ان فى هذا العالم العجيب عاشت على ارضه مخلوقات غريبه سمعنا عنها او لم نسمع ولكن هذه المخلوقات الغريبه على اختلافها لا تؤدى دورى فعالا فى الكون سوى انها تلفتنى الى عظمة الله فى صنعته وبديع خلقته ولكن الاغرب من هذه المخلوقات هو الانسان الذى يعيش فى عالم الوهم ولا يدع لعقله برهه فى البحث عن الحقيقه وادراك معناها فتجده مع التقدم التكنولوجى الذى نحياه الان ومع كم الثقافه المنبعث نورها من جميع الارجاء شرقا وغربا الا انه يعيش فى ظلام الجهل والشعوذه والدجل ووهم الخرافات فتجد بعض الناس يروون قصص عن العفاريت والجان ويؤمنون بالخزعبلات فقد سمعنا منذ زمن قريب عن الذى دار فى محافظة المنيا احد اكبر محافظات الصعيد من ان احد الدجالين قال لهم ان فى قريه من قراها يوجد تحت ارضها كنوز واثار مليئه بالذهب فصدقوه و اخذوه ليلا الى احدى البيوت المهجوره ووضع الدجال البخور واخذ يتمتم بالطلاسم الكفريه التى تحمل فى معناها بعض الاستدعائات للجن و بعض فترة طويله كان فيها يتحدث الدجال مع الجن طلب الاستعانه بهم فى اخراج الخبايا والكنوز من القريه و بعضها نظر الدجال الى من حوله وقال لهم ان الجن وافقوا على ان يساعدون فى استخراج الدفائن ولكن بشرط فقال جميع الحاضرين وما هو فقال ان تذبحوا طفل لم يصل الى سن البلوغ على باب الكنز و بعد الذبح سوف يفتح الكنز وتصبحوا اغنياء وعلى الفور قام اللصوص باختطاف الاطفال ليلا من البيوت وذبحوهم على الحفر التى قال لهم الدجال ان فيها كنوز وبعد فتره لم تفتح كنوز ولا حاجه وذبح عشرات الاطفال ضحايا الجهل والدجل دون جدوى وبلغ الاهالى فى اقسام الشرطه عن اختفاء ابنائهم وقام الثأر المعروف بين اهل الصعيد وتحولت القريه الى براكين دم راح ضحيتها كثير من الرجال والشباب البريئه بسبب الجهل والشعوذه والدجل وكذالك فى محافظة سوهاج فى العام السابق سمعنا كن كرات النار الطائرة التى تهبط على اسطح البيوت وتحرقها واجمع اهل القرى الذى شاهدوى كرات النار الهابطه من السماء وهم شهود العيان على ان السبب فى ذالك ان أمراة دخلت الحمام وكانت تحمل فى يدها احدى الاوانى المليئه بالماء الساخن فقامت بسكبها فى الحمام فسمعت صوت من داخله يقول لها احرقتى ابنى وقتلتيه من شدة سخونة الماء لانتقمن من القرية كلها واحرقها باجمعها فبرر اهل القرية امام اسألة رجال المباحث لهم فى محضر رسمى ان السبب فى هذه الكرات الناريه هى المرأة التى احرقت الجن بسكب الماء الساخن فى الحمام وان الجن انتقموا من القرية كلها فرموهم بكرات النار انظروا الى الجهل فى قمته والدجل فى اوجه دمرت العشرات من القرى و مات العشرات من الاوسر وهم يقولون ان السبب فى الحمام والماء الساخن والعجب انى سافرت الى احدى قرى الصعيد فى اسيوط لقضاء مهمه فقررت المبيت مع طلاب كلية الهندسه فى سكنهم هذه الليله كنت اعرفهم وبينما نحن نتحدث اذ دخل رجل هم يعرفونه اعتاد على ان يقضى وقته معهم وشاء القدر ان استمع الى الرجل وهو يقول ان فى هذه القريه شيخ ظهرت له كرامات توفى من عشر سنوات و بنى له مقام يزوره اهل القريه و يقدمون له الطعام والاموال طبعا يعطونها لحارسه ثم اكمل قائلا عند ضريحه يوجد قاره ( يقصد تل جبلى يرتفع خمسة امتار على سطح الارض ) ثم اكمل قائلا هذه القاره بداخلها دفائن و كنوز مليئه بالذهب لكن لا يستطيع احد الحصول عليها فقلت له وما هو السبب فنظر الى وقال الديك فضحكت قليل وقلت اى ديك فقال هناك ديك يظهر بعد صلاة الجمعه على القاره من كل اسبوع من راه يرميه بالتراب فانه يموت ويظهر الكنز فقلت له وهل احد راه فقال لا فقلت وما السبب فقال لان الديك لا يظهر الا للموعدين مش للحسابين فضحكت وقلت ربنا يشفى انظروا الى الجهل فى غياهبه انه الانسان مع ماركب الله فيه من نعمة العقل والفكر والتمييز الا انه عاد الى زمن الجهل وما عليه القرون الغابرة والامم السابقه من قولتهم الخالده
( وجدنا ابائنا عليها عاكفين )
و العجب انك تجد ذالك فى هذا العصر الذى ارتقت فيه العلوم والمعارف من خلال وسائل الاعلام المسموعه والمقرؤه والمرئيه ومع التقدم التكنولوجى والانترنت و عصر الناس صعدوا فيه الى القمر وشاهدوا المريخ
فيا ترى لمن يكون الفضل فى البشر مع تخبطهم فى معتكر الجهل اتدرون لمن الفضل
ما الفضل الا لأهل العلم انهم ... على الهدى لمن استهدى ادلاء
وفضل كل أمرىء ما كان يتقنه ... والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حيا به أبدى ... الناس موتى و أهل العلم أحياء
فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى الى الله ان الله بصير بالعباد