رساله فى المعاملات هامه جدا لا تفوتكم
الحمد لله حمدا ارغم انف من جحده و ابا فهو تعالى الممد لنا بالنعم و هاديا و اصلى على خير خلقه المصطفى خير من ساد العالم عجما و عربا و بعد ......
فان المعاملات فى الاسلام على العام و فى العقيده الايمانيه على الخاص لدى كل البشر لهو النسك الخير الذى سلكه الصالحون الاولون و هو المنوال الذى عبره سيد الخلق و من والاه من الصحابه الاكرمون و قدم الصدق الراسخة عند الله و الجبل العتيق الذى لا ينقضى ثوابه و لا ينتهى درجاته و هو الفطره التى خلق الله الناس عليها فالمعاملات لدى مفهوم كل الايان السماوايه المنزله بكتاب من الله و تولدت فى عقول و قلوب لدى البشر و حفرت بالنور فى جوارحه لهو الاقدام على الخير حبا فى الخير و الاقلاع عن الشر بغضا فى الشر عند من يؤمن بالله و الاقدام على الصواب فى دربات المعاملات و شتى التصرفات ابتغاءا لوجه الله و طلبا للثواب منه و الاقلاع عن الخطا فور ادراك انه خطا خشية لله عقيده فطريه وليده عهد عند اهل الكتاب جميعا بمختلف دياناتهم و ذالك من منطلق قوله الدين المعامله لان المعامله هيا المقياس الفريد لصلاح دين كل مؤمن لان التصرفات التى يقوم بها الفرد او الجماعه فى ظل اى دين انما هو نابع من اوامر الدين الذى يعتنقه لذالك حض الاسلام اتباعه على حسن الخلق و جميل التصرفات و افاضل المعاملات فقال الدين المعامله فشمل الدين مع عظمه و اوجزه مع كبره فى المعامله لانها هى المقياس الصحيح للمرء بين اقرانه من مختلف الديانات و لذالك لم يكتفى رسول الله بالحض على المعاملات الحسنه بين المسلمين شفهتا او قولا فحسب و انما قام بعمله بصور حيه عمليه تحاكى اخلاق خير الخلق و سيد الرسل الكرام امام من قام بدعوتهم الى الايمان به على العام و امام قومه على الخاص ليكون لهم القدوة الحسنه و الاسوة الطيبه فكان يسئل عن الرجل اليهودى الذى كان يؤذيه عليه السلام بالتبول امام عتبه بابه حينما لم يجد ما يراه منه سئل عنه و لما علم انه مريض ذهب اليه وزاره و عاده و لما عرف اليهودى من عظيم شمائل النبى و جم اخلاقه قال له او دينك يامرك بهذا فاجاب النبى نعم فامن به و صدقه و كذالك قال رسول الله مازال جبريل يوصينى بالجار كلما نزل عليا حتى ظننت انه سوف يورثه و كذالك امر عليه السلام باماطة الاذى عن الطريق الذى يمر به العامه من الناس مهما كانت ديانتهم او اختلفت مذاهبهم كذالك امر بالقاء السلام على من نمر عليهم سواء نعرفهم او لا نعرفهم و اتباع الجنائز اين كان صاحبها و التبسم فى وجه كل من قابلته او تحدث اليه و عدم الغش و التزييف و التحريف و التغرير و الاحتكار و التزييف و الرشوة و الكذب و الخيانه و الخداع و النفاق و الرياء كذالك امر بتحسين المعاملات العامه فى شتى دروب الحياه بين المسلم و غيره من اصحاب الديانات و بذل النصيحه لكل من طلب النثح و مد يد المعونه لكل محتاج فقال كان الله فى عون العبد ما دام العبد فى عون اخيه و كذالك ختم قوله و اشمل رسالته و اكمل دعوته و اوجز مبعثه فى قوله البليغ الدؤوب انما بعثة لاتمم مكارم الاخلاق و لان المعاملات فى الاسلام هيا ثمرته التى رمى بر طيب بذورها فى المسلم منذ نعومه اظافره كذالك وعد المحافظ عليها فى الاخره بالقرب منه فقال اقربكم منى مجلسا يوم القيامه احاسنكم اخلاقا بل و دعم الله تعالم دعائم تحسين المعاملات بين الناس بعرى وثقى حتى يضع تعالى الضامن للناس على الاستمراريه فى حسن الخلق فشرع العباده و كلفهم بها لذالك فان جانب العباده الغرض منه تقوى الله تعالى فى كل المعاملات بين بنى البشر و الا فان الانسان الذى يقدم على الخير فى معاملاته و يقلع عن الشر دون الايمان بالله قد يكونوا اكثر نفعا للبشريه من الذين اضروا بانفسهم و بكل البشر فى جانب المعاملات رغم تفرغهم للعباده التى جعلها الله تعالى هى الغرض من خلقه للناس حيث قال و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون ثم انه جعل الوقاء لضمان الاستمراريه ايضا فى العباده للتاكيد على جانب المعاملات فجعل التقوى هى الفرض على كل مسلم اذا اراد ان يبلغ بعبادته درجة الصديقين ان يكون اولا من المتقين و لذالك جعل التقوى هى الغرض من العباده حيث قال تعالى فى سورة البقره ( يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم و الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) و التقوى لا تتحقق فى العباده فقط و انما لابد و ان تكون فى جانب المعاملات ايضا من باب اولا لانه من صلحت معاملته صلحت عبادته و الا ضاعت حسنات عبادته بتقسيم ثوابها على كل من ظلمه و اساء اليه فى الدنيا فلا تتبقى له فى الاخره يوم تقصى المظالم من ثواب عبادته شيئا فيدخل النار فيومئذ لا تنفعه عبادته اذا نقت حسن تعاملاته مع غيره من بنى البشر باختلاف اديانهم و مذاهبهم و اعتقاداتهم لذالك اهتم رسول الله بجانب المعاملات و عول عليه فى اكثر من حديث صحيح بلغ مبلغ التواتر المعنوى متنا و سندا حتى لا يكون للناس حجه فلا يغرنكم بالله الغرور و لا تغرنكم الامانى انى حريص عليكم احبكم فى الله ابتغاء مرضاته فانا لست من هوات الكلام و لكن قد نصحت لكم فستعلمون ما اقول لكم و افوض امرى الى الله ان الله بصير بالعباد