السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لست هنا فى معرض الحديث عن مذهب سياسى أو عن جماعه من الجماعات أو عن فرد بعينه
لكن أشتاقت نفسى-كسائر الاحرار- للحديث عن الحرية تلك الكلمة التى تشتاق اليها كل نفس و يحن اليها كل إنسان
بدايه الحكاية
الانسان مجبول ع العبودة فأن لم يعبد الله ، عبد "غيره"
(غيره) هذا ربما يكون حاكم كما عبد ال مصر فرعون
أو شهوة و التى
إما مال كقارون
أو منصب كهامان
و تعدد ت الصور فتعدد ت معها الامثله
لذا جاءت دعوة كل الرسل بافراد العبوديه الخالصه لله و حدة لا شريك له
فلا عبوديه لانسان و لا شهوة
فكان أعظم ما تشرف به الانسان
الا و هو
العبوديه لله
أن يصبح عبدا خالص لله
يقول الله تعالى
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)
لذا و يبدو من الوهله الاولى ان الجمع بين الاسلام و الحريه متناقضاً
فالدين قائم ع العبوديه لله ف حين تبدو الحرية ضد ذلك ،إنطلاقا من كل قيد
لكن ع العكس تماما
* "
فإن من تمرّن في مدرسة العبادات الإسلامية بوعي وإخلاص يبلغ من التحرر مبلغا لا يطاله غيره، ولذلك عدّ الواحد من هؤلاء بوزن عشرة في ميادين القتال "
"
و يعد ذلك إنطلاقا من أن
"
*"الحرية في الإسلام هي الخضوع الواعي لنواميس الكون والشرع, إنها ليست استباحة: افعلوا ما تمليه عليكم رغائبكم، فتلك "حرية الحيوان"، وإنما افعلوا الواجب الذي أمركم الله به تتحرروا من أهوائكم ومن تسلط بعضكم على بعض
"
لذا كان يعد قدحا ف المحدث (رواة الحديث) ان يُرى يأكل ع قارعه الطريق
و رغم الاندهاش الذى سيصيب البعض لكن هذا ما فهمه السلف عن الحريه
فليس معنى انك حراً ان تكون منفلتاً
فالحريه تعنى ان تفعل ما تشاء و قتما تشاء وفق الشرع اى وفق ( قال الله ...و قال الرسول...)
فضلا عن ان حريه الانسان تنتهى عندما تبدأ حريه الاخرين
نعود للسلف
الاكل و ان كان حريه فان من يفعل ذلك ع قارعه الطريق قد يؤذى الفقير و ذا الحاجه
فما أجملها من حريه!!
حريه راعت كل البشر
و لقد كان السلف و يسير على دربهم الصالحين
ينظرون الى الحريه من قوله تعالى
(قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
اى أننا منخضعون انخضاعا كاملا لله
أمره و نهيه
و
كوننا مسلمون
يعنى ألا تحرك ساكنا و لا تسكن متحركاً الا بدليل
و لتكن النهايه
و لنأتى لما اريد قوله
فالحريه ليست مطلقه أنما تحد بحدود الشرع ، الاخر
فان لم تكن ملتزما بالشرع فهذا شأنك وربك
فانت وحدك ستقف يوما بين يديه
يسألك عن قولك و فعلك و مالك و علمك
أنت وحدك
من الى الجنه ستسير
او الى النار ستجر
( انا هديناه النجدين اما شاكرا واما كفورا)
لكن يتبقى الامر الاخر
و هو أنا !!
اى الاخر الذى هو ليس أنت
و الحريه هى
ان تدرك ان كما لك حقوق فانه يقابلها التزامات
أنت حر فيما تفعل لكن بشرط الا تؤذينى
فانا اسعى جاهدا الا اؤذيك
ان تأكل و تشرب و تلبس
فهذا مرده لدينك و خلقك
أن تشاهد او تسمع
فهذا مرده لدينك وخلقك
لكن
عندما تخرج الى المجتمع
تقيد بقيوده و ضوابطه
فأنا حقى ان أحفظ نفسى و لزاما عليك مساعدتى
مادمنا ننتمنى لنفس المكان
و لتدرك
(وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلا مَا سَعَى ، وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى )
فلا يغرنك قول قائل و لا مدح مادح
فاستيقظ و تذكر
{ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً }
الظالم من اتبع نفسه هواها و تمنى على الله الامانىَ
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾
فحــــي على جنـــــات عدن فإنـــــها منــــــــازلك الأولى وفيها المخيــــــمولكنـــنـــــــا سبي العدو فهل تــرى نعـــــــود إلى أوطاننــــــــا ونســـــــلموقد زعمــــــوا أن الغريــب إذا نأى وشـــــطت به أوطـــــانه فهو معــــرموأيُّ اغـــــتراب فوق غربتنــا التي أضحت الأعـــــــــــداء فينــــــــا تحكم
بوركتم جميعا :)
أحمد عمر__
* كاتب تونسى