كتب:محمد رفعت - كنت أرد على أصدقائي الذين يسألونني .. لماذا تشجع الزمالك وتصر على أن تحرق دمك وترفع ضغطك؟!.. بأن الزمالك هو الفريق الذي يمثل مصر بشكل حقيقي وليس الأهلي .. وأن هناك نقاط تشابه والتقاء كثيرة بين مصر كوطن والزمالك كفريق ورمز .. فالزمالك مثله كمثل شعب مصر فريق مبدع وعصبي وعفوي ويتحدث كثيرا ً عن الذات لكنه لا يقاتل من أجل الحصول على البطولة ، فهو فريق " نفسه " قصير ، وكثير الصخب والجعجعة ، لكنها غالبًا جعجعة بلا طحن ، وهو فريق غير مسنود يضطهده الحكام ، كما يضطهده فريق الأغلبية ويسرق منه صفقاته الناجحة ويحرض لاعبيه على التمرد .
والزمالك مثل شعب مصر أيضاً يفرح بسرعة وينسى بسرعة ويتراجع بسرعة ، فالحماس عنده يسبق التفكير والروح المعنوية أهم بكثير من اللياقة البدنية والفنية ، ولاعبوه دائما ورغم اختلاف الأجيال والعصور " مزاجيون " تؤثر فيهم الكلمة الحلوة ويحبطهم الهتاف المضاد والرياح المعاكسة ، مثلهم مثل معظم شعبنا الطيب الانفعالي الذي يغضب على "مافيش" وينزل أيضا ً على "مافيش".
ولذلك كان حسام حسن هو الحل الوحيد والمنقذ الأوحد لفريق الزمالك من عثراته ، لأنه يلعب على الروح ، وهو صاحب اختراع جديد في الرياضة المصرية اسمه " الكرة المعنوية " وهو يفهم نفسية اللاعبين جيدا ً، ويعرف كيف يتعامل معهم ويخرج أفضل ما فيهم ، ويعرف كيف يحمسهم ومتى يعاقبهم.
وقارنوا بين شيكابالا قبل وبعد حسام حسن لتعرفوا الفرق ، فلا يختلف أحد على أن محمود عبد الرازق الشهير بشيكابالا هو واحد من كتيبة اللاعبين الموهوبين النادرين في تاريخ الكرة المصرية ، لكنه لاعب عصبي و "مزجنجى "ويفقد تركيزه بسرعة ، ويلعب وعينه على الجمهور ، لذلك تذبذب مستواه وتراجع أداؤه مع معظم من دربوا الزمالك ، والوحيد الذي استطاع أن يعيده إلى مستواه الحقيقي هو حسام حسن ، لأنه وضع يده على الشفرة التي يمكن أن يتعامل معه بها.
ونحن في مصر نحتاج إلى مثل هذا الرجل ليقودنا ويحكمنا ..نحتاج إلى حسام حسن سياسي يعرف طبيعة هذا الشعب كما يعرف حسام طبيعة لاعبيه.. نحتاج إلى سياسي مخلص للبلد الذي يحكمه ومحب للشعب الذي يمثله وينتمي إليه ، نحتاج إلى من ينتصر لنا ظالمين ومظلومين ، لا إلى من يعايرنا بفقرنا وسرعة تكاثرنا .. نحتاج إلى من يخاطبنا كواحد منا وليس كسيد علينا ، نحتاج إلى من يجعلنا نشعر بأننا فخر له وليس عبئا ً عليه ، لا يعرف من أين يطعمنا ويسقينا لأنه ليس هو الذي يطعمنا أو يسقينا .. نحتاج إلى من يشعل حماسنا ، لا إلى من يخوفنا من " حماس " .. نحتاج إلى من يغضب ويخرج عن شعوره ويشتم وتنفر عروقه إذا شعر بأن هناك من جار على حق من حقوقنا أو أساء إلى واحد منا أو تجرأ على حاضرنا أو سخر من ماضينا .. نحتاج إلى حسام حسن في كل موقع من مواقع الدولة المهمة والحساسة ليعيد لنا الروح المفقودة والأمل الضائع.
ولكن كل خوفي إذا رشحت حسام حسن رئيسا للجمهورية أن يأتي بأخيه إبراهيم رئيسا للوزراء!
منقووووووووول