أمنيات مؤلمة
حسنًا،، لاداعي لـ«لماذا» الآن، لأن عمرها طويل بطول جلوسكن على مقاعد المدرسة.. ولكن دعونا في الأمنية نفسها، قلن حسنًا.. إليك المشهد الجميل.
ننام ذات ليلة بعد يوم ممل وطويل وكئيب، عبارة عن صباح يظهر فتظهرالهموم، أمّ توقظ ابنتها وتحثها على النهوض، إلى أين؟ إلى المدرسة.
البنت نامتمتأخرة.. لماذا؟
لكي يتأخر «بكرة».. عندما ننام باكرًا يأتي الغد بسرعة.. وغدًاكما تعلمون ليس العيد، ولن نذهب فيه للملاهي مثلًا، أو نلتقي بصديقاتنا في جو منالألفة والمرح أو نتعلم شيئًا مثيرًا لم نتعلمه من قبل.
نحن نتعلم القراءةوالكتابة في الروضة، ونستمتع بذلك كثيرًا، ولكن في المدرسة نعيد تعلم القراءةوالكتابة في أول وثاني وثالث، أما في رابع وخامس وسادس فنتعلم القراءةوالكتابة!!
تنهض البنت متثاقلة، لكن يتنامى إلى سمعها الخبر السعيد، البارحة شبحريق هائل في المدرسة ، وأتت النيران على كامل المبنى المدرسي!! تطير الفتاة منفراشها كطير حر.. وتنطلق نحو المدرسة بسرعة صاروخ وهي التي كانت تقطع المسافةالقصيرة بين بيتها والمدرسة في ربع ساعة، رغم أنها لا تحتمل 4 دقائق، لكن «على أيشالعجلة؟».
تظن أنها ستحوز قصب السبق وتكون أول الحاضرين للمدرسة لأول مرة فيتاريخها غير المشرف. لكن المشيعين كُثر ، وقد سبقوها من جميع أطراف الحارة.. الدموعتنساب من العيون، إنها دموع الفرح والسعادة!!
المديرة تقف عاجزة، والمعلمات بينحزينة وصامتة وسعيدة ولكن في سرها.
الطالبات يدعين أن تبقى النار مشتعلة،والدفاع المدني يبذل جهده، ولكن هناك من يعيق عمله!! المديرة تتوعد الطالباتالمشاغبات، لكن الطلاب قاموا بأدوار إيجابية لإطفاء الحريق.
أحدهم صرح أنه فعلذلك لأنه لا يطيق رؤية البنات حرات طليقات بلا مدرسة بينما مدرسته لم تحترقللأسف!!
مشاهد كثيرة تخيلتها الطالبات تبدو في غاية الدقة، في المساء سيجتمعنلإقامة حفل تأبين للمدرسة ، حيث لابد من ذكر محاسن المدرسة.
الله يرحمها كانتأحسن سجن في العالم، طول عمرها وهي تراعي كتم حريتنا وتهتم بكبت مشاعرنا، وتحرص علىالحد من نمو عقولنا وتنوع في أساليب عقابنا، ما بين الوعيد والتهديد والتجريح، إذاأفلتنا من الضرب. الله يرحمها مسحت الألوان من حياتنا، فأيام الأسبوع كلها لونهاأسود ماعدا الخميس والجمعة، الله يرحمها كانت أهدافها سامية وعليا ونبيلة، لكنها لمتحقق منها أي هدف على الإطلاق
نقلا عن موقع اسرتى