مقتطفات من التراث الإسـلامي موضوع متجدد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احترت اين اضع هذا الموضوع في اي قسم؟ فوضعته هنا للفائدة ارجو ان ينال اعجابكم
من الامور الطريفة التي جمعها "ابن الجوزي" في كتابه (أخبار الظراف والمتماجنين) ما رواه عن أحد اللصوص؛ فقال:
قال أحمد بن المعذّل: كنتُ جالسًا عند عبد الملك بن عبد العزيز الماجِشُون، فجاء بعض جلسائه، فقال: أعجوبة!
قال: ما هي؟
قال: خرجتُ إلى حائطي بالغابة، فلما أصْحَرْتُ وبعدْتُ عن البيوت تعرَّض لي رجل؛ فقال: اخلعْ ثيابك.
قلتُ: وما يدعوني إلى خلعِ ثيابي؟
قال: أنا أولى بها منك.
قلت: ومن أين؟
قال: لأني أخوك، وأنا عريان، وأنت مكتسٍ.
قلت: فالمواساة.
قال: كلا، قد لبستها برهة، وأنا أريد أن ألبسها كما لبستها.
قلت: فتعرِّيني وتُبدي عورتي؟!
قال: لا بأس بذلك، فقد رُوينا عن "مالك" أنه قال: "لا بأس للرجل أن يغتسل عُرْيانًا".
قلت: فيلقاني الناس فيرَوْن عورتي.
قال: لو كان الناس يَرَوْنك في هذه الطريق ما عرضتُ لك فيها.
فقلت: إني أراك ظريفًا، فدعني حتى أمضي إلى حائطي، وأنزع هذه الثياب، وأوجِّهُ بها إليك.
قال: كلا، أردتَ أن تُوجِّهَ إليَّ أربعةً من عبيدك؛ فيحملوني إلى السلطان، فيحبسني ويمزِّقَ جلدي، ويطرح في رجليّ القيدَ.
قلت: كلا، أحلف لك أيمانًا أني أفِي لك بما وعدتك، ولا أسوؤك.
قال: كلا، إنَّا روينا عن "مالك" أنه قال: "لا يلزم الأيمان التي يحلف بها اللصوص".
قلت: فأحلف لك أني لا أحتال في أيماني هذه.
قال: هذه يمينٌ مركبةٌ على أيمان اللصوص.
قلت: فدع المناظرةَ بيننا، فوالله لأوجهن إليك هذه الثياب، طيبةً بها نفسي.
فأطرق، ثم رفع رأسه وقال: تدري فيم فكرتُ؟
قلتُ: لا.
قال: تصفَّحتُ أمرَ اللصوصِ من عهد رسولِ الله- صلى الله عليه وسلم-، وإلى وقتنا هذا، فلم أجد لصًّا أخذ نسيئةً (أي أخَّر سرقته إلى أجل ما) وأكره أن ابتدع بدعةً، اخلعْ ثيابك.
فخلعتُها ودفعتُها إليه.