في ليلة من الليالي الحزينة ... وفي ركن من أركان غرفتي المظلمة ...
أمسكت قلمي لأخط همومي وأحزاني ....فإذا بقلمي يسقط مني ويهرب عني
فسعيت له ...لأسترده ...فإذا به يهرب عني وعن أصابع يدي الراجفة
ألا يا قلمي المسكين ..أتهرب مني ..أم من قدري الحزين ..فأجابني
فتعجبت ...وسألته
ألا يا قلمي المسكين ..أتهرب مني ..أم من قدري الحزين ..فأجابني
بصوت يعلوه الحزن والأسى ...
سيدي ..تعبت ...من كتابة معاناتك ...ومعانقة هموم الآخرين ...
إبتسمت ..وقلت له ..يا قلمي الحزين
أنترك جراحنا وأحزاننا دون البوح بها
قال ..إذهب وبح بما في أعماق قلبك لإنسان أعز لك من الروح ..
بدلاً من تعذيب نفسك ..وتعذيب من ليس له قلب ولا روح
سألته ....
كانت هذه الجراح بسبب إنسان هو لي أعز من الروح ...فلمن أبوح؟
فتجهم قلمي حيرة ...وأسقط بوجهه علي ورقتي البيضاء
فأخذته وتملكته وهوصامت فاعتقدت أنه قد رضخ لي
: وسيساعدني في كتابة خاطرتي ..
فإذ بالحبر يخرج من قلمي متدفقاً ...فتعجبت ...
ونظرت اليه قائلاً ماذا تعني ...
قال سيدي إنني بلا قلب ولا روح
أتريدني أن أخط أحزان قلبك ولا أبكي فؤادك المجروح ..
أمسكت القلم لكتابة همومي ...فبكي القلم قبل أن تبكي عيوني ...