أعيادنا فرحة وعبادة
عدت يا عيد بكل جديد
بكل حب و أمل في النفوس يزيد
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups...741/446450.jpg
ما أجمل تلك الأيام المباركات التي منحها الله لعباده المؤمنين
لمن صام وقام إيمانا واحتسابا
جائزة من الله عز وجل لعباده على صبرهم وتسليمهم وحسن اتباعهم
وحق على كل مسلم أن يسعد ويفرح بقدوم العيد
وواجب عليه أن يدخل السعادة على أهل بيته ومن حوله
وان يقوم بواجباته تجاه الفقراء والمحتاجين
فأعيادنا دائما تعبيرا عن خضوع المسلم لله عز وجل
في الطاعة والعمل القلبي والبدني والعطاء المادي
فكما نعلم جميعا أن للمسلم عيدين فقط .
رُوي عن أنس قال: قدم النبي المدينة ولأهلها يومان يلعبون فيهما،
فقال: "قد أبدلكم الله ـ الله ـ بهما خيرًا منهما؛
يوم الفطر ويوم الأضحى".
وهما بعد طاعة
فعيد الفطر يأتي بعد الصيام والقيام وتلاوة القرآن وتدارسه والاعتكاف ,
وعيد الأضحى يأتي بعد أداء فريضة الحج لمن يسر الله له حج بيته الحرام
وبعد اغتنام العشر الأوائل من ذي الحجة في طاعة الله عز وجل والعبادة
لمن لم يقدر له الحج .
فيفرح المسلم بتمام نعم الله عليه وفضله وكرمه
" قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ"
(يونس: 58 ).
ونعلم أبناءنا أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص اللهو المباح
والمرح وإظهار السعادة في تلك الأيام المباركة
لأنه شعيرة من شعائر الإسلام .
رُوي عن عائشة قالت :
إن أبا بكر دخل عليها والنبي عندها في يوم فطر أو أضحى،
وعندها جاريتان تغنيان بما تَقاوَلَت به الأنصار في يوم حرب بُعاث،
فقال أبو بكر: أمزمار الشيطان عند رسول الله!
فقال النبي: "دَعْهما يا أبا بكر؛
فإن لكل قوم عيدًا، وإن عيدنا هذا اليوم".
http://images.lakii.com/images/Sep09/summer_9M5jGpQ.jpg
وهناك أمور يجب أن نقف عندها
حتى لا تنسينا فرحتنا بالعيد واجباتنا وعبادتنا ,
وعلينا كآباء وأمهات الانتباه إلى أمر هام جدا
وهو أن يرانا أبناؤنا قدوة صالحة ,
وألا تلهينا فرحتنا الواجبة في العيد التزامنا
بزكاة الفطر وآداب وأحكام العيد ,
فينشأ الأبناء في جو إيماني ويسعدوا بحبهم للفقراء والمحتاجين ,
ونغرس في نفوسهم حب الغير وبذل العطاء
وهناك خطوات عملية حتى نقربهم من تعاليم الدين في تلك المناسبات :
- تحديد مبلغ ولو بسيط وتوزيعه على كل فرد من أفراد الأسرة
وأن يقوم كل واحد بالبحث عن فقير أو محتاج
ممن حوله وإعطائه ذلك المبلغ .
* الذهاب مع الوالد لمن يعرفهم من المحتاجين وإعطائهم الهدايا والنقود .
*البحث في الملابس التي بحوزتنا وتكتظ بها الدواليب
وإخراج الأم لها بمساعدة الأبناء واختيارهم للملابس التي صغرت عليهم
بشرط أن تكون مناسبة أن يرتديها غيرهم ولا تكون قذرة أو مقطعة .
وكذلك أغراض ليسوا في حاجة لها ويستطيعوا شراء غيرها
حتى لو كانت مازالت جديدة والذهاب إلى من يحتاجها
بعد تغليفها وتقديمها لهم بطريقة حسنة .
* نصطحب أبناءنا إلى السوق ونختار لمن نعرفه
من فقراء الحي أو العائلة ملابس خاصة بهم جديدة
تناسب احتياجاتهم حتى يعلموا أن العطاء ليس فقط بما نستغنى عنه .
