][هً_هَ][^][هً_هَ][أاحبــــــك ][هً_هَ][^][هً_هَ][
SEIF AL FARS
.( أاحبك..شبح.. يسكن.. االظل).
. قصة . حب .
.أاشف من لثاام . أاوسع من جينز . أاضيق من عبااية مخصرة.
.أادكن من قطرة دم . أامر من قطرة سم .
. أاعبق من نسمة مسك .
.(أاحــبــك.. شبح يسكن ..االظل).
A>>>>N
... قاال االشااعر االأاسبااني فرنااندو بيسواا: ...
..( االقصة االحقيقية االتي. لا تسقط مع االقصص االأاخرى تخلف وراائهاا خيطاًا. رفيع من حزن )..
هً_ هً
.. أاحبك..
. قصة.
. عن االحب..

.. االخياانة ..
..واالغدر..
.. االوفااء واالغفراان..
.. عن االموت...
. عن إانساان.
. يضع حبيبته في قفص ذئب.
. عن موت إانساانية لأام.
.. تشااهداا أاحشااء إابنتهاا تتمزق بين أانيااب االذئب..
..أاحبك..
.. قصة حقيقية..
.. عن شبح يسكن االظل..
هً_ هً[/size]
... تنويه .. لاابد .. منه : ...
..هذه .االقصة .تعتمد .على .االوصف . االدقيق . واالذي . لاابد . فيه . من . تهيئة . االنفس ..
.. لتخيل . االحدث . واالموااقف . بكل . تفااصيلهاا . االمروية . مبااشرة . أاو باالتلميح..
هً_ هً
مدخل:
هً_ هً
..(االجباال االتي تحتضنك.. بهاا نيراان مشتعلة)..
..االشااعر االأاسبااني/خوسية بيرو..
..(ماا كاانواا يعلمون بأانهم صاارواا موتى..وماا كنت رااغبة في أان أاحزنهم)..
..االشااعرة االكندية/ماارجريت أاتوود..
.(أاعرف أاني أاحببتك كثيراا..لكني.. لاا أاتذكر من تكونين)..
هً_ هً... eyes4ever... هً_ هً
..(أاعرف أانك حبيبي..وأاعرف إاني أاحبك حباًا لاا يحبه أاحد.. لكني أاخااف غموضك)..
..(متااكدة متعب.. إانني.. أاحب.. خياال.. يسكن االظل)..
هً_ هً... ساارة... هً_ هً
..( لاا أاقلق من االموت إالاا حينماا . أاتذكرأان هنااك . ثمة من يتذكرني يوماًا ماا)..
.. االشااعر االسوري/ ريااض االعبيد..
..(ماا أاجمل أان أاحتضنك أايهاا االبحر..حينماا تغدو حيااتي لاا تحتمل)..
..االكااتب االأاسبااني/فاال إانكلاان..
.. (.. إان االتوبة أارخص شي يعطى.. وأان االغفراان أاعز شي يمنح..)..
.. االرواائي واالقااص االمصري/ محمد عبداالحليم عبداالله..
هً_ هً
توطئة:
هً_ هً
..شرقاًا. أانظر..
...حيث تولد االحكااياا ..في . ليلة .. عروساًا من االنور واالبلور...
...وفي...
...االليلة . االتاالية...
...وفي...
...مجاالس. االسهر . واالسمر...
...وتحت ضوء.. شحيح... لنجوم.. تحجبهاا االغيوم...
...في. ليلة . محااق...
...تتشكل . االعروسة.. أاسطورة من.. أالف . نجمة . وليلة...
...يرقصن حولهاا. االفتياات شفغااً...
...وفي...
...ثناايااهاا...
...يتصببن . هيااماًا...
...ويغصن بهاا . ولهااً ودلهااً...
...فيمزجن...
...االحكااية... االأاسطورة..
...بوااقع... قصصهن...
...متذكراات...
... حبيباًا . فقدنه...
...و غاالياًا . هجرنه...
...لضرفاًا قااسي... أاو لسبباًا خاافي...
...وعزيزاًا...
...نسنَهُ يومْ.. فنسااهُن عمرْ...
...فلم يعد للوصل . في نفسه منبع...ولم يعد للشوق . في قلبه مرتع...
...متذكراات...
...عشيقاًا...
...حاالت االدنياا دون وصله......أاو غيبت االأاقداار شمسه...
هً_ هً
...وحكاايتي...
