ان الله تعالى اراد ان يصنع هذا العالم و اقامه على قاعده معرفته تعالى و عبوديته وقال للملائكه انى جاعل فى الارض خليفه بشرا من طين فاذا خلقته و سويته فقعوا له ساجدين لان مهمته فى تلك الارض هى ان يقوم بعمارتها و و يكون منوطا به ان يتعرف على ذاتى من خلال ما وهبته له من العقل المدبر المفكر فيما يراه من حوله فى الانفس و الافاق ليرى من الايات ما يكفيه من اليقين ان يقتنع بان لهذا الكون الكبير العظيم الفسيح صانعا حكيما و ربا قادرا و الاها سميعا بصيرا ثم زوده من العلوم ما اخضع له بها الملائكه الكرام سجود تعظيم لخالقه ثم زوجه بحواء لضمان ضرورة سيرورة الحياه على الارض و بقاء النسل الانسانى فى الدنيا الى ان يشاء الله فى الاجل الموقوت لفنائها و انتهائها ثم جعل من الخير و الشر سراعا قائما ليميز الله به الخبيث من الطيب حيث غوى ادم بما قاله ابليس لان ادم لم يغويه ابليس بسهوله الا لما اقسم ابليس بالله انه لادم ناصحا و كان ادم وقتها لا يعلم ان هناك مخلوق يستطيع ان يقسم بالله كاذبا لذالك صدقه و من هنا عصى ادم ربه لا عن عمد و لكنه عن تغرير ابليس اللعين له ثم جاء امر الله تعالى لهم جميعا بالهبوط الى الارض لتبدا من هنا نقطه البدايه و هى رحله العبوديه و التكوين الى اجل مقسوم لكل انسان و اعطى الله تعالى لادم النبوة و الحكم ثم سارا فيه وفى نسله من بعده جيلا بعد جيل و لما تغيرت الاجيال و طورت الارض و تغير الزمن ضاعت المفاهيم و انحلت الاخلاق و اوحلت الضمائر و ضاعت ملامح العقائد احتاج الكون الى بعثة الرسل من الله الى الناس من اجل هدايتهم و ارشادهم الى الطريق القويم و المنهج الحق الذى فيه صلاح دينهم و دنياهم و خلقوا من اجله و ما ان كان ذالك الا ووجدت العقبة الكؤد و هى انقسام الناس بالنسبه الى التصديق بهذا الرسول الى اقسام و اشياع فمنهم من ءامن و منهم من كفر و منهم من تشيع و منهم من ارجأ و منهم من نافق و منهم من تحزب و استمرت ثورات الشعوب فى الفرقة و التشيع و التحزب عابرة الايام و السنوات حتى ان وصلت الى جيلنا هذا و زماننا الذى نعيش فيه الان وواقعنا المرير الذى نحياه فبسبب الانقساميه و الاحزاب و التشيع سيرنا كغنم القوم التى تاهت فى البيداء كل من ساقها تبعته اصبحنا بلا عقول نعيش بالتبعيه لا نفكر قصرت الافهام فسارت رجعيه نختلف فى كل شىء حتى توافهه الاشياء لا يوجد بيننا ادنى توافق بلغت منا التبعيه و الانقساميه مبلغ التراقى فاصبحنا صرعا الجهل و التحزب مجهولين الهويه مرضنا فى عقيدتنا و ليس فى اجسامنا وباءونا فى انفسنا و ليس اعضائنا اختلفنا على الحاكم جهلنا ان الملك كله بيد الله يؤتيه من يشاء و لا كيد عليه و لا مكر و حيله جهلنا ان مراد الله فينا نافذ فمن اراد ان يوليه علينا ولى علينا بمشيئته نسينا ما يقوله ربنا فى القران من قوله ( قل اللهم مالك الملك توتى الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء ) نسينا قول الله تعالى فى حوار النمروز مع ابراهيم عليهم السلام ( ان اتاه الله الملك ) ما نسينا ذالك الا لاننا بعدنا كل البعد عن الله حتى اصبحنا ليس عندنا من الوقت لان نقرا الفران الكريم دستورنا الاعلى و نتبع ما فيه من اوامر جهلنا ما نقوم بترشيحه ليكون له الحكم علينا من بين المرشحيين لاننا جهلنا اننا مسلمين و ان الحاكم لابد و ان يكون مطبقا للشريعه حاكما بالعقيدة متدينا عادلا يخاف الله فينا اصبح امامنا مرشيحن للرئاسه لا يخفون هويتهم فمنهم ليبرالى و منهم ديمقراطى و منهم علمانى و منهم رجل الشريعه بالله عليكم لما تختلفون و انتم مسلمون على الحاكم مع انه ظاهر كظهور الشمس فى رابعه النهار يشير عليه الطفل الرضيع و من سلب عقله وقت الاحتضار اننا