لقاء الغرباء
... ولأني غريبة.. أحببت الغرباء..
وبالحب.. معهم كان لي لقاء..
وفي اللقاء.. راحة للنفس وعزاء
عزاء نفس لنفس.. غريب لغريب..
وكان مثلي.. فكر يحمل جسد..
فكر يهيمن في عالم غير عالم
البشر..
وكان مثلي.. يحمل في جسده
نفسا معذّبة..
نفسا جرعت منه المرارة مايكفي..
مرارة سكبت في كوؤس البؤس
والشقاء..
كوؤسا.. صنعتها البشر..
ولأنه كان مثلي.. ليس بملاك
وليس ببشر..
وكان فكرا يحمل جسد..
التقينا..
وياليتنا لم نلتق..
فغربتنا.. كما جمعتنا فرّقتنا..
فأذاقتنا من العذاب أكبره..
وهل هناك عذاب أشدّ فتكا من
عذاب الحرمان؟
ويوما.. الغريب قال لي..
بأننا وبالرغم من كل شيء.. نحن
خطان متوازيان..
لذا.. لن نلتقي..
وكان الغريب على حق..
اليوم فقط.. أدركت ما كان يعنيه
الغريب..
أدركت بأنّ.. كأسي غير كأسه..
وفكري غير فكره.. ومصيري غير
مصيره..
لأنّ غربتي هي.. غير غربته..
وابتعدت..حملت عذابي الجديد
وابتعدت..
لكن الغريب لم يبتعد.. ومازال
يلاحقني..
بإسم الحب.. بإسم العذاب يلاحقني..
لست أدري..
وربما يلاحقني سعيا وراء تحويل
مجرى خطّينا؟..
وهل يملك الغريب حق تغيير مجرى
قدرينا؟..
لذا.. نحن خطان متوازيان.. وأبدا
لن نلتقي..
فيا غريبا..
حين أحببتك.. التقيتك..
فاتخذت منك زاوية نور وأمل..
لم أكن أدري بأنّ الزاوية من فرط
ضيقها.. تكاد لا تسعني..
وبأن نورها الوهّاج.. يكاد يحرقني..
وبأن الأمل في كلتا الحالتين..
ضائع ومفقود..
وهل للغريب.. رأي جديد فيما كان..
وبما سيكون؟
وأحبك.. مهما ابتعدت عنك..
فقلبي لا يحنو لضمّ قلب غير قلبك..
ونفسي لاتتوق لعناق نفس غير
نفسك..
وعينيّ لاترنو التطلّع لعينين غير
عينيك..
وشفتيّ لا تهفو لتقبيل شفتين غير
شفتيك..
وأنفاسي لاتشتهي البوح بشكواها
لغير أنفاسك..
أحبك.. مهما ابتعدت عنك..
ومهما قالوا عني وعنك..أحبك..
ومهما زرعوا أرضي شوكا.. أحبك..
فأمسي .. ويومي.. وغدي يهتف
باسمك..
يناديك.. يناجيك ويقول أني أحبك..
فأنت لأمسي ذكرى.. وليومي مولد..
ولغدي الجمع مابين الذكرى والمولد..
وسأبقى أحبك.. مهما ابتعدت
عنك..
Princess Maya
شكرا لك..
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)