي تعاملت بها قوات الأمن".
وأكد د. حبيب إصرار الإخوان على الاستمرار في فعاليات الشارع ودون الاستدراج أو الدخول في اشتباكات مع الأجهزة الأمنية، ومع الحرص على أمن واستقرار مصر.
وأكد د. حبيب أن ما يحدث من عدوان همجي على قطاع غزة يُعتبر خطرًا وتهديدًا للأمن القومي العربي والأمن الوطني المصري، الذي يستلزم قيام مصر والدول العربية بالضغط على العدو الصهيوني كي يتوقف عن عدوانه، وقيام مصر بفك الحصار عن أهل القطاع وفتح معبر رفح والسماح بتسيير القوافل الإغاثية والدوائية.
وطالب النائب الأول للمرشد الجماهيرَ بالاستمرار في إعلان غضبها وتضامنها مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مؤكدًا أن ذلك يمدُّه بمزيدٍ من الثبات والصمود في وجه الآلة العسكرية الصهيونية
ومن جانبه ، قال عضو قيادي في جماعة "الإخوان المسلمين" بمصر إن الشرطة اعتقلت صباح امس عدد من الأعضاء القياديين في الجماعة وقال شهود عيان إن إجراءات أمن صارمة فرضت حول كثير من الجوامع فيما يبدو أنه محاولة لمنع مظاهرات دعت إليها الجماعة.
وقال جمال نصار إن من بين من المعتقلين محيي الزايط وحسام أبو بكر وعمر عبدالله ورضا فهمي وعبدالفتاح رزق عضو مجلس نقابة الاطباء بالقاهرة وأحمد رامي عضو نقابة الصيادلة في القاهرة وأسامة الجيار وشقيقه هشام من الجيزة.
كما تم اعتقال المهندس على عبد الفتاح رئيس مجلس إدارة مركز رؤية للدراسات السياسية والمستقبلية والقيادى البارز بالجماعة فى الاسكندرية .
وفي سياق متصل ، اندلعت المظاهرات بعد صلاة الجمعة امس فى الاسكندرية والبحيرة و المنيا والسويس أسيوط والفيوم والإسماعيلية .
كما اندلعت مظاهرتين حاشدتين لاول مرة أمام المجلس المحلي بالعريش وأمام الحدود طالب المتظاهرون فيها بطرد السفير الإسرائيلي وقطع العلاقات مع إسرائيل وفتح معبر رفح بشكل دائم لنقل المساعدات إلى أهالي غزة .
ومن المنتظر أن يعقد مؤتمر لنصرة غزة في نقابة المهندسين مساء الجمعة ، كما يتوقع ان تقام ندون في نقابة الأطباء للتنديد بالعدوان الاسرائيلي على غزة
وفى الاسكندرية شهدت شوارع الإسكندرية شرقا وغربا بعد صلاة الجمعة امس مظاهرات بلغ عدد المشاركين فيها اكثر من 250 الف متظاهر منددين بالمجزرة الاسرائيلية فى قطاع غزة ، ومنددين بالموقف المصرى الرسمى المتخاذل الذى وصل الى حد المشاركة فى هذا العدوان من خلال تصريحات وزير الخارجية احمد ابو الغيط .
ففى ميدان الساعة بفيكتوريا احتشد اكثر من 75 الف متظاهر مطالبين بقطع العلاقات مع إسرائيل و طرد السفير الإسرائيلى من مصر و سحب السفير المصرى من تل أبيب .
وفى منطقة العصافرة تظاهر نحو 50 الف متظاهر مطالبين ايضا بوقف تصدير الغاز لإسرائيل ، مستنكرين بمواقف الأنظمة العربية المخزية تجاه القضية ، منددين بعجز وزراء الخاجية العرب الخروج بقرارات توقف العدوان على غزة ، و إقتصارهم على الشجب و الإدانة .
وفى شارع القفال بالورديان غرب الاسكندرية تظاهر أكثر من 120 ألفاً يتقدمهم النائب حسين محمد إبراهيم - (المسئول الإدارى للإخوان بالإسكندرية و نائب رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان بمجلس الشعب) – و الدكتور حمدى حسن - (أمين لجنة الإعلام بالكتلة البرلمانية للإخوان) .
كما تظاهر أكثر من 25 الفا بشاع النبى دانيال و ميدان محطة مصر على رأسهم المستشار محمود الخضيرى – (نائب رئيس محكمة النقض و رئيس اللجنة الشعبية لفك الحصار عن الشعب الفلسطينى) – و أسامة جادو و محمود عطية و صابر أبو الفتوح (أعضاء الكتلة البرلمانية للإخوان بالمجلس) .
ندد نواب الإخوان بالمجازر الصهيونية على القطاع فضلاً عن موقف النظام المصرى المخزى فى القضية ، مطالبين بفتح معبر رفح بشكل دائم .