على الفور لابد ان نختار رجل الشريعه و نضرب بالباقيين عرض الحائط فكفانا تجارب و كفى الشعب المصرى فرعون الذى كان حاكما لها منذ خلق الله الارض و لكنه فى جميع الازمان كان يلبس القناع فى صور اشخاص مختلفه المظهر و لكنهم جميعا فرعون فى الجوهر لقد حان الوقت لنختار رئيسنا بعقليه فكريه سياسيه ذات مرجعيه اسلاميه و عقيده ايمانيه بحته مطبقا للشريعه حاكما بها ايها المسلم صوتك امانه و رب البيت انت مسؤل عنها امام الله فقد يفرق صوتك فيكون سببا فى توليه رجل فاسد و فرعون جديد فتكون اثما و جالبا للشر لكل الامه فلا تستحقر صوتك على قلته فانت مسؤل عنه فضعه لمن يستحقه اننا جميعا لابد و ان نوحد اصواتنا و لاول مره فالموقف جلل و ظاهر و لا يحتاج الى الاختلاف الا لمن تخلف عقله فلننظر اي من المرشحين رجل شريعه و دين و اخلاق و عنده الامكانيات النافعه و المشاريع المبرمجه الصالحه و نختاره حتى نتخلص من اثار الفساد القديم و نقضى على فلوله لنعيش فترات و ان كانت بالنسبه لنا وجيزة الا انها بالنسبه لاولادنا طويله لنزرع فيها الخير فنحصده جميعا و نجد ثمار ذالك لشهدائنا فى اخرتهم و لنا و لمن والانا فى دنياهم هيا بنا لنستثمر و ننتهز هذه الفرصه فنضع النقاط فوق منابر الحروف لننير الغد المستقبل لمن ياتى من اولادنا لنضمن لهم الخير و السلام و الامن و الامان اما انا فبالاصاله عن نفسى مع حقارتها و تواضعها امام حضراتكم و بالانابه عن اهل بيتى قد استخرت الله تعالى و قد عقدت النيه على اختيار مرشح اجد فيه سمات الخير و اللتمس فيه بوادر البر و العدل قائما بين يديه متوسما فيه سيما الصالحين مطبقا للشريعه جادا فى ارادته لعمار مصر صادقا فى مشروعه عالما استاذا و دكتورا فاضلا علم اجيال مشهود له بالكفائه السياسيه و الاخلاقيه بمرجعيه اسلاميه من اهل الفضل و العلم انا لا اريد ان اذكر اسمه فقد اشرت لكم و اللبيب يفهم بالاشاره هذا الرجل و انا اعلم يقينا انكم قد عرفتموه اجد فيه كل الصفات التى تؤهله لان اختاره و اضع له صوتى ليتحمل كامل المسؤليه على عاتقه و انا اعلم انه جدير بها و قائما عليها و يكفى هذا الرجل انه رجل شريعه و عالم باصول العقيده و مدركا لخطر القياده عارفا لربه خائفا منه من خلفه رجال علماء افاضل ان اعوج قوموه و ان استرخى شدوه فهم حاشيته و رجال حزبه و كلهم رجال شريعه وائمه دعاه الى الله نثق فى دينهم و نعلم طهاره قلوبهم و حسن سيرتهم اذا اصبحنا الان تحتمل عقولنا و نحن مسلمون بعد ترشيح هذا الرجل لنفسه الى الرئاسه ان نختار غيره فالخير ظاهر و الشر ظاهر و الخيره فيما اختاره الله و لنعلم يقينا ان الله يختار للناس الصلاح و الاصلح فان كان هذا الرجل قدرنا و سوف يوليه الله علينا فلابد و ان تخضع رقابنا لارادة الله و مشيئته و لا يختلف راينا عليه و لا نختار سواه و يكفى انه رجل مسلم من خلفه رجال علماء دعاه اهل شريعه نثق بهم فعلينا ان نختاره عملا بقول الله تعالى ( ان خير من استاجرة القوى الامين ) و مصداقا لقول رسوله ( انصر اخاك ) فالاخ هو من كان على عقيدتنا و انتمى لديننا و عمل بطريقتنا و التمس رضا الله و خاف من عقابه اخوتى لا املك لكم ضرا و لا نفعا و لا موتا و لا حياتا و لا نشورا ما اردت الا البلاغ و الله من وراء القصد فقد اشرت لكم بطرف خفى فاعلموه و قد صدقتكم القول على علم و اقتناع و اعلموا انه ما كان لمؤمن و لا مؤمنه اذا قضى الله و رسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم فقد قضى الله بان النصر لمن ينصره فقال و لينصرن الله من ينصره و نصر الله بتطبيق شريعته و اصلاح ارضه و اقامه عدله بما ار به و ما نهى عنه قد بينت لكم و اظهرت احبكم فى الله استودعكم ما قولته و السلام
