الله اكبر كبيرا من تكبر فالله الاكبر و من تعالى على الله ازله الله لانه لا يتعالى على الله الا من سفه نفسه و استذله الشيطان ببعض ما اكتسب من الاثم فحسبه جهنم و لبئس المهاد و العجب كل العجب من الذين اخذتهم الخيلاء و اغتالتهم انفسهم فاضلتهم فلم يتورعوا من التطاول على الله بالقول و العمل فامهلهم الله الى يوم تسود فيه وجوههم و ذالك ليذوقوا وبال امرهم لانه تعالى ان عذبهم فى الدنيا بما قالوا و عملوا فقد رحمهم و لكن يعجل لهم النعيم و الراحه و السبل المؤديه الى النعيم الزائف الزائل فى الدنيا حتى لا يكون لهم حجه فاياخذهم على تخوفهم فيومئذ لا ينفعهم من الله شفاعة الشافعين و لا الاخ الحميم و يحزركم الله نفسه و انما خلق الله تعالى الخير ليعرف الناس الشر و خلق الشر ليعرفوا الخير فمن ذاق العسل عرف طعم المر كما انه تعالى اراد ظهور الخير و ارد ظهور الشر ثم امر بالخير و نهى عن الشر ليختبر المؤمن القوى و الضعيف و ليميز الخبيث من الطيب فالله تعالى عندما اراد ظهور الشر و الخير امر بالخير و نهى عن الشر و لذالك هناك فرق شاسع بين الاراده و الامر فارادت الله هى فى مجرد ظهور الخير و الشر و القدره على اظهارهما من العدم الى الوجود و صدور الامر منه تعالى بفعل الخير و اجتناب الشر كان للاختبار بين قوى الايمان من ضعيفه و الحكمه من خلقه تعالى للخير و الشر هى العله الموصله الى السعاده و الشقاوة ثم الجنه او النار و الحكمه الكبرى من ذالك هى معرفة الله تعالى فان لله صفات كرم و رحمه و غنى لا تعرف الا بوجود الخير و الشر و هذه الصفات يعرفها اهل الخير و يعملوا لاجلها و له تعالى صفات القهر و الانتقام و التجبر و هذه الصفات يعرفها اهل الشر و يعملوا لاجل الخوف منها و لذالك قال الله تعالى ( كنت كنزا مخفيا فاردت ان اعرف فخلقت الخلق فاعرفونى ) و الله تعالى اراد ظهور الخير و الشر و اظهرهما بالقضاء و القدرو قد وهب للانسان عقلا و ارسل اليه رسولا و امره ان يختار فعل الخير و يجتنب فعل الشر عن طريق نور العقل و نور الرساله و بهاتين النعمتين انقطعت حجه الانسان امام الله تعالى فلا يقبل منه مجرد التقليد الاعمى فى الاعمال الحسنه التى لا تبنى على نور العقل و لا تبنى على نور الرساله لذالك مهما وصل الغرب من علم و تقدم فليسوا على علم و انما هما على جهاله و مئواهم جهنم لانهم و ان استفادوا بنور العقل و خدمهم العلم الحديث الا انهم افتقدوا اهم الاركان و هى نور الرساله التى هيا التكليف من الله و معرفته تعالى و هى المراده من خلقهم انفسهم لانهم قد اضلهم الشيطان بقوله انهم خلقهم الله على دينهم و اعتقادهم فهم على حق و انما الحق انهم فى ضلال و كفر و الحاد لان قضيه ان الانسان خلقه الله مسير او مخير هى قضيه منتهيه لان الانسان قد خلقه الله تعالى مخير فى جميع نواحى التكاليف الشرعيه كالايمان و الكفر و الطاعه و المعصيه و فعل الخير او الشر و خلقه مسير فى نواحى اخرى بعيده كل البعد عن النواحى التكليفيه الشرعيه كالجوع و العطش و الفرح و الحزن و المرض و الموت و الله تعالى لا يحاسب و لا يعاقب و لا يعذب الا على النواحى الاختياريه كالصلاة و الصوم و الزكاه اما النواحى التسييريه كالجوع و العطش و الفرح و الحزن و المرض و الموت فلا حساب و لا عقاب عليها لذالك قد ضلوا الغرب و المستشرقين بشركهم فى الالحاد بامور التيسير و الاختيار لذالك قد اعطاهم الله المال و السلطه و النعيم و خدمهم العقل و العلم الحديث لينعم بها ليجعل الدنيا الزائفه الفانيه هيا جنتهم ليكون ليس لهم على الله حجه و لذالك هم مع استذلال الشيطان لهم استخدموا العقل و العلم الحديث فى اختراع الاجهزه و الالات المدمرة و اختاروا الشر و عملوه و اجتنبوا الخير و ابعدوة فخالفوا قوانين الله فى كونه و سنته فى خلقه و اعدوا الاسلحه الثقيله و الزخائر ليحصنوا انفسهم مع ان الله قادر على دكهم و تدميرهم لكنه تعالى يمهلهم و يؤخرهم الى يوم تقشعر منه الجلود و تشيب ناصية الصغير و يهرم و لذالك انا احذر جموع الشباب و الاخوات المسلمات من مغبة الانسياع و راء التقليد الاعمى لكل اعمال و ابتداعات الغرب الملحد حتى لا يقعوا فى خيوط الطاغوة الملحد الغربى الكافر الفاجر بما اسموة من مسميات ليست من الاسلام و لا مما انزل الله حتى يغروا به شباب المسلمين بما اطلقوا عليه اسم البريستيج و الموضه و الاناقه فالغرب هم شيطان الشر و لاهوت الشرك و الهوة التى يخر فيها كل ضال و متخبط باسم العولمه و الديمقراطيه الضاله المضله الفاجره و لذالك حذر كذالك الاسلام من التقليد الاعمى للشر اللابس لجلاليب الخير الزائف فالتقليد هو مجاراة الناس فى معتقداتهم و فى اقوالهم و افعالهم دون الرجوع الى نور العقل الذى وهبه الله تعالى للناس حتى يستنير به و يميزوا بين الخير و الشر و دون الرجوع الى نور الاسلام و لقد قال تعالى ( و ان تطع اكثر من فى الارض يضلوك عن سبيل الله ان يتبعون الا الظن و ان هم الا يخرصون ) لهذا اصبح الميزان السليم للانسان هو النورين نور العقل و نور الاسلام فمن سار على هذين النورين اتبعناه و من حاد عنهم اجتنبناه و لذالك يحتج الله تعالى على الناس الذين يقلدون غيرهم و لم يقفوا عند نور العقل و نور الشريعه و يخاطبهم يوم القيامه بقوله ( و لقد اضل منكم جبلا كثيرا افلم تكونوا تعقلون هذه جهنم التى كنتم توعدون اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون ) فلابد و ان يعتدل الانسان المؤمن الملتزم الصادق بتعاليم دينه و يجتنب عما عداه و لا يتبع هواه و يعرف يقينا سبل الخير و يفعله و لا يقصر فى اداء المعروف و بذله لاهله و لغير اهله و لا يستحقرن من المعروف شيئا حتى و لو مجرد الابتسام فى وجه من يخاطبه و لزاما عليه اجتناب الشر و اهله و التقليد الاعمى و كبح جماحه و شد لجام النفس و التحصن بما وهبه الله لنا من متاريس نورين بغيه المنى هما العقل و الاسلام
لست من هواه الكلام و لكنى اردت البيان و السلام