ها انا
أقف على مشارف مدينة الأوجاع
أبحث عن بريق عينيك
وظل قلبك
والتمس رائحتك مع الغادرين
وبقايا الحاضرين
وأنت .. تبقى كما أنت
سيد اوجاعي
وامير قلبي المتوحش غيابك
ها انا
اقضم ايام فراقك
واتوسد غيابك
وانام على صرير بكائي الخافت
وعيني معلقة على باب الرجوع
وانت .. تبقى كما انت
سيد الغائبين
وامير الراحلين
ها انا
احتضن كل ليلة
قميص رحيلك .. الملطخ بدمعي
وأبحث عنك بين اوراقي
ونقاط حبر القلم
فلا الخاطرة كفيلة برسم المعاناه " كما يجب "
ولا القلم يصمت " صمت الموتى " ..
ويصم اذنيه عن انين قلبي
وانت .. تبقى كما انت
تتوغل في اخاديد قلبي
وتتعربد بين نواحي الروح
وتؤكد لي .. مع مضي الليل
أنك سيد القلب
وامير الروح
ها انا ....
اشحذ اظافري
لأمزق وسائد الشوق
وأغطية الحنين
وملاءات الذكرة
وانت .. تبقى كما انت
سيد الذكرى
وامير اشواقي ..
وكل الحنين
ها انا ..
التمس لنفسي " زاوية النسيان "
وأجلس في ركن التجاهل
كي لا افكر فيك
ولا ارحل كل ليلة لهناك
حيث تسكن انفاسك
وانت .. تبقى كما انت
سيد الجاحدين
وامير الناكرين
ها انا ... كعادتي
انسج اقاصيص الوفاء لقلبي
وارتدي كل يوم .. ثياب المتصوفين
واتوسد تكايا غبائي المستفحل
ولا انوي ابداً مغادرة صومعتك
وانت تبقى كما انت
سيد الملحدين
وامير الناكرين
فماذا بعد يا انت
وماذا بشاني يا انا
وبعضنا غارق حتى اذنيه في محبة الآخر
وبعضنا الآخر غائص حتى قدميه
في نكران الآخر .