من نحن وماذا نريد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

المثل العامى بيقول ( اكلة واتحسبت عليك........)
طيب احنا بعد اللى بنقراه وبنسمعه وبنشوفه انا لا استطيع تحديد اى منهج ننتهجه واى سياسة نتبعها والى مبدا ننتمى ةماذا نريد
تخبط الكلام فى عقلى خاصة بعد كل الكلام اللى بنسمعه كل يوم اقولكم شوفوا الكلام اللى مكتوب ده وقولولى ايه رايكم
الغردقة
بسام الصواف

مصر وأمريكا.. أي أزمة؟

بقلم د. عمرو الشوبكي ٥/٦/٢٠٠٨
مدهشة تلك العلاقات المصرية ـ الأمريكية، ومثيرة للجدل والحيرة، فالجانبان يعرفانها بأنها علاقات استراتيجية، ومع ذلك لا تخلو من مشادات وانتقادات متبادلة، تصاعدت في مؤتمر شرم الشيخ بين الرئيسين مبارك وبوش، حين وجَّه الأخير انتقادات لاذعة لنظم الحكم في الشرق الأوسط، لم يسمعها الرئيس لأنه قرر الانسحاب قبل أن يبدأ الرئيس الأمريكي كلمته.
والمؤكد أن الولايات المتحدة، كقوة عظمي تهيمن علي النظام العالمي، لديها مصالح متشعبة ورسالة كونية في الاقتصاد والسياسة والثقافة، نجحت أحيانا وصارت نموذجا لبعض شعوب العالم، منها بعض الشعوب الإسلامية (كالألبان مثلا الذين لايزالون يتظاهرون وهم رافعون العلم الأمريكي، في الوقت الذي يحرقه إخوانهم في مصر وفلسطين وغيرهما من بلدان العالم الإسلامي)، وفشلت في كثير من البلدان خاصة في المنطقة العربية، التي عرفت خبرة مريرة ومؤلمة بسبب الانحياز الأمريكي الأعمي لإسرائيل وتلك العلاقة العضوية مع آخر دولة احتلال عنصري في العالم، أي إسرائيل.
ولعل واحدا من أبرز مظاهر الأزمة في العلاقات المصرية ـ الأمريكية هو تلك الحملة الإعلامية التي أطلقتها مؤخرا الصحف الحكومية المصرية ضد الرئيس جورج بوش وإدارته، ليس لأنها طبقت السياسات الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة، ولا لكونها الإدارة التي ارتكبت جرائم بحق الإنسانية تستلزم محاكمتها.. إنما لكونها انتقدت بعض الأوضاع الداخلية في مصر، ولولا هذا النقد لما مست السياسات الأمريكية بسوء، ولبقيت دائما الحليف الاستراتيجي الذي يدفع المعونة ويفرض شروطه دون أي ممانعة أو رفض.
والحقيقة أن رفض السياسة الأمريكية في المنطقة لا يكون بنشر بعض المقالات والتعليقات النارية، إنما عادة ما يتجسد في مشروع سياسي متكامل مناهض للسياسة الأمريكية، ويكون له ثمن باهظ علي أرض الواقع، دفعته مصر في الستينيات حين قادت تجارب التحرر الوطني في العالم الثالث كله، وتدفعه دول مثل فنزويلا وإيران وكوبا بفرض حصار دائم عليها،
وبعض حركات المقاومة، كحركة حماس في فلسطين (أياً كانت أخطاؤها السياسية) التي حوصر بسبب خياراتها السياسية الشعب الفلسطيني، ومورست عليه سياسة العقاب الجماعي، التي تذكرنا بجرائم النازية أثناء الحرب العالمية الثانية، ولكن مع فارق أساسي، أن الأولي رفضها العالم كله، والثانية (أي الإسرائيلية) باركها.
والمدهش أن مصر لم تتخذ في أي من الملفات السياسية الإقليمية والدولية، موقفا واحدا مناهضا للسياسة الأمريكية علي مدار ما يقرب من ثلاثين عاما، فهي مثلا واحدة من ثلاث دول في العالم ليست لها علاقات دبلوماسية مع إيران بجانب أمريكا وإسرائيل (دول الخليج الأكثر تخوفا من المشروع النووي الإيراني لها علاقات دبلوماسية مع إيران)، وعلاقاتها وطيدة بالسلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة اللبنانية، وتمثل جزءا غير فاعل مما يعرف بمحور الاعتدال العربي الحليف لأمريكا.