...أاقصهاا...
...بأاسم . إالهي...وأاتلوهاا... بصاادق . إاحسااسي...
...شرقية . االهوى.. أابدية . االنوى...
...فأاناا . أابديةٌ.. عشقت... فلحظة..عِشقِهاا . أابدُ...
هً_ هً
...حكاايتي...
...شرقية االمزماار وااللحن..شرقية االأايقااع واالطرب...
...شرقية االإاشرااق حين يكون لشروق االشمس على مدينة االريااض...
...سِحرُ..سَحر..وغَسق...
...شرقية االغروب حين يكون لغروب شمس االريااض...
...فاائق . أالق...
...شرقية االشمس...حاال وجوبهاا..على.عشق...
...وتفتقهاا...عن...موت...
.....شرقية..حيث.. االشرق.....
...هو االشرق...
...في كل . االأامكنة...
...وعلى.. مر .. االأازمنة...
هً_ هً
..وحيث..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.. أاناا..
.فتىً.
..شرقي..
...شب .نجدي. االطبااع. و.االخصاال...
..وشااب. نظره. شرقاًا..
...فتىً . شرقي...
.نجدي.
..بدوي..
...بدوي . جداًا...
...فقراًا . عن . فقر...
...وغنىً . عن . هنااء...
...وحزناًا . عن . حزن...
...وفرحاًا . عن . وفااء...
..كرماًا..
.عن.
..عريق . مجد..
...وساالف عز...
هً_ هً
..حيث..
...االباادية...
...موطن .. حلم . و . مبعث . . حزن ...

...وسأاقص . حكاايتي . عليكم...
...فأارهفواا . لصوتي . أاذاانكم...
.وأان غفوت- وأاناا قليلاًا ماا أاغفو. بسبب . ثقيل . أارقي.وكثير . سهدي- قبل أان تبلغكِ.
...خااتمة..... االحكااية...
...فأايقضيني...
...فنومي ...خفيف...
...أاخف.. من.. ظل...
...وأانعم ..من..طل...
...وأاشف...
...من حلم...
...فأان لم أاصحو....وقد لاا أاصحو...
...فأاعلمواا. أان . االحزن . قد . بلغ . مبلغه...
...وأان . االوله . قد . وصل . لمنتهااه...
... وأان االسهم...
... االمسموم . بسم . االهياام...
...قد . وصل . لأاقااصي . االفؤااد...
...فأاعطبه...
...وأالحق . بشغاافه .. شراًا . مستطير...
...وجرحاًا . غاائراًا...
...خطير...
...وأان . االروح..لاابد..قد.. فاارقت . االجسد...
...وأاني.......... مت...
...ولم. يبقى. مني ...
...سوى...
...جسداًا . مهشم . االأاضلع . واالعضاام...
...وفؤاادااً مخضب . بسهم هياام...
...وحكااية .. حب. لم.. تسعفهاا...
... االلياالي .. واالأاياام...
...حتى... تكتمل...
هً_ هً .. هً_ هً.. هً_ هً
...فسلاام ..قلبي..وسلاام..حبي.. ورحمة..ربي...
.. وسلااماًا ..
..برداًا وهياام..
.. عليكم وعليهاا وعلي..
... هً_ هً .. هً_ هً .. هً_ هً ...
878.^.^7^.االحكااية.^7^.^.878
هً_ هً
...أاناا وساارة 1...
..كنتُ أاتمنى موتي قبلهاا ..
..وكاانت..
..تتمنى أان أاموت من بعدهاا..
.. لم تكن مستعدةأان تعيش بدوني ولم أاكن..
.. مستعدااً أان أاعاايش لحظاات إانتزااع روحهاا..
.. كاان هذاا . االأاختلااف . االبسيط بينناا..
..إاتفااقناا وإانسجاامناا..
.. تخطى حدود االأانغمااس في ذاات االآاخر..
.. كنت أادعوهاا (أانغاام)..
..( نغمة.. نغم)..
..( فاالفتااة االجميلة أاشبة باالنغم*1)..
(*1 االرواائية االهندية/ أامريتاا بريتاام)..

.. كنت كثيراًا ماا أاقول لهاا..
..( إاسمك له بريق خااص تعتزين به)..
..(وأاغاار عليه)..
..ولم أاكن أاكثر من مناادتهاا بإاسمهاا..
.. إالاا حين أابوح لهاا بحبي ..
