http://up.graaam.com/uploads/imag-6/...a9ad0df99b.jpg
آآآآآآآآآآآآآآآآه هاهي الأرض تحنو علي ، وكيف لا وأنا منها خلقت .
وهاهي يدي تحت رأسي أتوسدها وهي سعيدة .
لم يعينني إلا أعضائي وأرضي ! .
أتدرين يا نفسي ؟؟!!
سأحادثك فاعذريني ولا تصفيني بالجنون فلم يعد هناك من يستمع إلي .
ولم يبق لي إلاكِ بعد الله .
ههه !!!
اليوم مر بي اثنين فقال أحدهم للآخر :
أمعك بعض القروش فنتصدق على هذا المعتوه ؟
ههههههههههههه
أضحكاني صرت معتوهاً ؛ بزمنٍ كثر فيه المعتوهين .
لكنني لا ألومهم فهم أرحم بي ممن خرجوا من صلبي !.
فعلى الأقل ؛ أرادا أن ينفعاني ببعض نقودٍ .
إييييييييييييييييييه يا دنيا ما أمرَّ تقلباتكِ ؟؟!!
أتذكر يا زيداً أتذكر ؟؟!!
عندما كنت في سن السابعة ، وسقطت من أعلى السطح فحملتك ، وركضت بك من طبيب إلى طبيب ؟!.
ومن مشفى إلى مشفى !.
ودموعي تسكب فوقك كأنني أعطيك ماء الحياة .
لم يهمني نفسي ولا عملي ولا مالي ولا وقتي .
حتى أنني خرجت بك وأنا حافٍ ، فوطأت على زجاجة شقت قدمي وما تنبهت لها إلا بعد صحوتك .
وكم كنت سعيداً أنك فتحت عينيك ، وتبسمت لي .
ثم إنني بقيت قرابة شهرٍ ؛ أعالج قدمي من القروح والتوزّم .
وأنت يا عمرو ماذا جرى لك ؟؟!!
قلت لي :
عندما أُنهي دراستي وأتخرج طبيباً ، سأكون إنساناً طيباً ، وأعالجك أول الناس من مرض القلب .
لكن أول من زاد مرضي عليَّ كنت أنت !!
أنسيت سهري وإياكَ حتى لا تمل أو تنام ؟؟!!
أنسيت أنني بعد وفاة أمكَ كنت لك الأم والأب ؟؟!!
ألا تذكر كيف كنت آتيك بالشاي والعصير وأنا أصرخ متبسماً :
واحد شاي لطبيب العائلة .
فكنت تخجل مني وتتناولها وتعتذر لي .
وأنتِ يا جميلة :
كنت أرى فيكِ أمكِ !.
وكم كنت أراعيكِ وأوصلك كل يومٍ لجامعتك .
أتذكرين يوم طرودني من عملي لأنكِ كنت سبباً في تأخيري ؟
ألا تذكرين كيف كنت أحنو عليكِ وأمسح دمعاتكِ برفقٍ عندما تتألمين من شيئ ؟
أما أنت يا عبيد :
فلي معك صولات وجولات كما كل إخوتك لكن كان لك الحظ الأوفر
عندما كنت في سن الرابعة ضربتني بحديدة كانت بيدك ، ففتحت رأسي وأغمي علي .
أسعفوني وبعد غيبوبة دامت ثلاثة أيام صحوت وكان أول سؤالي عنك !!
هل أغضبه أحد ؟
هل ضربه أحد بسبب ذنبه الصغير ؟
هل .. وهل .. ؟؟؟؟؟؟؟؟
واليوم رميتموني كما الكلاب !!
ولم يعد يهمكم من أمر هذا العجوز شيئ !
سامحكم الله ، وغفر لكم .
أخشى من الدوائر عليكم .
يارب اغفر لهم وسامحهم فإنهم لا يعلمون .
رحمك الله يا أم زيد :
كنت تكفكفين دمعتي ؛ واليوم كُمَّ ثوبي البالي المتَّسِخ هو من يمسحها .
أتاني البارحة محمد أمين أو لمين كما يناديه الجميع :
وهو شاب بعمر الورود ، وجالسني كما عادته يخفف عني .
سبق وأن طلبت منه بعض سُبحات ( مسابح ) أبيعها ، وأسلي وقتي .
رفض بداية وقال :
أنا أكفيك بإذن الله ثم وبعض إلحاحٍ أتاني بها .
ألا فجزاكَ الله كل خير أيها البارُّ المرضي .
لكن هذه المرة كان غريباً بعض الشيئ .
فبعد مقدمات كثيرة تجرأ وقال لي :
ياعم أخجل منك ؛ لكن هل كنت عاقاً لوالدك ؟
اتبسمت وقبلته من جبهته الفضيّة ، وعلى الفور قلت له :
هل كان سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام عاقاً ؟!
ثم أردفت :
يابني لَسْتُ نبياً ولا أتشبه بهم ـ معاذ الله ــ لكن ليس بالضرورة أن يكون ذلك .
بل كنت من أكثر إخوتي رضاً من والدي ولكن لعلَّ هذا ابتلاءٌ واختبارٌ من الله .
وما كنت أستريح حتى أزور الجنة .
تعجب !! وقال : جنّة ؟؟!!
قلت : نعم فقد كنت أقبل قدمَيْ والدتي ؛ وأتمسح بهما قبل نومي
وأنحني على يد والدي أتمسح بها .
وما قالا لي شيئ ؛ إلا وكان فوق الرأس وعلى العين .
اليوم تأخر هذا اللمين عجيب أمرك يا لمين !؟
وعدتني أنك ستستضيفني في منزلك ؟.
ياااااااه ..
هاقد أقبل يا فرحتي بك ؛ ليت أبنائي مثلك .
يا نفسي انتهى الحديث .
فقد أتى من يسمعني .............
مما ألمني في الصميم