والفارق بين مصر ودول الخليج العربي، أن الأخيرة، خاصة في الكويت وقطر، توافقت علي علاقة الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، واختارت نتيجة مرارات الماضي (تحديدا عقب غزو صدام حسين الكويت) الحماية الأمريكية بديلا لما كان يسمي سابقا الحماية العربية والدفاع الذاتي،
تماما مثلما اختارت إيران خيارا بديلا قائما علي رفض المشاريع الأمريكية في المنطقة، عن طريق بناء نظام سياسي كفء وأكثر ديمقراطية من كل النظم العربية.. وفي الخارج بخلق تحالفات سياسية مع جبهات الممانعة في فلسطين ولبنان وبعض الميليشيات الشيعية في العراق، حتي أصبحت إيران اللاعب الإقليمي الأبرز المناهض للسياسات الأمريكية.
أما مصر.. فكان موقفها متفردا بين دول المنطقة، فهي ـ علي الورق ووفق التصريحات الرسمية ـ حليف لأمريكا، ولكنها الحليف الذي فشل في أن يستفيد من حليفه في أي شيء، وفشل أيضا في أن يتمرد عليه.
فمصر الحليفة لأمريكا لم تستفد مثل تركيا (عضو حلف الناتو) من أمريكا، في بناء نظام سياسي ديمقراطي واقتصادي كفء وشفاف، ولم تطور مؤسساتها التعليمية أو الصحية أو تبني جامعات مستقلة دون سياسة ولكن بها علم، وتستفيد من علمائها بدءا من أحمد زويل وانتهاء بمجدي يعقوب وآلاف آخرين.
ومن الواضح أن الحكم لم يفعل تقريبا شيئا يذكر في كل هذه المجالات، واكتفي بتحريض بعض المسؤولين والكتاب علي الهتاف كل يوم ضد أمريكا، وأعطوا الانطباع بأن مصر يحكمها الرئيس أحمدي نجاد أو الرئيس الفنزويلي شافيز، رغم أن توجهات النظام السياسي في الداخل عاجزة عمليا عن الاختلاف العملي، وليس الدعائي مع أمريكا، وأن الهجوم علي أمريكا كان بسبب موقف الأخيرة من بعض سياسات الحكم في الداخل لا أكثر ولا أقل.
من المؤكد أن الإدارة الأمريكية الحالية لا تحمل أي مشروع للإصلاح والديمقراطية في المنطقة، لكن المؤسسات الديمقراطية الأمريكية التي جعلتها القوي العظمي الأولي في العالم، كان يمكن للحكم في مصر أن يستفيد منها مثلما فعل كثير من دول العالم، فيتعلم كيف يبني قضاء مستقلا،
أو يصلح التعليم، ولكنها علي ما يبدو خيارات كانت تحتاج إلي حليف لديه قدر من الكفاءة والحرص علي المصلحة العامة، يضع خططا للنهضة والتقدم، ويعرف أي المجالات التي يجب أن يستفيد فيها من الحليف الأمريكي، وتلك التي يجب ألا يتدخل فيها.
ورغم أن هذا الاختيار ليس صعبا ولا معقدا، لكنه كان أكبر من إمكانات الحكم الحالي الذي اختار كل الصيغ الباهتة التي تجعل خطوطه الحمراء تقف عند حدود المساس بالحكم، فأمريكا وسفراؤها يمكن أن يفعلوا أي شيء، ويتدخلوا في كل شيء إلا انتقاد الحكم، فهذا أمر لا يسمح بالحديث فيه، وتظهر الحكومة «كبرياء» وطنيا حين تنتقد الإدارة الأمريكية، علي سبيل إبراء الذمة، مد قانون الطوارئ أو تزوير انتخابات،
وتعلن «رفضها التدخل الخارجي في شؤوننا الداخلية»، في حين نجدها صامتة في مواجهة اعتداءات إسرائيل وحصارها الشعب الفلسطيني الأعزل، ولا تتخذ أي موقف حقيقي مناهض للسياسة الأمريكية.. فنحن مطيعون جدا في السر للنصائح الأمريكية، وخصوم أشاوس في العلن،
وفي كلتا الحالتين فإن المجتمع المصري هو الذي دفع ثمن «لا اختيارات» حكامه فاعتاد أن يكون «مقاوما» بالشعارات دون أن يدفع الثمن، وحليفا يعيش علي المساعدات والهبات، لا شريكا مستعدا أن يدفع ثمن خياراته بالجهد والعمل