.. وكاانت لاا تنااديني..
.. سوى..
.. بـ(سمااي)..
.. كنت في نظرهاا االسمااء االتي تضلهاا..
.. بضلهاا..
.. وكاانت في نظري ..
.. االظل االذي لاا غنى لي عنه..
.. واالنور االذي لاا أاقوى على بعده..
.. واالهوااء..
.. االذي لاا حيااة إالاا به..
.. فهي في نظري..
.( هوائي وأاسمي وأارضي ودااري ونجمي وزجااجة عطري
).
..
/ من قصيدة ضيااء بقااياا شمس لعيون للأابد..
...ساارة :مغيب شمس...
..في عاام 1999 م..
.. كاانت إابنة االتسعة عشر ربيعاًا..
..قبل إاكتماال ربيعهاا االتااسع عشر..
.. بثلااث عشر عااماًا..
.. حدث أان عااشت يوماًا غير مجرى حيااتهاا..
.. للأابد..
.. وغير بعض من مجرياات حيااتي فيماا بعد..
..حين قصته لي واالدموع تقطر من عينيهاا..
..وكاان االسبب لتنطبع شخصيتهاا..
..برهاافة وإانوثة قل أان تجد مثيلهاا..
.. وبوفااء لاا تحده حدود..
.. ففي صبيحة يوم من أاياام عاام 1896م..
.. يوماًا غاائم ملبد باالغيوم..
.. خرجت مع أابيهاا لشرااء طعاام االإافطاار..
..لكنهاا عاادت بعد منتصف االليل..
.. وحيده بدون أابيهاا..
..مرعوبة.. بااكية..
.. لم تفهم من كلاام أاخيهاا وأاعماامهاا وأاخواالهاا..
.. شيئاًا..
.. عن ماا حدث لأابيهاا..
.. وكل ماا تتذكره من حديثهم ماا قااله عمه ساالم..
.. لواالدتهاا..
..( شوفي االبنت لاايكون االزيدي مسوي لهاا شي)..
.. وأاشاار نحو بقعة من االدم على طرف ثوبهاا..
.. فماا كاان من واالدتهاا..
.. إالاا أان أاخذتهاا لغرفة قصية..

.. وخلعت ماا عليهاا من ملاابس ..
.. وبددت تتحسس بعض أاجزااء من جسدهاا..
.. وعينيهاا تملاائهاا خوف يشاابه االخوف..
.. االذي ظهر في عيني عمهاا حين ذكر (االزيدي)..
..وبدأات تطرح عليهاا أاساالهاا..
.. لم تكن تعي مدلااولااتهاا وإاجاابااتهاا االقطعية..
..( االزيدي حب عليك!)..
..( االزيدي حطك بحضنه!)..
..بقت ساارة مدهوشة عااجزة أان تجد إاجاابة..
.. ترضي شغف واالدتهاا..
..أامسكتهاا واالدتهاا بكتفيهاا..
.. وهزتهاا بعنف..
..وكررت االسواال عليهاا..
..( االزيدي سواا لك شي )..
..( االدم ذاا وش منه!)..
.. هززت رااسهاا..
.. وقاالت ببرااءه االطفولة..
.. ( خلااني أالعب مع بنته مناار)..
..( وعطيتهاا من االعلك االلي شرااه لي أابوي)..
..عنفتهاا واالدتهاا وهي تقول:..
..( وش ثااني حطك بحضنه! قولي لي االدم ذاا وش منه)..
.. هزت ساارة رأاسهاا باالإايجااب ..
.. إانطلقت االدموع من عيني واالدتهاا..
..( لاا تطلعين ياا ساارة من االغرفة فهمتي)..
.. وغاادرت االغرفة وأاغلقت االبااب عليهاا..
..وضجت االغرفة االأاخرى بأاصواات ..
.. أاخواالهاا وأاخواانهاا وأاعماامهاا..
.. وفجأاة عم االمكاان صمت رهيب..
..كيف أاي طفل غفت ..
.. وغطت في سبااتٍ عميق..
.. لم يوقضهاا منه..
.. إالاا أاصواات إاغلااق بااب االمنزل..
.. بقوة..
.. إاستجمعت شجااعتهاا..
..وكلاام واالدتهاا يتردد في عقلهاا..
..( لاا تطلعين ياا ساارة من االغرفة.. فهمتي)..
.. وفتحت االبااب بهدوء تسترق االسمع واالنظر..
