قهوتنا على الانترنت
النتائج 1 إلى 9 من 9
  1. #1

    افتراضي رؤيا اللحظات بعد الأخيرة


    رؤيا اللحظات بعد الأخيرة


    أذكرها حين مدت يديها على اتساعهما.

    كانت تريد من أبويها أن يعانقاها. أحست برغبة عميقة أن يحدث هذا.

    ولكن ذراعيها بقيتا ممدودتين تحت أنقاض ثقيلة من جدار مدرسة "الأونروا" التي لجأت إليها في لحظة يأس من قدرة "حيطان" حيها الهشة.

    رأسها فقط هو كل ما خرج من تحت الأنقاض، ربما كان ذلك بسبب خشيتها الدائمة من العتمة.

    حتى أنها لم تستطع التعود عليها خلال الأسابيع القليلة الماضية التي قررت فيها إسرائيل أن غزة لا تحتاج إلى مزيد من الوقود.

    كانت تقول لأبويها إن الحياة في الضوء، ربما تكون أفضل بقليل.

    أبواها لم يقصّرا في شرح الأمور لها؛ قالا لها إن الإنسان يحتاج أحيانا إلى اختبار متع أخرى في حياته المملة.

    أخبراها إنها يتوجب عليها أن تجرب كيف تكون الحياة من دون ضوء أو طعام.. وأحيانا كثيرة من دون ماء أيضا.

    ابتسمت حينها، وشكرتهما كثيرا على كل الخبرات التي يمنحانها لها في حياتها.

    يا الله كم تتوق الآن إلى رؤيتهما!

    تتمنى لو يريانها الآن على هذا النحو الغريب. لا شك سيضحكان كثيرا من شقاوتها، وسيخبرانها أن عليها أن تبقي جسدها ورأسها في مكان واحد، فمثل هذه الحركات لا شك ستكون خطيرة على جسدها النحيل.

    ولكنها تشعر بالحنق على كل أولئك الغليظين الذين يبحلقون فيها، وتلك "الكاميرات" الكثيرة التي تلمع في عينيها من كل جانب.

    - "الأغبياء، لم ينتبهوا إلى أنني في حاجة إلى المساعدة.. يا الله ما أغباهم!".

    تستغرب كثيرا، فلا أحد منهم تقدم لينتشل جسدها النحيل من تحت تلك الأنقاض التي تضغط على صدرها بقسوة.

    فجأة، ينشق المشهد من أمامها عن أبويها. تدرك حينها أن الأمنيات سهلة التحقق في هذا المكان.

    يقتربان بسرعة من رأسها العجيب الخارج وحده من بين أنقاضٍ كانت مدرسة قبل دقائق فقط. تشاهد أمها تنوح، وهي ترمي بجسدها على رأسها، فيما أبوها يمسح شعرها ويجهش في بكاء متواصل.

    - "يا الله! ماذا يحدث؟!"

    أرادت أن تقول لأبويها إنها بخير.. ولكن..

    علمت فجأة أن لا صوت لها، وأنه لا شيء سوى الخواء يمكن أن تتفوّه به!

    كانت الأصوات ترتفع من حولها، تترحم عليها، وتقول إنها ماتت بلا ذنب.

    - "إذن، هذا هو الموت؟".

    لم يستطع عقلها الصغير استيعاب الحدث بكامله. كل ما أمِلتهُ في تلك اللحظة هو أن تحظى بلمسة أبويها للمرة الأخيرة.

    أرادت أن تستنشق رائحتهما، وتودعهما وداعا أخيرا قبل الذهاب إلى المكان الذي لم تختبره من قبل.

    كانت تريد أن تقول لهما إنها أحبتهما على الدوام، وإنها لا تريد فراقهما.. ولكن هي ظروف لا تستطيع تفسيرها، فهي تدري كذلك أنهما لا يريدان فراقها.

    يا الله كم ينوء مخها الصغير بحلّ هذه الأحجية، فيما بشر كثر يحتشدون فوقها، يتمتمون بكلام مبهم، ونصف جليّ!

    شعرت بأنها لا تريد الذهاب، ولكن الأكف انتشلتها من بين تلك الأنقاض، وسارت بها في طريق لم تعد تميز منه شيئا.

    عويل والديها أنهكها كثيرا. كانت تودّ لو تقول لهما أن يكفّا عن البكاء، فالموت غير مؤلم.. وإنه أقرب ما يكون إلى خفة جسدية.. ليس أكثر.


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    14 - 10 - 2008
    ساكن في
    بعيد عن عيون الناس
    المشاركات
    7,357
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    ربنا يرحمها يارب ويخلصنا من الظلم اللى احنا فيه ده وينتقم منهم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    2 - 11 - 2008
    ساكن في
    Benha
    المشاركات
    3,542
    مقالات المدونة
    1
    النوع : ذكر Egypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    كلمات مؤثرة جدا جدا لدرجة انى بكيت

    اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين

    اللهم بلغنا الشهادة فى سبيلك

    مشكورة انجى

  4. #4

    افتراضي

    اللهم نصرك الذى وعدت

    الهم امين امين امين
    ومما زادنى فخراً و تيهاً *** وكدت بأخمصى أطأ الثريا
    دخولى تحت قولك يا عبادى ** و أن صيرت أحمداً لى نبياً


    البحث على جميع مواضيع العضو ابو تريكه

  5. #5

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m.chezoo مشاهدة المشاركة
    ربنا يرحمها يارب ويخلصنا من الظلم اللى احنا فيه ده وينتقم منهم
    امين
    شكرا ليك

  6. #6

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salama10 مشاهدة المشاركة
    كلمات مؤثرة جدا جدا لدرجة انى بكيت


    اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين

    اللهم بلغنا الشهادة فى سبيلك


    مشكورة انجى
    امين

  7. #7

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو تريكه مشاهدة المشاركة
    اللهم نصرك الذى وعدت

    الهم امين امين امين
    امين


  8. #8
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    49
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    تتوق
    المشاعر وتتصاعد

    لكنها
    تهوي في ارض
    الضياع

    فهكذا الايام عـــنا
    تتباعد

    لاتترك لنا الا
    ذكريات وأوجاع

    انجى
    ومشاعر صادقه
    كانت
    وليدة اللحظه

    عشقنا حروفها
    وتابعناها
    لحظه بلحظه

    قد تخوننا الاقدار
    وقد يتعثر كل منا
    حظه

    ولكن يبقى قلمك
    يحمل

    كل رائع
    وجديد

    يكون له اثر
    كبير

    في النفوس
    لايمر امامنا
    كومضه


  9. #9

    افتراضي

    فعلا عندك حق
    تسلم الأيادى


 

 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©