ما احقر الدنيا امام مقابله الله
تحصنا بالله الاعلى واحتجبنا من الشيطان بالعرش و الكرسى و سدرت المنتهى و تمتعنا باليقين ما جعلنا فى دار المقامة خالدين و شمرنا السواعد لنعمل ما يقينا من شر زفرات سعرات شهقات تغيظات جهنم و استعنا بالله لنخضع جوارحنا و نكون من الولهين العاشقين المخلصين الراجفين الواقفين الراجين رضا الله و الجنه اخوتى ان لكم معالم فانتهوا الى معالمكم و ان لكم نهايه فانتبهوا الى نهايتكم فان الانسان خلق و هو محاط بين مخافتين اجل قد مضى منه و لا يدرى ما الله صانع به و اجل قد تبقى منه لا يدرى ما الله قاض فيه فها هيا الفرصه فسيحه امام كل الناس فلياخد الانسان فرصته ليحتاط من نفسه لنفسه و من دنياه لاخرته و من الشبيبه قبل كبره و من حياته قبل موته فاوالله الذى لا اله غيره ما بعد الموت من مستعتب و ما بعد الدنيا من دار الا الجنه او النار فقد نصحتكم و لا ارى افضل من ذالك نصيحه و زكرتكم فلا لا ارى افضل من ذالك زكرى فالتقوى التقوى فقد حزركم الله نفسه فالتقوى من عمل بها على مخافة من الله ووجل و استنفار من ربه الغفار يجدها عون صدق على ما ابتغاه من امر الاخره و بعد تحزير الله الناس نفسه المقدسه لا يوجد الا تشمير اساعدنا و تسكين ميامننا فورا للاصلاح بيننا و بين خالقنا بالمبادرة بتنقيت اعمالنا و نوايانا فى السر و العلانيه لنتخذ من ذالك مدخرا او مغارات نضع فيها امانه ديننا و نستحفظ بداخلها صدق اليقين بملاقاة الملكوت الاعلى لا ننوى بذالك الا وجه الله ليكتب لنا بذالك ذكرا فى عاجل امرنا و يكون لنا ذخرا فيما بعد موتنا حين يفتقر الامر الى ما قدمنا من عمل لنجده صالحا فنحيا كراما و من وجد غير ذالك فكانت اعماله سوداء يقف عندها عقيما يود لو ان بينه و بينها امدا بعيدا و اعلموا انه لولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا و حديث النبى اكثر شاهد على تقسيمه للناس فى استقبال الهدى النبوى لنكون نحن من افضل اقسامها لنختار اوصلها ففى الحديث الذى رواه ابى موسى الاشعرى و الحديث متفق عليه فيما اخرجه الشيخان البخارى و مسلم فى صحيحيهما ان رسول الله قال ( ان مثلا ما بعثنى الله به من الهدى كمثل غيث اصاب ارضا فكانت منها طائفه طيبه قبلت الماء فانبتت الكلأ و العشب الكثير و كان منها اجادب امسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها و سقوا و رعوا و اصاب طائفه منها اخرى انما هيا قيعان لا تمسك ماءا و لا تنبت كلأ فذالك مثل من فقه فى دين الله و نفعه بما بعثنى الله به فعلم و علم و مثل من لم يرفع بذالك راسا و لم يقبل هدى الله الذى ارسلت به ) ايها الاخوة من انتم من هذا التقسيم النبوى النورانى السماواى الاسلامى الشريف اما حان الوقت حتى نعرف هويتنا اما دنا الزمان لنستعير فى القلب قراننا اما قرب الوقت لنتخذ من سنه نبينا دستورونا ابينا ان نكون متفاوتون فى مقادير ما عندنا من استعداد للاستيعاب و المعرفه بربنا لاننا عرفناه و عبدناه و اخلصنا قلوبنا بزل ربوبيته و ارتحنا بعز عبوديته استوعبنا لذالك علما جما و ازلنا كل عقبة كأود امامنا لنصل الى الله مسلمين مؤمنين موحدين خاشعين ساجدين راكعين سالمين امنين فى دار السلام ساكنين لا نخاف حرا و لا ضرا مصونا مكرما الله اكبر ما احلى الوقوف امام عرش الرحمن و مشاهدته وجه الكريم و السجود بين يديه فى حضرة القدوس فى الملكوت الاعلى الله اكبر ذالك يكفى ما اصغر الدنيا و ما مرارتها و ما اهونها و دونوها و ارخصها فى مقابلة القيوم يوم يرفع عن ساق و تدعون الى السجود يوم تبيض اراكم يوم تبض الوجوه على الارائك فاكهين لنكن جميعا على سرر متقابلين اخوانا ءامنين
لست من هوات الكلام و لكن اقدم لكم اطيب التقدير احبكم فى الله و السلام
