هناك امور نعلمها و لا يخفنا علينا علمها بالكليه و هناك امور نعلمها و لكن فهمنا لها جزئيا و هناك امور لا نعلمها و تخفى علينا علمها بالكليه اما الامور التى نعلمها و لا يخفنا علي العامه من الناس فضلا عن الخاصه من اهل العلم و هى الامور العرفيه و المتنااوله فى يومنا بالتلقيه كالاكل و التدبير المنزلى و كيفيه مقادير الاطعمه و البيع و الشراء و التجارة اما الامور التى نعلمها و لكن فهمنا لها جزئيا فهى العلوم التى ندرسها فى الجامعات و المدارس مثل علم الجبر و الهندسه و الكيمياء و الفيزياء و علم البرماجيات و علم الذرة و علم التشريح و الجولوجيا و اما الامور التى لا نعلمها و هى تخفى علينا علمها تمام و هى كل ما تعلق معرفته بعالم الملكوت مثل حياة الملائكه و ما كتب فى اللوح المحفوظ و و علم الغيب و عالم البرزخ و ما يدور فى القبر و عذابه و نعيمه و احوال الموت و امور الاخره فكل هذه الاشياء خفيت علينا علمها و اوكل علمها الى الله بالفطرة فلا يعلم الغيب الا الله قال تعالى عالم الغيب فلا يطلع على غيبه احد و لذالك حتى يحطينا الله علما بما خلق ارسل الرسل و اطلعهم على بعض جزيئات غيبه حتى يعجز به كل من جحده و لا يظلم ربك احدا و لناخد مثلا علمنا ايها من الرسل و يعتبر من علم الغيب الذى لا علم لنا به و لا قيبل الا من الرسل الكرام الذين اصطفاهم الله و اكرمهم بعلمها ما لا نعلمه نحن من عامه الناس و من هذه الامثال ما جائنا من اخبار حول ( حال المؤمن فى اخر الزمان ) فلناخذ الاثار الوارده عن النبى فى هذا الشان
عن سويد بن سعيد عن صالح بن موسى عن ابى خازم عن سهل بن سعد الساعدى قال قال رسول الله يوما لعبد الله بن عمرو ( كيف بك اذا بقيت فى حثاله من الناس قد مرجت عهودهم و اماناتهم و اختلفوا فصاروا هكذا و شبك بين اصابعه فقال بن عمرو الله و رسوله اعلم قال اعمل بما تعرف ودع ما تنكر و اياك و التلون فى دين الله و عليك بخاصه نفسك و دع امر العامه ) هذا الحديث يشير الى ان حال المؤمن فى اخر الزمان سيكون فى وسط معترك من الناس قد ضيعوا امانتهم و عهدهم و اختلفوا فيما بينهم فصاروا امواجا عاتيه يموجون فيما بينهم و يعركون فى الدنيا عركا فانه يتوجب على المؤمن اذا صار الناس كذالك ان يعمل بما ائتلف عمله و ان يبتعد عن ما لا يئلفه و ان يتمسك بتنفيذ امور دينه و عليه ان يهتم بخصوصياته و فقط و يبتعد عن امور العامه و شئونه
عن الحسن بن حماد الضبى عن ابى يحيى الحمانى عن الاعمش عن المعلى الكندى عن عبدالله قال قال رسول الله ( من اؤتمن على امانه فاداها و هو قادر على الا يؤديها زوجه الله بها زوجه من الحور العين ابنه نبى )
عن ابو خيثمه عن الحسن بن موسى عن ابو هلال عن قتاده عن انس قال قلما خطبنا رسول الله الا قال ( لا ايمان لمن لا امانه له و لا دين لمن لا عهد له )
كل هذه الاحاديث ما ورد فيها من احداث سوف تحدث للمؤمن فى اخر الزمان هى غيب محض و ليس لنا درايه بها الا عن طريق النبى صرف لذالك وجب الايمان بما ورد فى السنه النبويه من اخبارات و العمل بما فيها من اوامر و نواهى و القيام بمقتداها بتصديق كل ما ورد فيها من احداث لان الايمان بها امر معلوم من الدين بالضروره و منكرها كافر و هى المكمله و المتممه للقران الكريم لذالك لا يعتبر ايمان المرء المسلم الا بالعمل بما تقضيه السنه النبويه شرفها الله و التقلد بها فى القول و العمل
*** جزاكم الله خيرا ***