محكمة أخلاقية في أضواء المدينة ..
نحن قُضاها و مِن ضحاياها ..
أقول :
إن الإنبهار بالحضارة الغربية ظاهرة مرضية مُتفشية مُعدية أصيب بها الكثيرون من أبناء الأمة الإسلامية ..
فالعالم الغربي الذي غرّب أبناء الأمة و جردهُن من أخلاقهن ، بدأ الآن يعود - أو ربما عاد - عن طريق تصحيح أخطاءهُ بإستغلال الشباب الضعيف التوجيه من نفسه و أهله و بالعموم مُجتمعه ..
و بالتالي : العالم الإسلامي تواصل في أخذ ما تُرِك و استُهجن ، و كان من الأولى ان يُنكروا هذا الأمر ..
لكنها أسباب كونية أزلية تقتضي ذلك حيث قال النبي صلى الله عليه و سلم : (وُلِد الإسلامُ غريباً و سيعودُ غريباً كما بدأ ، فطوبى للغُرباء) رواهُ مُسلم ..
فما ذكرتِ من :
فقدان حنان
صدقات السوء
معايشه للقسوه
اشباع شعور
تمرد على مجتمع
ضعف دين
قسوه قلب
قله صلاه
تقرب من عدو الله
تشبه بحياه بهيمه
تلذذ بحياه مؤقته
نسيان الاخره
يجمع ذلك كُله ضعف الوازع الديني ..
حيثُ أن العقيدة الصحيحة تُربي :
الآباء و بالتالي يتربى الأبناء على مانشأ عليه آباءهم و يترتب على ذلك صلاح الأُسر ثم المُجتمع ثم الأمة الإسلامية بأكملِها ..
ثم لما ضعُف ذلك تنامت سلوكيات الشباب المنحرف بصورة ملفتة بشكل مؤلم :
حيثُ ذكر البعض أن من أسبابها :
1/ التربيه والرقابه: فإن كانت التربيه صحيحه مبنيه على القيم والمباديء الاسلاميه كان الشاب قليل التأثر بما يدور حوله .. فللأسف اصبحنا نعاني من انشغال الاباء والامهات بتأمين مستقبل الاسره وابتعادهم عن مراقبة تصرفات ابنائهم وتقويم اعوجاجهم
2- وقت الفراغ والثقافه: فنجد اغلب الشباب لديهم اوقات فراغ كبيره يقضونها في مشاهدة التلفاز او التصفح عبر الانترنت يفكرون في الشخصيات ويحاولون تقليدهم ظناً منهم انه من دواعي التطور غير ابهين بما يرونه غير ملائم لتعاليم الدين الاسلامي الحنيف
فعلينا الالتفات الى فئة الشباب .. مازالت تحتاج منا هذه الفئه الى انصات واهتمام وتوفير الجهد والفعاليات والأعمال لشغل اوقاتهم بالمفيد اللذي يعود عليهم بالخير والصلاح
فإن اردنا قوة الامه .. فلنزرع القوه والمبادىء السليمه في شبابها مِن المهد إلى اللحد
حيثُ أنه يجب على الآباء أن يلتفوا بأحضانهم حول أبناءهم من الصِغر لأن الصغير تُزرع فيه المباديء و القيم و العادات الصحيحة السليمة إلى سن السابعة أو الثامنة ثم بعد ذلك يُصبح كالعجين المُسوى إن أردت تقييمهُ بعد الإستواء كُسر ، فعلى الآباء أن يتقوا الله في أبناءهم ..
كذلك رُفقاء السوء وقد بات الحديثُ عنهم كثيراً ..
لدي الكثير و الكثير لكي أسكُب من دمِ الأسى حِبراً ..
فموضوعك اجبر قلمي على ان اخط كلماتي دون قيود و إن كانت كلماتٌ قليلة لا تُسمنُ و لاتُغني من جوع ..
فهذا ماجال في خاطري الآن
و الخطأ وارد لامحالة على بني آدم (كلُّ بني آدم خطاء و خير الخطاؤن التوابون) ،
ليس فتح باب التجرؤ على الله إنما رجاءً فيه سُبحانهُ و تعالى ..
/
فاللهم لا تقطع رجاءنا فيك و اغفر لنا و ارحمنا و تُب علينا و اعفُ عنا ، و ارزُقنا الذرية الصالِحة و البطانةَ الصادِقة و أعِنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك ..
اللهم ثبتنا على الهُدى و التقى و الصلاح و الفلاح ..
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب النار و عذاب القبر و من فِتن المحيا و الممات و المسيح الدجال ..
ياربي نحن عبادك الضُعفاء فيامن عنده خزائن السماوات و الأرض ارحم من لا خزائِن له ..
و برحمتك و فضلك و مِنتك اختم صحائفنا بكلمة التوحيد :
لا إلـــــــه إلا الله ..