خرج جحا يوماً ليتحطب فصعد شجرة ليقطع غصناً منها ,
فوقف على الجانب الذى يقطعه , فقال له احدهم : يا رجل الان
تقع على الارض . فلم يهتم جُحاَ بما يقول , وظل يقطع , فسقط
به الغصن على الارض . فقال للرجل : الأن علمت بأنك من
أهل الكشف , لأنك اخبرتنى بأنى سأقع , فوقعت . فأخبرنى عن
زمان موتى . وتعلق به , فلم يجد الرجل مفراً من ان يقول له
شيئاً , فقال له : متى حملتَ حمارك حطباً ونهق خرجت
روحك . ثم تركه , فسار جُحا , فمر بقافلةٌ فيها حمير فنهق
حماره , فقال : لقد مُت . وانطرح على الارض كالاموات , فمر
به بعض الناس , فظنوه ميتاً , فأحضروا تابوتاً , ووضعوه فيه , ثم
ساروا به , فأعترضهم فى الطريق مستنقع صعب المرور ,
فوقفوا يتشاورون : كيف يتجاوزون تلك الوحول ؟ من هنا ام من
هناك ؟ وبينما هم كذالك اخرج جحا رأسه من التابوت , واشار
إلى إحدى الجهات , وقال : لما كنتُ حياً كنتُ امر من هناك ,
ومع ذلك فأنتم مخيرون .