WARNING
الدبلة في الشمال!!
"الحليوة جه.. يخرب بيت عيونك يا أخي!!"
كانت تلك تحية "نسمة" بينها وبين نفسها للمعيد "تامر" الذي يعطيها سكشن الترجمة.. أول سكشن دخله لم تنطق بكلمة مع أنها من المتفوقات، كان كل همها أنها تستوعب أن من تحلم به تجسد أخيراً أمامها في هيئة بشرية تمشي على رجلين ولها ملامح وغيره..
وكان كل همها فيما بعد أنها تلفت نظره إليها، مع أنها لا تحتاج، فهو عاجلاً أم آجلاً سيلتفت لها، إما لأنها جميلة جداً، وإما لأنها متفوقة جداً. رأت الدبلة في يده الشمال، فلم تتخيل أنها حقيقية، أو ربما أحبت ألا تصدق أنه متزوج!!
تتبعت أخباره وتأكدت أنه متزوج حديثاً لكنها لم تفكر. وعرفت تخصص وموضوع الماجستير التي لم يأخذ درجتها بعد وبدأت تقرأ حتى تكون ملمّة بكل شيء عنه. وبالفعل كان لها ما أردات..
كان الكلام يمتد بعد المحاضرة مع المشي، فتوصله مرة إلى غرفة الاستاف، ومرة إلى المكتبة، ومرة إلى سيارته مع تحية حارة، وتوصية أحر بأن يسوق بهدوء، وأمنية أشد حرارة من سابقتيها حتى يصل بالسلامة. وهكذا.
لحظة من فضلك...
أظن أنه لا توجد بنت عاقلة تعرف أن "الحليوة" متزوج وتصر على إكمال المشوار الذي لن ينتهي أبداً.. ولا إيه رأيكم؟!
يعني، هل فكرت "نسمة" في طبيعة العلاقة التي تريدها بينها وبين المعيد؟ وهل هتقدر تخرجها من إطار الطالب والمدرس؟ ولو قدرت، هل نسيت أنه متزوج؟!
وإيه يخليها تعمل كده وهي لسه شابة وجميلة ومتفوقة ولا ينقصها شيء؟!
ممكن حد يقول إنها بالتأكيد ترى زملاءها وصاحباتها في الجامعة شغالين قصص حب بمعدل قصتين كل أسبوع. وممكن لأنها مختلفة ومتميزة فلا تريد أن تضيع وقتها في حب مع زميل لها قريَب منها في السن وأمامه وقت طويل حتى يكوّن نفسه..
واحد متزوج = مضيعة للوقت ومش أمانة
حالة "نسمة" ليست من أصعب الحالات، على الأقل المعيد لا يزال شاباً وربما تكون أحبته من "أول صدمة" قبل ما تعرف إنه متزوج... توجد حالات أصعب، لما العقل يكون في مكان آخر غير الدماغ وتصر البنت على حب رجل متزوج وعنده أولاد وفوق الأربعين، وساعتها ممكن حد يخرج بحجة إنها مفتقدة المثل الأعلى والقدوة المتمثلة في الأب، وإنها ربما مفتقدة لحنان الأب لأسباب أسرية. طبعاً، سنتعاطف معها، لكن ليس الحل في إنها تحب واحد متزوج.
أكيد أي بنت لو فكرت إن حب واحد مشغول فيه مضيعة للوقت وإهدار للمشاعر وعدم احترام للنفس وخيانة للقيم وهدم لأسرة وكلام كبير أخاف أقوله أكيد ستغير رأيها وتصون نفسها. لكن لو استمرت، فالحقيقية إنها لن تنال سوى التعب، والدموع، وسهر الليالي، ولن يكون في مقدورها تعمل شيء غير لعن الزوجة التي خطفته منها، -مع إن وجودك لم يكن متزامناً مع وجودها ومع إنها كانت الأسبق!!- ولن تجني غير التفكير في وسائل قسرية وغير شرعية في تطفيشه من حياته، أو ربما في الدخول إلى حياة أسرته من الباب الخلفي وكلام كبير سيدخلني لمجاهيل السينما والدراما المصرية.
نكـمل...
