هل ترغببالتغيير؟!
1 ـ إحمل شعارك في التغيير أينما كنت :
إذا كنت جادّاً في تغيير طباعك وعاداتك وأفكارك وسلوكك ليكن شعارك(ما ضعف بدن عمّا قويت عليه النيّة) . أي أنّ عزمك على فعل شيء أو تركه هو القوّةالدافعة والمحرّكة ، فإذا كان عزمك وتصميمك قويين استجاب البدن لأوامرهما وانصاع .
2 ـ إقرأ تجارب غيرك ممّن قرّروا ونجحوا :
تجارب الذين حاولوا تغيير طباعهم ونجحوا تنفعك في معرفة الطرق التياستخدموها للوصول إلى التغيير ، وفي الإرادة التي استقووا بها على انجاز خطواتالتغيير وبلوغ النتائج المذهلة .
3 ـ إن تجربة واحدةناجحة مغرية :
إذا جرّبت أن تغيّر سلوكاً أو طبعاً معيناً ، أو كسرتعادة مألوفة فلم تعد أسيرها ولم تعد تستعبدك ، فإنّ ذلك يعني أنّ لديك القدرة علىتغيير سلوك آخر واجتناب عادة أخرى ، كما يعني أنّ إرادتك قويّة ، وإنّك أنت الذيبتّ تتحكّم بنفسك وغرائزك وشهواتك ، لا هي التي تتحكّم فيك «خالف هواك ترشد» .
4 ـ ابتعد عن خائري العزائم :
الطبعيكتسب من الطبع ، فكما أنّ معاشرة الضعفاء ومسلوبي الإرادة تنقل عدوى الضعفوالانهيار ، فكذلك معاشرة الأقوياء وأصحاب العزائم تنقل بعض شحنات القوة والجرأةالتي يتمتعون بها .
فإذا كان صديقك خائر الإرادة مغلوباً على أمره لا يستطيعمقاومة طبع سيِّئ أو عادة سلبية أو خلق معيّن ، فإنّه قد يترك في نفسك فكرة أ نّكلستَ الوحيد المصروع ، بل الصرعى كثيرون .
ولهذا فأنت بحاجة إلى مصادقة ومعاشرةومسايرة الذين اقتحموا أسوار الضعف والتردد ، وتمكّنوا من مقاومة بعض أو جميعالطباع السيِّئة .
5 ـ الاستعاضة عن عادة سيِّئة بأخرىحميدة :
يطرح بعض المهتمين بشؤون النفس والتحكّم بها والقدرة علىالإقلاع عن العادات السلبية المشينة أسلوباً عملياً لتغيير الطباع والعاداتالمستحكمة ، وهو أن تستبدل العادات القديمة بأخرى جديدة حتى تنسخ الجديدةُ القديمةَ، ويقترحون أن تكون العملية تدريجية ، ذلك أنّ العادة المستحكمة لا تزول بسرعةوإنّما تحتاج إلى شيء من الوقت .
هذه العادات الجديدة جيِّدة وصحّية ونافعة ،ومع الإصرار والمواصلة والإنتباه ستقلع عن عادتك القديمة .
6 ـ ضع قائمة بالتغييرات التي ترغب بإحداثها :
ابدأكلّ عملية تغيير في الطباع والسلوك بكلمة (أريد) .. اكتب ذلك وتابعه وتذكره دائماً، فإذا كنتَ تعيش القلق قل : (أريد أن أتغلّب على قلقي) ابحث عن سبل الخلاص منه .. ضع خطّة ونفِّذها ، فذلك يزيد في قدرة الوعي والإرادة والتحكّم ، ولا تنسَ أنّ بناءالعادة السلبية استغرق زمناً وانّه جاء نتيجة الإهمال واللاّ مبالاة وعدم التصديلها في مهدها ، ولذا .. لا تغيِّر عدّة طباع دفعة واحدة .. ركِّز على طبع واحد ولاتنتقل إلى غيره حتى تطمئن أنّك قد تغلّبت عليه .
7 ـ لاتفكّر في ضخامة العوائق :
لو كان متسلّق الجبال قد فكَّر في الصعوباتفقط لما استطاع أن يصل إلى سفح الجبل وليس إلى قمته ، وهكذا أنت فلو كان اهتمامكمنصبّاً على العوائق والعقبات التي تعترض طريق تغيير طباعك ، وتبالغ في تصوّرها ،وأنّها ستفشل خطّتك وستحول دون إمكانية التغيير فإن ذلك فعلاً سيحصل وسيثبّط همّتك .