.. فرأات واالدتهاا تقف في وسط االصاالة..
.. وأاماامهاا خاالهاا يتهاامسون..
.. وفجأاة يدخل عمهاا..
..وهو يمسك بيد أاخيهاا فهد..
.. وملاابس أاخيهاا ملطخة باالدمااء..
.. ويديه مخضبة باالدمااء ..
..تغطرف واالدتهاا وتحتضن إابنهاا..
.. وخاالهاا وعمهاا ..
.. لا تسعهماا االفرحة ..
..يجثو فهد على ركبتيه يبكي..
.. يؤنبه عمه ساالم:..
..( االريجيل ماايبكون وأاناا عمك)..
..تنطلق إام ساارة نحو االمطبخ..
.. فتلمح ساارة وااقفة على االبااب تختلس االنظر..
.. فتشير لهاا بإاصبعهاا وهي تقول:..
..( إانتي االسبب! سكري االبااب ياا ملعونة)..
.. وأاكلمت مسيرهاا للمطبخ..
.. تقفل ساارة االبااب..
.. وهي مذهولة.. أابيهاا مفقود لاا تعلم ماا هو مصير..
..وأامهاا تغطرف نشواانه باالدمااء ..
.. االتي تلطخ فهد وثياابه..
.. فتحت بعد برهه من االبكااء االبااب ..
.. ونظرت في االصاالة..
.. فرأات خاالهاا يهمس في إاذن عمهاا..
.. ويغاادراا االصاالة خاارجين..
.. وواالدتهاا تجلس أاماام فهد ..
.. وقد نزع ثوبه ووضعه بجوااره..
.. ووضع يديه في إانااء به مااء..
.. يبكي عينيه غاائرة..
.. وواالدته تفرك يديه من االدم..
.. ينظر لساارة..
.. فيسحب يده من يدي واالدتهاا..
.. ويشير لأاخته أان تعاالي..
.. تغلق ساارة االبااب..
.. وترتدي ملاابسهاا وتخرج من االغرفة..
.. تسير ساارة بخطى متعثرة نحو فهد..
.. يضعهاا في حضنه ويقوم بتمسيد شعرهاا..
.. قطراات من االدمممزوجة من االدم تتقااطر..
.. من يديه وتنسااب من بين خصلاات شعرهاا..
.. إالى جبينهاا..
..راائحة االدم تزكم أانفهاا..
..وواالدتهاا منهمكة في غسل يد فهد االأاخرى..
.. وجهااا شااحب وعيونهاا محمرة..
.. بتلعثم سأالت ساارة..
.. (أابوي وينه!)..
..بصوت باكي أاجاابهاا أأخيهاا فهد..
..(مساافر..)..
..قااطعته واالدتهاا..
..(ليته يموت.. ليت ربي يااخذ روحه)..
..فهد:..
..( لاا يمـــة)..
..أاحست ساارة بأان كلماات واالدتهاا أاصاابتهاا..
.. في مقتل..
..فأانسلت من حضن فهد تترنح..
.. تحث االخطى نحو غرفتهاا..
.. تنظر لواالدتهاا وهي تسحب االمنشفة من حضنهاا..
.. وتلقي بهاا في وجه فهد..
.. وتجهش باالبكااء..
.. وتنطلق تركض بإاتجااء االفنااء االخلفي للمنزل..
.. صعدت ساارة لغرفتهاا إاستلقت..
.. على االسرير..
.. نزعت ماا عليهاا من ملاابس..
.. تحس أان كل ملاابسهاا معبقة براائحة االدم..
.. أاخذت زجااجة من االعطر..
.. وعطرت جسدهاا..
..سكبت كثيراا من االعطر في يدهاا..
.. ومرغت به أانفهاا..
..أاخذت ملاابس من دولاابهاا..

.. إاردتهاا..
.. وإاستلقت على سريرهاا..
..وكلماات واالدتهاا يتردد صدااهاا..
.. في إاذنيهاا..
..( ليته يموت.. ليت ربي يااخذ روحه)..
..إاعتقدت أان واالدتهاا غير رحيمة..
.. بل أانهاا تملك قلباًا من حجر..
.. بل جزمت أان إامهاا خاائنة..
.. ولاا تستحق االحب االذي يكنه لهاا واالدهاا..
.. ولاا االحب االذي كاانت تكنه هي لهاا..
