الفساد ماده خصبه لكتاب الدراما المصريه
http://img.mawaly.com/images/news/zx...1306990259.jpgالصوره التعبيريه عن صوت الامه
أصبح المجتمع المصري في الاونة الاخيرة يتناول موضوعات الفساد على استحياء ولكن هل بعد الثورة ستنتشر هذه الدراما؟ خاصة ان التحقيقات مع الرئيس السابق وزوجته وأولاده ووزارة نظيف وعدد من الوزراء السابقين وعدد من رجال الأعمال الفاسدين تعتبر أرضا خصبة لكتاب الدراما ينهلون منها لكتابة أعمال جديدة.
بداية يقول السيناريست عبدالرحيم كمال: الدراما مرآة الواقع ورصد له ولكن في قالب درامي متشابك الأحداث ونحن الآن أمام مادة ثرية وقضايا فساد متعددة منها الاحتكار وتجارة السلاح والاستيلاء علي أراضي الدولة وغيرها من القضايا التي يتم التحقيق فيها. وقضايا الفساد تشعبت في اتجاهات متعددة إلي أن أصبح الفساد شعارا للمرحلة. ونري حاليا وزارة كاملة في سجن طرة وبعض وزرائها هاربون وهذا الجزء أيضا ثري ويمكن أن يتم تناوله بأحداث مختلفة خاصة ان جزءا من الفن لابد أن يكون ترفيهيا وان كان سيغلب علي موضوعاتها ومضمونها الرئيسي الفساد والظلم وغيرها من الأمور.
يضيف عبدالرحيم: حتي دراما الثورة وإعلان عدد من الكتاب انهم في طريقهم لتناول أحداثها لابد أن يتناولوا أسباب هذه الثورة ولماذا انطلقت وهي بهذا سترصد لعهد الفساد والظلم ومنهم من سيتناول عبر مسلسل كامل عصر مبارك. سيكون رصده من خلال الشارع المصري من تخلف ورجعية وأمية وفساد في المحليات والشارع عامة وفساد وزراء ورئيس وزارة وإعلام وأعضاء مجلسي شعب وشوري واستغلال نفوذ وتربح. وفساد رئيس واستغلال نفوذ أولاده والتحقيقات ثرية ويمكن تناولها من أكثر من طريقة وشكل.
يقول السيناريست ضياء هاشم: الدراما المصرية دائما تتأثر بما يدور حولها ورأينا الكثير من الأعمال تتناول موضوعات متشابهة وأؤكد ان الكثير من الأعمال الدرامية القادمة ستتحدث عن الفساد في عصر مبارك وبشكل درامي وان كثيرا من الأعمال التي تصور حاليا تم اضافة أحداث الثورة لها.
بل ان هناك أعمالا توقف تصويرها لحين الانتهاء من تعديل السيناريو ليتماشي مع ما يحدث علي الساحة وأنا حاليا أكتب مسلسلا سيتناول ويرصد حياة الرئيس السابق مبارك وأسرته ويكشف أسرار هذه العائلة وخطة التوريث التي كانت تدبر رغم أنف الجميع وتزوير الانتخابات واحتكار الحديد وربط جميع خيوط الفساد لمعرفة الدور الحقيقي الذي لعبه كل من شارك في هذه الحقبة من تاريخ مصر.
ويشير ضياء إلي انه رغم ان هناك زخما وتنوعا في فساد عصر مبارك إلا انني لا أتمني أن أري كل الأعمال الدرامية تتناول هذه الجوانب فقط ولكن يجب أن يكون هناك تنوع وإلا يكون التناول الدرامي للفترة القادمة مثلما كان يحدث في الماضي مسلسلات كلها متشابهة مثلما كنا نشاهد عددا كبيرا من الأعمال تتحدث عن المخدرات.
يقول المخرج أحمد البدري: الدراما التي تتناول الفساد موجودة وكانت تتناول الكثير من أوجه الفساد في مصر وانني تناولت من خلال مسلسل "أزمة سكر" فساد تصنيع وتجارة الأدوية وكان للمسلسل جزء ثان ولم ير النور بسبب انه كان سيغوص في هذه التجارة بشكل أعمق ولكن نحن الآن أمام قضايا متعددة وفساد مؤسسي منظم وتهريب الأموال للخارج وسنجد طرقا معقدة ستتناولها الدراما.
كما ان هناك جانبا سيكون له السبق وتحقيق نسب مشاهدة عالية لو تمت صياغته في قالب كوميدي وهو وزراء في السجن هذا الجانب ستتحكم فيه كوميديا الموقف بشكل كبير وأتمني أن أجد عملا يدور حول هذا الجانب. فلم تحدث في التاريخ أن يتم حبس وزارة كاملة والانتربول يقوم بتعقب وزراء آخرين منها.
أكد الكاتب والسيناريست محمد الغيطي انه ليس من أنصار الكتابة السريعة في الدراما لأن هذه النوعية تحتاج للتأمل والتأني لاستيعاب الأحداث وصياغتها وتوثيقها فكل يوم هناك حدث جديد.
مشيرا إلي انه كتب مسلسلا قبل الثورة تحت عنوان "البحر والعطشان" تناول فيه ممارسات الفساد ورجال أمن الدولة ولم يضف فيه أحداثا حتي الآن بعد الثورة وقال ان اسرع الفنون للتعبير وقت الثورات هي الأغنية والمسرحيات. وكتبت مسرحية عن شهداء ثورة 25 يناير كنوع من التوثيق لهم تحت عنوان "ورد الجناين".
أكد الكاتب محمد صفاء عامر ان معالم الثورة لم تتضح بعد حتي تنسج عنها خيوط الدراما ولابد للمؤلف أن "يهضم" الثورة أولا وإلا سيخرج العمل مهلهلا بلا طعم ولا لون ولا رائحة. فالعمل الدرامي لابد أن يتناول حقبة زمنية معينة