فكِّر بالعوائق ولكن بحجمها الطبيعي ، وتذكّر أنّ الكثير منها وهمي أو مخاوفنفسية ، ولذا فإنّ مَنْ عمل بالقاعدة التالية أفلح : «إذا هبت أمراً فقع فيه فإنّشدّة توقيه شرّ من الوقوع فيه» .
8 ـ التفت إلى ما لديكمن قدرات :
وهناك نقطة جوهرية في إحداث التغيير أو التبديل أوالتعديل في الطباع وهي أنّك لا بدّ أن تعرف أنّ طبيعة كلّ إنسان غنيّة بالممكناتوالمواهب والقدرات التي عليه أن يكشفها ويحسن استغلالها .
إنّ الذين غيّرواطباعهم وثاروا على نقاط ضعفهم هم الذين وضعوا أيديهم على مكامن القدرة في شخصياتهمووظّفوها أفضل توظيف ، وبإمكانك أنت أيضاً أن تشقّ طريق التغيير مثلهم .
9 ـ تبديل بعض الاستعدادات الوراثية :
حتى الاستعداد الوراثي ـ كما يرى بعض علماء النفس ـ خاضع لقانونالتغيير وذلك بتبديل العوامل التي تخضع لها وتحسينها . فلو ورث شاب المزاج الحادّعن أبيه فلا يستسلم ، فإنّه إذا اتّبع خطّة وقائية لتجنّب الانفعال ، واعتيادالتوازن والاعتدال ، فإنّه سيتغلّب على حدّيّة المزاج .
فالموروثات إذا لم يُفسحلها المجال في أن تنمو وتستحكم ، فإنّهنّ يصبن بالضمور والتلاشي ، وربّما كان أبوكانفعالياً لأنّه لم يراقب سلوكه وعواطفه ولم يعالج حالة الانفعال لديه ، ولكنّك إذاوعيت خطر الانفعال وكبحته في وقت مبكر فليس ضرورياً أن تكون انفعالياً مثله .
10 ـ اعتماد الاعتدال والتوازن :
الطباع السيِّئة أو العادات القبيحة غالباً ما تكون نتيجة إمّاإفراط ، أي إسراف ومغالاة وتجاوز ، وإمّا تفريط ، أي تقصير وإهمال وتهاون .
واعتماد قاعدة العدل والوسطية في الأمور كقاعدة حياتية عامّة ، طريق آخر ومهممن طرق تبديل الطباع ونبذ الفاسد منها .
إنّ الشراهة في الأكل ، عادة سيِّئة ،لكنّ الاعتدال في تناول الطعام هو الحل الأمثل للتخلّص منها ، والحبّ الشديد والبغضالعنيف تطرّف ، والحبّ المتوازن والبغض المعتدل هو الذي يجنبك الخسائر في كلاالحالين «أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما ، وابغض بغيضك هوناً ماعسى أن يكون حبيبك يوماً ما» .
11 ـ افتح باب النقدواستقبله :
الآخرون مرايانا .. نرى في وجوههم انعكاس أعمالنا ، فإذارأوا خصلة أو عادة أو طبيعة مخلّة ارتسم ذلك على وجوههم امتعاضاً وكراهة مما يدعوناإلى أن لا نكرِّر ذلك مستقبلاً .
والنقد سواء كان ذاتياً ، أي (محاسبة) أوموضوعياً ، أي تسديداً ونصيحة ، مطلوب لتعديل ما اعوجّمن سلوكنا وما نشز من طباعنا، وما من إنسان شاباً كان أو كبيراً إلاّ وهو بحاجة إلى النقدين معاً لإجراءالتحولات في عاداته وسلوكه .
12 ـ ترقّب الثمار حتىتنضج :
النتائج لا تأتي سريعاً .. لا تتأفف .. أو تنسحب في منتصفالطريق .. كن صبوراً ولا تتعجل الثمار قبل نضوجها وإلاّ أكلتها فجّة
«مجتنيالثمرة لغير وقت إيناعها كالزارع بغير أرضه» .
التغيير في الطباع يحتاج إلى وقت، ولكنّك يمكن أن تتلمّس آثاره الأولية كلّما خطوت خطوة في اتجاه إصلاح ما فسد منك .
13 ـ قانون التغيير الأكبر :
وفوق كلّما سبق من أساليب وأدوات للتغيير وتبديل الطباع ، تذكّر دائماً قوله تعالى : (إنّالله لا يغيِّر ما بقوم حتّى يغيِّروا ما بأنفسهم).
فمنك يبدأ التغيير ،وعلى مقدار وعيك وجهدك تحصل التبدلات الإيجابية .
ضع قدمك على طريق التغيير .. توكّل على الله .. وسيأخذ الله بيدك .