شعور مؤسف وقاسٍ جداًإن من المؤسف حقاً... أن تعيش حياتك على أمل اللقاء بهم ... أن تنتظر رؤيتهم عند كل باب وكل شارع وفي كل لحظة تمضي من عمرك ...تحلم بأنك لو رأيتهم ستضحك لك الدنيا..سيسعدون كثيراً لرؤيتك بعد أن غبت عنهم طويلاً..ومن ثم تلتقي بهم وتراهم...ولكن المفاجأة....أنهم حين رأوك لم يعطوك أي اهتمام ..لم يبالوا بمجيئك ..لم يهمهم شوقك وشغفك ..تنتظر أن تسمع منهم كلمة تسعدك بعد حرمانك من السعادة ... ولكن يحدثوك بالكلام الذي تكره سماعه الذي يجعلك تعتصر ألماً.. تُجرح وتتألم وتبكي ...وهم يضحكون ...كأن شيئاً لم يحدث ...وحين تكون في أشد الحاجة للكلام ...وتنتظر أحدهم أن يسمعك...أن يشعر بك ويفهمك...تذهب إليه وعندما تبدأ بالكلام يتحدث بكلمة تسكتك للأبد..تفهمك بأن الكلام ليس لك .. ولا جدوى منه أبداً.. عليك فقط أن تسمع وتفهم الناس وتحل مشاكلهم...وأنت لا يهم إن تكلمت أو لا فلن يسمعك أحد لن يشعر بك أحد فاسكت للأبد لا تتكلم لأنه لا يوجد من يفهمك...تعود مجروحاً متألماً هموم الدنيا كلها فوق رأسك..عندها ستأخذ عهداً على نفسك أن تعيش بلا أذن تسمع ولا لسان يتكلم..لأنه من لا يستطيع سماعك عندما تتكلم...لا يحتاج لأذنك كي تسمعه..أفضل أن أعيش وحيداً مع نفسي على أن أعيش وحيداً وأنا بين الناس..ولهذا قررت الرحيل بلا رجوع....
