ربنا يرحمها يارب ويخلصنا من الظلم اللى احنا فيه ده وينتقم منهم
![]()
رؤيا اللحظات بعد الأخيرة
أذكرها حين مدت يديها على اتساعهما.
كانت تريد من أبويها أن يعانقاها. أحست برغبة عميقة أن يحدث هذا.
ولكن ذراعيها بقيتا ممدودتين تحت أنقاض ثقيلة من جدار مدرسة "الأونروا" التي لجأت إليها في لحظة يأس من قدرة "حيطان" حيها الهشة.
رأسها فقط هو كل ما خرج من تحت الأنقاض، ربما كان ذلك بسبب خشيتها الدائمة من العتمة.
حتى أنها لم تستطع التعود عليها خلال الأسابيع القليلة الماضية التي قررت فيها إسرائيل أن غزة لا تحتاج إلى مزيد من الوقود.
كانت تقول لأبويها إن الحياة في الضوء، ربما تكون أفضل بقليل.
أبواها لم يقصّرا في شرح الأمور لها؛ قالا لها إن الإنسان يحتاج أحيانا إلى اختبار متع أخرى في حياته المملة.
أخبراها إنها يتوجب عليها أن تجرب كيف تكون الحياة من دون ضوء أو طعام.. وأحيانا كثيرة من دون ماء أيضا.
ابتسمت حينها، وشكرتهما كثيرا على كل الخبرات التي يمنحانها لها في حياتها.
يا الله كم تتوق الآن إلى رؤيتهما!
تتمنى لو يريانها الآن على هذا النحو الغريب. لا شك سيضحكان كثيرا من شقاوتها، وسيخبرانها أن عليها أن تبقي جسدها ورأسها في مكان واحد، فمثل هذه الحركات لا شك ستكون خطيرة على جسدها النحيل.
ولكنها تشعر بالحنق على كل أولئك الغليظين الذين يبحلقون فيها، وتلك "الكاميرات" الكثيرة التي تلمع في عينيها من كل جانب.
- "الأغبياء، لم ينتبهوا إلى أنني في حاجة إلى المساعدة.. يا الله ما أغباهم!".
تستغرب كثيرا، فلا أحد منهم تقدم لينتشل جسدها النحيل من تحت تلك الأنقاض التي تضغط على صدرها بقسوة.
فجأة، ينشق المشهد من أمامها عن أبويها. تدرك حينها أن الأمنيات سهلة التحقق في هذا المكان.
يقتربان بسرعة من رأسها العجيب الخارج وحده من بين أنقاضٍ كانت مدرسة قبل دقائق فقط. تشاهد أمها تنوح، وهي ترمي بجسدها على رأسها، فيما أبوها يمسح شعرها ويجهش في بكاء متواصل.
- "يا الله! ماذا يحدث؟!"
أرادت أن تقول لأبويها إنها بخير.. ولكن..
علمت فجأة أن لا صوت لها، وأنه لا شيء سوى الخواء يمكن أن تتفوّه به!
كانت الأصوات ترتفع من حولها، تترحم عليها، وتقول إنها ماتت بلا ذنب.
- "إذن، هذا هو الموت؟".
لم يستطع عقلها الصغير استيعاب الحدث بكامله. كل ما أمِلتهُ في تلك اللحظة هو أن تحظى بلمسة أبويها للمرة الأخيرة.
أرادت أن تستنشق رائحتهما، وتودعهما وداعا أخيرا قبل الذهاب إلى المكان الذي لم تختبره من قبل.
كانت تريد أن تقول لهما إنها أحبتهما على الدوام، وإنها لا تريد فراقهما.. ولكن هي ظروف لا تستطيع تفسيرها، فهي تدري كذلك أنهما لا يريدان فراقها.
يا الله كم ينوء مخها الصغير بحلّ هذه الأحجية، فيما بشر كثر يحتشدون فوقها، يتمتمون بكلام مبهم، ونصف جليّ!
شعرت بأنها لا تريد الذهاب، ولكن الأكف انتشلتها من بين تلك الأنقاض، وسارت بها في طريق لم تعد تميز منه شيئا.
عويل والديها أنهكها كثيرا. كانت تودّ لو تقول لهما أن يكفّا عن البكاء، فالموت غير مؤلم.. وإنه أقرب ما يكون إلى خفة جسدية.. ليس أكثر.
كلمات مؤثرة جدا جدا لدرجة انى بكيت
اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين
اللهم بلغنا الشهادة فى سبيلك
مشكورة انجى
اللهم نصرك الذى وعدت
الهم امين امين امين
ومما زادنى فخراً و تيهاً *** وكدت بأخمصى أطأ الثريا
دخولى تحت قولك يا عبادى ** و أن صيرت أحمداً لى نبياً
البحث على جميع مواضيع العضو ابو تريكه
تتوق
المشاعر وتتصاعد
لكنها
تهوي في ارض
الضياع
فهكذا الايام عـــنا
تتباعد
لاتترك لنا الا
ذكريات وأوجاع
انجى
ومشاعر صادقه
كانت
وليدة اللحظه
عشقنا حروفها
وتابعناها
لحظه بلحظه
قد تخوننا الاقدار
وقد يتعثر كل منا
حظه
ولكن يبقى قلمك
يحمل
كل رائع
وجديد
يكون له اثر
كبير
في النفوس
لايمر امامنا
كومضه
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)