استطاعت "نسمة" في شهر إنها تكون المحببة إلى "تامر" الذي ينادونه "دكتور" جزافاً باعتبار ما سيكون بعد عشرين سنة -إن شاء الله- في نظام تعليمنا طويل التيلة.. لدرجة إن زملاءها كانوا لما يحتاجوا معرفة أين هو أو هيحضر السكشن أم لا أو أي شيء عنه كانوا يتوجهون لـ"نسمة". وبدأت يكون لها دور فعال في مساعدته في رسالته، وهي سعيدة جداً بكل ما تقوم به عن طيب خاطر، بل وبعد طلب وإلحاح منها كمان. لكن اللي كان بيجننها إنه بعد ما يشكرها جداً على جهدها يحكي لها إنه حكى لزوجته -غريمتها- عنها وعن مجهودها، وإنها لامته على كده واتهتمه إنه كده بيشغل "البنت" –اللي هي "نسمة"- عن مذاكرتها وإنها أحق بالمجهود اللي بتبذله عشانه!!
كانت بتتجنن... وتغلي وتفور وتحط في نفسها:
"أنا تقول عليّ بنت؟؟!! هي فاكراني إيه يعني؟؟ تلاقيها مش جميلة زيي.. تلاقيها غيرانة مني.. هي تطول تبقى زيي؟؟"، وترد على نفسها بكسرة نفس وخاطر لما تجاوب.. "آه ما هي طالت يا فالحة واتجوزته!".
بدأ الزملاء اللي مش أعزاء أو بالتحديد –الزميلات- يتهامزن ويتلامزن على "نسمة"، خصوصاً وإنها من النوع العفوي جداً في كل تصرفاته.. يعني "مفضوحٌ.. مفضوحُ يا ولدي".
- إيه يا "نسمة"، إنما إيه الاهتمام ده والحركات دي؟!!
- أبداً مفيش حاجة.
طبعاً، هذا غير الكلام الكبير الذي يقال عنها وتلك النظرة التي أصبحت تلاحقها في كل مكان كلما رآها أحد مع المعيد "تامر".
وفوق كل ذلك، كانت التصرفات التي ظهرت من البنات المرتبطات حولها، فقد انفض عنها الجميع وصار من المحرم أن بنتا ترى الإنسان المرتبطة به يتكلم معها ولو في الدراسة!!!.
خبّوا أجوازكم وخطايبكم
الارتباط عاطفياً برجل متزوج يسيء جداً لسمعة البنت لأنها -وبصراحة مفزعة- لن يكون لها صفة غير "خطافة الرجالة". وبما أن الرجالة قلوا هذه الأيام، فسوف تعضّ كل بنت معها "راجل" عليه بأسنانها. وستقطع علاقتها وكل ما يربطها ببنت مثل "نسمة".
طيب.. إيه بعد البحث والمحص والتفحيص؟!
دايماً هتكوني الثانية...
ترضي إنك تكوني الثانية؟!
البنت التي تحب رجلاً مرتبطاً لازم تتحكم في نفسها وفي عواطفها. ولا يوجد مبرر أبداً لحبها حتى لو كان بدأ قبل ما تعرف إنه مشغول. عليها إنها تقطع عرق وتنهي كل شيء جواها. وأعتقد إنها تقدر على ذلك لو عرفت -إضافة لمضيعة الوقت وخيانة الأمانة-، إنها دائماً ستكون الثانية مهما عقدت آمالا كبيرة عليه.. ومهما كان هو متجاوباً معها وقال لها إنه "طهقان من مراته وإنه لما بيشوف عينيها بينسى كل الهم اللي شيلتهوله مراته طول السنين اللي فاتت، وإنه لما يدخل البيت ويشم رائحة البصل منها يفتكر البرفان اللي بتحطه والورد!!"... كفاية إحساسها إنها تسرق وإنها تاخذ ما ليس لها حق فيه.
حطيها في دماغك مش في ودنك بس
حياتك عمرها ما هتكون على حافة الهاوية عشان واحد... وتأكدي إنه لا أول ولا آخر واحد في الكون مثله. بس إنتِ سيبك من فكرة إنه فارس أحلامك وإنك لاقيتِ فيه كل اللي كنتِ بتحلمي واللي ماقدرتيش تحلمي بيه!!.
تأكدي إن فيه واحد.. ممكن يكون زيه، ممكن يكون أحسن منه.. ومستنيكي تظهري!!.