فيما ندد المستشار الخضيرى بالموقف المخزى للحكام العرب واستنكر موقف مصر بإغلاقها للمعابر، وتصديرها للغاز المصرى الى الكيان الصهيونى داعيا القيادة السياسية فى مصر الى وقف تصدير الغاز فورا ؟
واستنكر موقف الحكومة المصرية من منع دخول المعونات الانسانية ، ولجان الاغاثة الانسانية التى منعت اكثر من ثلاث مرات ، واختتم كلمته بحث الجماهير على ارسال المعونات الى غزة عبر قوافل الاغاثة الانسانية.
فيما أكد النائب صابر أبو الفتوح - (عضو مجلس الشعب عن دائرة باب شرق) بأن الحرب على غزة هى حرب عقيدة وليست قطعة ارض واستنكر موقف الوزير ابو الغيط من لقاءه بوزيرة خارجية اسرائيل ليفنى .
ودعا الاف من جماهير الشارع السكندرى الى التظاهر فى الشوارع وامام المساجد والمشاركة فى المسيرات التى ينظمها الإخوان المسلمين فى كل الاحياء .
ووصف الانظمة العربية بأنها انظمة جبانة وخائفة وانه ليس هناك رجل من الحكام العرب قادر على محاربة اسرائيل وامريكا، ومشيرا الى دور المقاومة الوطنية فى مصر بأنها هى التى اجلت الاحتلال فى الوقت الذى كان يتعامل فيه النظام الملكى مع الاحتلال .
و فى سياق متصل أكد النائب محمود عطية ان الانظمة العربية مشغولة فى متابعة مباريات الكرة والدورى وان سياسة النظام هى اللعب والهوى وعدم متابعة قضايا المسلمين وانه بالامس ودعت الامة العربية كلها قائد من اروع نماذج القادة ( نزار ريان ) الذى استشهد هو وزوجته و13من اسرته .
من جانبه طالب الدكتور حسن البرنس (عضو المكتب الادارى للاخوان المسلمين بالاسكندرية ) الحكومة المصرية بطرد السفير الاسرائيلى من مصر وقطع الغاز عن اسرائيل وفتح الحدود بين مصر وغزة حتى تدخل المعونات الطبية والغذائية بالقدر الذى يكفيهم قائلا بأن غزة قبل السبت الاسود كان يدخلها كل يوم اكثر من 100 شاحنة اما الان فلا يتجاوز العدد 8 شاحنات على الاكثر.
وختم النائب اسامة جادو (عضو مجلس الشعب عن دائرة غربال) الوقفة بالدعاء على اليهود والامريكان مؤمنا ورأه اكثر من 10 الاف من المتظاهرين .
من جانبه إستنكر النائب صبحى صالح القبض على قيادات الإخوان المسلمين فى مصر بالتزامن مع إعلان ليفنى وزيرة الخارجية الإسرئيلية الحرب على حماس و الإخوان المسلمين معاً .
واكد أن حماس و فتح رفيقتا جهاد و لكن حماس تمسكت بثوابتها و حاربت من أجلها و قدمت لها الشهداء و الغالى و النفيس و لكن فتح تخلت عن الثوابت و رضيت بالجلوس فى حميمة و صداقة مع العدوة الصهيونى على مائدة واحدة ، مشيراً إلى أن حماس حتى الآن هى المنتصرة بدليل أن إسرائيل لم تعلن حتى الآن الهدف من الحملة العسكرية و ، و زعمها بتقليص صواريخ حماس أدى إلى زيادة قوة صواريخ حماس فى عمق أكبر .
هذا و قد إستنكر النائب المحمدى السيد احمد موقف النظام المصرى من القضية مطالباً النظام المصرى بأن يرضخ لإرادة شعبه و أن يفتح معبر رفح و يوقف تصدير الغاز لإسرائيل و أن ينقذ مصر من وضعها الدولى المحرج و يخرجها من المأزق الذى أوقعها فيه .
وفى البحيرة خرجت المظاهرات الحاشدة عقب صلاة الجمعة بالاضافة الى المسيرات النسائية الحاشدة طافت بالشوارع الرئيسية بمدن ومراكز محافظة البحيرة تنديدا بالمجازر الوحشية في غزة واعلانا للغضبة الشعبية على الموقف المتخاذل للنظام المصري والعربي.
كما ادت جموع المصلين صلاة الغائب على ارواح شهداء غزة عقب صلاة الجمعة ، ودعت بدعاء القنوت في كل المساجد ، كما احتشد المصلون فى باحات وساحات المساجد عقب انتهاء الصلاة منددين بالعدوان الاسرائيلى على غزة ، ومنددين ايضا بالصمت العربى الرسمى .