انحراف السلطه الحاكمه فى الدستور
ان الواجب على الحاكم المسلم فى ظل الشريعه الاسلاميه التى ينتمى اليها ديانته و الوطن الذى يحكمه باعتبار انه وطن كل شعبه مسلمين الديانه من هنا يجب على الحاكم و كل من له رئاسه ان يكون قدوة لمن تحت رئاسته فى تنفيذ الدستور بدقه و التزام احكامه فهو ليس فوق الدستور و لا فوق المسؤليه و انما ذالك لله وحده الذى لا يسئل عما يفعل و هم يسئلون و هو تعالى الواضع للدستور و المانح له رجمه بالناس فى هدايتهم للمنهج الذى يجلب لهم الخير و لذالك فان دستور الاسلام ليس من وضع الحاكم و ليس هو لعامة الناس دون خاصتهم فالحكم لله وحده فلا كيد على الله فى حكم لانه لا يحكم ارض الله الا من اختاره الله و نصبه على الناس حاكما فلابد على كل حاكم ان يراعى الله فى حكمه على الناس و ليعلم مقدار جسامه المسئوليه الملقاه على عاتقه و مدى خطرها و ليتقى الله فى بلاد الله و عباد الله لانهم جميعا عباده و هو سائلهم عما يعملون حتى الصفوة من خلقه المصطفون بالنبوة و الرساله الزمهم الله تعالى باتباع المنهج الذى عليه شريعه الله فقد هدد الله تعالى احب انبيائه اليه بانه لو خالف ما امره الله به مهما كانت المبررات للمخالفه فلن يفلت من العقاب قال تعالى ( و ان كادوا ليفتننونك عن الذى اوحينا اليك لتفترى علينا غيره و اذن لتخذوك خليلا و لولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا اذن لاذقناك ضعف الحياه و ضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا ) و قال تعالى ( ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من احد عنه حاجزين ) فاذا كان الله قد هدد افضل انبيائه و احبهم اليه فكيف ببشر عادى كغيره من الناس فالتربيه و نحن جميعا نعرف اثر القدوة فى التربيه فالناس على دين ملوكهم و بالمنطق اذا كان الدستور صادقا و فيه الخير للامه لكان اولى الناس بتطبيقه و احترامه من قاموا بوضعه او اشرفوا على تنفيذه و من هنا قال تعالى ( لقد كان لكم فى رسول الله قدوة حسنه ) فالنبى هو واضع اول دستور شيد عليه الاسلام كله و كان قدوة عليه السلام فى تطبيقه فحياته كلها كانت من اجل الدستور تعليما و تطبيقا و حمايه و تبليغا فقد سئلت السيده عائشه عن خلقه فقالت كان خلقه القران و القران هو الدستور السماوى الخالد الباقى الصالح لكل زمان و مكان العالمى الذى تناقلته الاجيال و سجدت لعظمته و دقته و بلاغته الجباه و خشعت به الشجر و الجبال القران هو دستور الامه الاسلاميه و اول من طبق هذا الدستور طبقه على نفسه و على اهل بيته و على اصحابه و على خاصته المصطفى عليه السلام و على شاكلته و اتبعوا نهجه فى حكمه و تطبيق الدستور على انفسهم من تولوا مسؤليه الحكم من بعده الخلفاء الراشدين و بخاصه فى عفتهم عن مال المسلمين و الحفاظ على حقن دمائهم و صون محارمهم و تطبيقهم لقانون العقوبات بالذات و لم يتهاونوا فى تطبيقهم لهذا القانون فلم يسامحوا اى مخطىء لا من قريب و لا من بعيد فان الحاكم اذا كان قدوة صالحه احبه الناس جميعا و بادروا بتنفيذ امره و نهيه و كان من وراء هذا قيام التلاحم بين القياده و القاعده ليكون خير للمجتمع كله على مستوى الفرد و الجماعه و اذا انحرفت القياده كان انحراف القاعده و كان الشقاء للمجتمع كله فمن الواجب ان يكون هناك شعور متبادل بين الراعى و الرعيه هو الانتماء الوطنى و توحيد الصف و حب المجتمع الذى يعيشون فيه جميعا اسرة واحده الحاكم والدهم و الشعب اولاده و كما يفكر الشخص بحكم الطبيعه الانسانيه فى نفسه فلا ينسى كذالك التفكير فيما يجب عليه تجاه غيره فالحقوق و الواجبات امور متبادله بين اطراف الوطن كله و الشعور بالانتماء يبعث على بذل الجهد فى اداء ما يجب عليه لخير المجتمع و فى حمايته من كل سوء و يدفعنا ذالك كله الى متابعه العمل بكل نشاط و همه و يحول بيننا و بين مرض التسيب و اللامبالاهو مرض المصلحه الشخصيه و الانانيه و فى ذالك يقول رسول الله و هو القائد الاعلى للدوله الاسلاميه وواضع دستورها الى قيام الساعه ( لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ) و يقول ( من لا يهتم بامر المسلمين فليس منهم ) فان الانحراف فى الحكم يغلب اطلاقه على عدم العدل فى معامله الرعيه كما يورث الانحراف عدم الالتزام بالطريق السوى فى السلوك الشخصى بين افراد المجتمع لذالك يجب على الحاكم ان يقوم بالعدل بين طبقات الشعب و يطبق الدستور على نفسه اولا ثم على غيره و ان يتقى الله فى ما ولاه من شئون الرعيه و ليعلم انه محاسب عليها مسؤلا امام الله فاذا جار الحاكم و ظهر ظلمه و غشمه و لم ينزجر حين يزجر عن سوء فعله او جاء نتيجه لسوء صنيعه فيجب على اهل الحل و العقد من علماء ذالك الوطن و خبرائه و دعاته و شبابه ان يتواطؤ جميعا على خلعه و لو باستخدام الاسلحه و نصب الحروب و اقامه الجهاد و نيل الشهاده فى سبيل دفع العدوان و خرط الظلم عن الامه تلبيه لاقامه شرع الله و تطبيق دستوره فى ارضه لنحيا جميعا كراما و لتكون بلادنا فى حصن من الاعداء المندسين و تكون بلد امن و امان ينشر فيها السلام و يكون منهجها الاسلام