..وأاحست أان قلبهاا وبسبب هذه االأامنية..
.. قد إاصيب بجرح ليس يشفيه دوااء..
..كاانت تعاابير وجهه واالدتهاا..
.. وهي تصرح باالأامنية االخبيثة..
.. مرتسمة في مخيلة ساارة..
.. ولم تستطع أان تطردهاا..
.. إاجهشت باالبكااء..
..وإاستمرت في االعويل..
.. عله يخفف من االأالم االذي تشعر به..
.. ومن االقهر االذي يعتصر قلبهاا..
.. ومن االكره االذي بدأا ينمو في قلبهاا..
..مسحت دموعهاا وإانقلبت على ظهرهاا..
.. تنظر في االسقف..
.. رأات طاائرة ورقية علقهاا واالدهاا..
.. وقفت على االسرير..
.. حركت االطاائرة بيدهاا..
.. ثم عاادت لتستلقي على االسرير..
.. تنظر للطاائرة وهي تتماايل وتدور حول االخبط..
.. االذي علقت به..
..وإانساابت ذكرياات ذلك االيوم في مخيلتهاا..
.. حين صعدت االسياارة مع أابيهاا..
.. وحين أاعطااهاا خمسة رياالاات..
.. ( ذاا إاشتري فيه حلااو لك.. وش تبي تشتري)..
..( عسكريم)..
..( االعسكريم برياال واالعلك برياال،)..
..(وأانتي معك خمس ريال كم يرد لك االزيدي)..
..( رياال)..
..( لاا حبيبتي يرد لك ثلااث رياال)..
.. وتذكرت حين قبضت على أاصاابعهاا تحااول..
.. أأن تقلد واالدهاا وهو يشير بثلااث أاصاابع..
..لهاا..
.. فلم تستطع..
.. فضحك من حركة أاصاابعهاا..
.. حين كاانت تقلب االأاصاابع لمحاالة ضم إاصبعين..
.. وفرد االثلااثة االبااقية..
.. ضحك..
.. لدرجة أان غص وبدأا في نوبة سعاال حااد..
..تذكرت حين..
.. تنحنح ثم صمت وهتف:..
..( سلط على االدخاان لو هو مضري*3)..
..( من قصيدة لبندر بن سرور)..
..ثم سحب بكت االدخاان ( أابو بس) وقذف به..
.. مع ناافذة االسياارة..
..تذكرت حين نزلاا..
.. من االسياارة وتوسطاا االسوق..
.. حتى وصلاا لمحل يبيع (االتميس)..
.. واالفول..
..وطلب منه أان يحضر له ثلااثاًا من االتميس..
.. وعلبتاان من االفول..
.. وغاادراا لدكاان ( إابوصويلح)..
.. ,ااذخاا منه بعض االمقااضي..
.. وإابتااعاا منه بعض االعلك..
.. ثم غاادراا لمحل (االزيدي) ليشتري منه االأايس كريم..
.. االذي لم يكن موجوداًا في دكاان أابو صويلح..
..تذكرت حين وقف بجواار سور االمقبرة..
.. وسحبهاا واالدهاا في زااوية..
.. قصية..
.. متواارياًا عن االأانظاار..
.. وأاخرج من جيبه مفتااحاًا معقود به حبل..
.. وعلقه في عنقهاا..
.. وكاان يترجف وكأانه خاائف من شي ماا..
.. وضع االمفتااح حول عنقهاا..
.. وقاال لهاا:..
..( خليك هناا ولاا تروحي مكاان إالين أاجيك!)..
.. وأاقعدهاا على االأارض..
.. وقبل جبينهاا برفق..
.. وضع كيس االمقااضي بجواارهاا..
.. ووضع في يدهاا قطعتاا االعلك..
.. وقاال مبتسماًا..
.( لاا تأاكليهاا عني لأاجيتك أاكلتهاا أاناا ويااك!).
.. ثم إاتجه صوب االمقبرة يركض..
.. ينظر خلفه بين فينة وأاخرى..
.. لاا تعلم كم من االوقت مر..
.. قبل أان تسقط أاولى زخاات االمطر ذلك االيوم..
..إانسلت من مكاانهاا فااردة ذرااعيهاا..
.. منتصبه في وسط االشاارع االماار بجواار االمقبرة..
.. قطراات االمطر تبلل شعرهاا..
.. وتهز رااسهاا وتدور حول نفسهاا..
.. وهي تغني االأاغنية االتي طاالماا..
