هتافات يتيمةفى زكرى أمى
قد انقطعت عنك يا قلمي بضع سنين و هجرتك يا دفتري و رحلت مع المهاجرين
فما لبث أن أشعلت في داخلي شمعة الحنين فعدت لأكمل مذكراتي على مر السنين
و اسمح لدموعي بهجر كهفهما و تشكوا بهمها على مقلتين أصبحتا صحراء جافة لتسقيهما
و تعيد لهما رونقهما و تطفئ ناراً اشتعلت بقلبي صارخة أريد الحنين و المكوث بحضن أمي
و الارتشاف من نبع حنانها و تلقي قبلاتها على الجبين فذهبت مسرعة إلى حيث من الممكن أن تكون
لنعيش معاً في ظل الخلود و نعيش في دنيا الوجود و عندما كنت مسرعة الخطى تعثرت رجلاي بالحجر
و سقطت أدمعي و نطق قلبي ما من مفر و التفت يميناً و شمالاً لا أحد يلبي النداء لا أحد ذهبت إلى حيث من الممكن أن تكون
و نادتيها بصوت مفتون أمي... أمي و كان عندي أملاً بسماع شجون صوتها الحنون
لم أرى أحداً هناك و لم اسمع من يلبي النداء فضربت بيداي على مقلتاي
و بكيت أين أنتِ يا أمي ؟ من لي بعدك يا أمي
آة ياأمى ثم آة ياأمى
منى رشدى