*تعويد الأبناء على التبسم في وجه من نعطيه تلك الأشياء
وتعطيرها بعطر فواح وكذلك تعطير النقود قبل إعطائهم إياها
فهي تقع في يد الله عز وجل قبل أن تقع في ايدي المحتاج .
* إخبار الأبناء أننا من بحاجة لهذا البذل وهذه الصدقات
ونحن أكثر استفادة من الفقراء بها
لأننا نرجو الثواب من الله عز وجل والعفو والعافية عنا والجنة .
نأتي إلى يوم وقفة عيد الفطر بفرحة تملأ القلوب وبعطاء بلا حدود
فيجد أبناؤنا أن رمضان لم ينتهي في قلوبنا ويظهر جليا
في طاعتنا لأمر الله ورسوله في إخراج زكاة الفطر
ليعيشوا معنا المعنى السامي لتلك العبادة
ويتعلموا أنها قربة لله عز وجل وتطهير للنفوس وجبر للصيام
بإخراجنا إياها فتتأصل عندهم فكرة أن ما نخرجه للفقراء نحن أحوج إليه منهم .
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups...742/446503.jpg
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين
صححه الألباني
وهى تخرج قبل طلوع شمس يوم العيد
وقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكمتها
وأنها طهرة للصائم من اللَّغو والرَّفث اللذين قلَّما يسلم صائم منهما،
وهي طُعمة للمساكين حتى يكون المسلمون جميعاً يوم العيد
في فرح وسعادة وتكافل اجتماعي راق
وإدخال السرور على قلب المسلمين في تلك الأيام المباركة
عن عائشة رضي الله عنها :
" من أدخل على أهل بيت من المسلمين سرورا لم يرض الله ثوابا دون الجنة "
رواه الطبراني
ولا ننسى أن لعائلتنا نصيبا وافرا من ذلك السرور وتلك السعادة التي ترضي الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم
فتكون سعادة ممزوجة بإيمان يتضح
عندما يقوم كل مربي وكل أب وأم بالالتزام بآداب العيد
مع أبنائه فيبدأ الوالد بالتكبير
ويردد معه الأبناء والزوجة ولكن دون الجهر به
فالتكبير في العيد سنة عن النبي محمد وقد ذكر القرآن في آيات الصيام :
"ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم "
البقرة : 185
ويبدأ التكبير من وقت الخروج من المنزل إلى الصلاة
حتى بداية خطبة العيد
ويكون في المنازل والطرقات والمساجد والأسواق .
وصيغته :
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد؛
ويمكن أن يزاد عليه :
الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً .
http://images.lakii.com/images/Sep09...r_1085OKCZ.gif
ونتبادل الدعوات مع أسرتنا ومن نقابله أن يتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .
http://images.lakii.com/images/Sep09/summer_3e7lI5O.jpg
وتقوم الأم بإعداد وجبة إفطار خفيفة وسريعة قبل الذهاب إلى صلاة العيد ,
فهي سنة عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
وتحرص على وجود التمر فيها إتباعا للسنة النبوية .
http://images.lakii.com/images/Sep09/summer_7olzWiw.jpg
ثم الذهاب سويا إلى المصلى حتى وإن كان هناك عذر شرعي
يمنع الأم أو بناتها من أداء الصلاة ,
فالأمر لا يقتصر على الصلاة ,
بل مشاهدة تجمع المسلمين وإحياء لسنة الحبيب
روت أم عطية :
أمرنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن نخرج في الفطر والأضحى
العواتق والحيّض وذوات الخدور،
فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير، ودعوة المسلمين.
http://images.lakii.com/images/Sep09/summer_49aoLZR.jpg
ثم الرجوع من مكان مخالف عما ذهبنا منه
لأداء الصلاة وذلك تنفيذا لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم .
http://images.lakii.com/images/Sep09/summer_1mn6tkH.jpg
وبعدها تصل الأسرة إلى بيتها بعد أداء حقوق الله عليها
بحب وإيمان وفرحة وسعادة تملأ القلوب
وتغمر النفوس طمأنينة وأمان
لتستريح العائلة ثم تبدأ رحلة الزيارات العائلية الدافئة وصلة الأرحام
والخروج إلى المتنزهات
والتوسعة على الأهل بالفسح والطعام واللعب المباح .