.. سمعتهاا من أابيهاا..
..( رااس ساارة ذيل عفراا وسط فيضة)..
..( واالجداايل باالبكاال مبكلااتي)..
..( عين ساارة عين شقراا وسط فيضة)..
..( واالعيون باالسوااد مكحلااتي *4)..
..( عيون للأابد)..
..وسحبتهاا ( االبكلة) شعرهاا..
..كاانت شعرهاا مجدولااً ( بحوااء ضبي)..
.. ولم تكن تحب هكذاا طريقة لربط جداايل شعرهاا..
.. االطويلة..
.. فوجدت االمطر وغيااب واالدتهاا عنهاا ..
..أان تفل شعرهاا..
..كاانت على االسرير حين تذكرت ماا داار في مخيلتهاا..
.. وهي تتخيل واالدتهاا تؤنبهاا لنزعهاا (االبكلة)..
..تذكرت ذلك فإانقلبت على جنبهاا االأايمن..
.. تمسك بيدهاا بطنهاا من االأالم..
.. وإابتسمت إابتساامة بااهتة..
.. وقطراات االدموع تتقااطر على خدهاا وتنااسب..
.. لتسقط على االسرير..
.. مسحت بوجههاا االسرير..
.. أاحست برطوبة االدموع االتي تشربهاا قماش..
.. قمااش االسرير..
.. إانقلبت على بطنهاا..
.. وبدأات بإاصبعهاا تتلمس االسرير..
.. تبحث عن مكاان دموعهاا..
.. وفي عقلهاا تنسااب االذكرااياات منسلة..
.. بكل حزن يملى قلبهاا..
.. تذكرت حين مرت بجواار دكاان االزيدي..
.. وهي مغمضة عينيهاا..
.. وفااردة ذرااعيهاا..
.. وإاصطدمت بمناار غابنة االزيدي..
.. فسقطتاا على االأارض..
.. وتبللت ثياابهم..
.. وتذكرت االدمااء االلي إانسااب من أانف..
.. مناار..
.. واالدمعتاان االتي سقطتاا من عينيهاا..
.. واالإابتساامة االتي علت وجه مناار..
.. وهي تقول بودااعة..
..( خبلة تعدي وأانتي مغمضة!)..
..تذكرت تلك االرقة االتي ظهرت على مناار..
.. حين مسحت على جبهتهاا وهي تقول..
.. (لاايكون إانفلقتي!)..
.. أاحست ساارة وهي على سريرهاا..
.. بأان مناار تملك قلباُا مرهفاًا..
.. فهي لم تهتم باالدمااء االمنساابة من أانفهاا..
..بقدر إاهتماامهاا بماا أاصااب ساارة..
..إانقلبت ساارة على سريرهاا..
.. ثم عاادت لتنظر في االطاائرة االورقية ..
.. وقد إاستقرت ولم تعد تتحرك..
..تذكرت ساارة..
.. حين نهضت مناار واالدم يتقااطر من أانفهاا..
.. وأمسكت بيدهاا وقاالت:..
..( تعاالي معي!)..
.. تذكرت االدم وهو ينسااب من أانف مناار..
.. ويلطخ ثوبهاا..
.. نهضت كالملسوعة..
.. وفتحت بااب غرفتهاا..
.. وركضت بإاتجااة االدور االسفلي..
.. تردي أان تذهب لواالدتهاا لتجيبهاا..
..عن كيفية تلطخ ثوبهاا باالدم..
.. تذكرت كلماات واالدتهاا..
.. (ليته يموت.. ليت ربي يااخذ روحه)..
.. فعاادت أادرااجهاا تبكي بحرقة..
..دخلت غرفتهاا..
.. حملت ثوبهاا من على االأارض..
.. نظرت في بقعة االدم..
.. جثت على ركبتيهاا..
..تنظر في ثوبهاا..
.. وتتذكر حين دخلت هي ومناار محل االزيدي ..
.. أابو مناار..
.. وأاجلستهاا على كرسي بجواار االثلااجة..
.. ثم دخلت مع بااب وأاغلقته خلفهاا..
.. تذكرت أابو مناار..
.. حين إاقترب منهاا وهو يقول:..
..( لاا عااد تركضين وأانتي مغمضة)..
..( شوفي وش صاار لك)..
.. وقف بجواارهاا وفتح االثلااجة..
..وااخرج منهاا أايس كريم بنكهة االفرااولة..
.. وأاعطااه لساارة..
.. وواافقت بعد أان أالح عليهاا..
.. عاادت مناار..
.. وقد غسلت االدم من أانفهاا..
..جلست بجواار ساارة على االاارض..
.. وفتح أابااهاا االثلااجة وأاخرج..
.. مناار: ( أابي فاانيلاا باالسكولااته بااباا)..
..أاخرج أايس كريماًا..
.. وأاعطااه لأاابنته..
.. سحب االكرسي االذي كاان يجلس عليه..
.. ووضعه أاماام االمحل..
.. وجلس عليه..
.. إالتفت نحو إابنته وقاال:..
..( االمطر وقف تعاالن هيناا)..
..وضعت ساارة االثوب على أانفهاا..
.. وإاغرورقت عينيهاا باالدموع..
.. وهي تشم راائحة االفاانيلياا..
.. فيه..
.. تذكرت حين كاانت تضرب االمستنقعاات ..
.. االتي تجمعت أاماام محل أابو مناار..
.. بقدميهاا فتتطااير قطراات االمااء..
.. على مناار..
.. تذكرت حين إاقتربت مناار منهاا لتمنعهاا..
.. وهي تضحك..
.. فلمس االأايس كريم ثوب ساارة..
.. وسقط من يداا مناار في االمستنقع..
..تذكرت كيف تشااركاا في أايس كريم..
.. االفرااولة..
.. وتباادلاا لعقه..
..فيماا بينهن..
.. تذكرت حين إانتهياا من لعقه..
.. فأاخرجت ساارة االعلكة من جيب ثوبهاا..
.. وأاعطت لمناار إاحدااهاا وأاعط أابو مناار ..
.. وأاعطت لأابو مناار االقطعة االأاخرى..
.. تذكرت حين رفض فأالحت عليه..
.. فأاخذ االقطعة وقسمهاا باالتسااوي..
.. بينه وبينهاا..
.. وقرب مناار ووضعهاا على إاحدى فخذيه..
.. ووضع ساارة على االفخذ االأاخرى..
.. تذكرت حين قبل أاماامهاا إابنته..
.. ثم إالتفت لهاا وقاال:..
.. ( وش إاسمك)..
..تذكرت حين ترأاى وجه أابيهاا لهاا وهو يقبل..
.. إابنته..
.. وتذكرت..
.. حين قفزت منم حضنه..
.. بإاتجااه االمقبرة..
.. تذكرت..
.. حين وقفت لتجيب على سواال االزيدي..
..( ساارة)..
.. وقفت ساارة ثم إاتجهت لسريرهاا..
.. وقفت عليه..
.. أامسكت باالطاائرة االورقية..
.. ونزعتهاا من االسقف..
.. وقربتهاا على صدرهاا..
.. وبدأات تشمهاا علهاا تجد راائحة أابيهاا فيهاا..
.. قربتهاا لصدرهاا..
.. ثم عاادت لثوبهاا وقربته لأانفهاا تشمه..
.. تريد أان تجد راائحة أابيه فيه..
.. لم تشم سوى راائحة االفاانيلياا..
.. وراائحة االدم..
.. االدم االذي كاان على فهد..
..إاجهشت باالبكااء..
.. وهي تتذكر نفسهاا حين وصلت للمكاان..
.. االذي أاجلسهاا أابااهاا فيه..
..وتذكرت حين أاغرورقت عينيهاا باالدموع..
.. وهي ترى كيس االمقااضي في مكاانه وقد إابتل..
... باالمطر...
.. ولاا أاثر لواالدهاا..
..فجأاة دخلت عليهاا واالدتهاا االغرفة..
.. ونظرت لهاا وهي تقول:..
..( تعاالي االمفتااح االلي في رقبتك منين جاايبته)..
.. وأاقتربت منهاا..
.. وضعت ساارة يدهاا على عنقهاا وأامسكت باالمفتااح..
.. وخطر في ذهنهاا أان االمفتااح هو االشي..
.. االوحيد واالأاخير االذي لمسه..
..واالدهاا..
.. جلست واالدتهاا بجواارهاا..
.. ومدت يدهاا نحو عنقهاا..
..نظرت ساارة في عيني واالدتهاا..
.. وتذكرت كلاامهاا عن واالدهاا..
..( ليته يموت.. ليت ربي يااخذ روحه)..
..
SEIF AL FARS