-
أبي هل تسمح لي ؟
أبي هل تسمح لي ؟
http://www.hawahome.com/MySmiles/Smiles/fa1/6.gif
اسمح لي يا أبتي بكلمة عتاب أرتقي بها إلى مقامك العالي
فيكفي أنك الخيمة التي بها استظل
فهذه كلمة لم أحدثك بمثلها من قبل قط
فمن أنا حتى أقف أمامك؟
سوى أني قطعة منك ولك
وزينة من زينة الدنيا التي استُحفظتَ عليها واستؤمنت
وإنما اسمي امتداد لاسمك
وما أنا إلا ولد صالح يدعو لك
إنما أنا قرّة عينك وريحانة فؤادك
http://www.3z.cc/sml/30/029.gif
فهل فكرت يا أبتي في تعاهد تربية ولدك؟
ومن هم أصحابه وخاصته ومن يروح معهم ويغدو؟
وتعلم أن من جالس جانس
ولستُ هنا لأعلمك - حاشاك -
ولكن مما رأت عيني من شباب كانت وجوههم تقطر خلقاً وحياءً وديناً فلما صاحبوا الأشرار صاروا مثلهم فأظلمت وشاهت تلك الوجوه وهانت عليهم دروب المعصية
http://www.3z.cc/sml/30/029.gif
أبي الغالي
.. هذا ولدك عندك في الصباح والمساء يروح عليك ويغدو ويسرح ويمرح فهل سألته مرة عن صلاته إن كان يحسنها ويعرف شروطها وأركانها وإن كان يقيمها في أوقاتها مع جماعة المسلمين. بل ألا سألته إن كان يصليها البتة وحبيبنا يقول:
{ العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر }
هل سألته مره كم يحفظ من كتاب الله؟
ومن قدوته ومثله الأعلى وما هي أهدافه في هذه الحياة وطموحاته !!
أبي.. أين اهتمامك أين حرصك؟
نعم أنت مشغول وأعانك الله وسدد خطاك ولكن ليس إلى هذه الدرجة !
http://up.arabsgate.com/u/3250/2003/15214.gif
هل تذكر يا أبتي؟
أتذكر هاك اليوم عندما خرجتُ وإياك من المسجد في جمعة من الجمعات وكلنا قلوب مفعمة بالإيمان
وقد هبت لنا رياح السكينة وراحة الطمأنينة
التي رأيت فيها عينيك تذرفان من خشية الله
ووالله إن ذلك الموقف كان أحب إلي من أغلى جوائز الدنيا وبهارجها وزينتها الغرارة
أبي الغالي
ألا ليتك تعلم كم أنتظر يوم الجمعة وكم أحبه !
ولكن لماذا أحبه ولماذا أنتظره؟؟
لأنه عيدنا نحن المسلمين
ولأنه أيضاً ربما كان اليوم الوحيد الذي أحبه فيه الفرصة للتحدث معك وأن أركب بجانبك في السيارة وأحدثك وتحدثني
http://up.arabsgate.com/u/3250/2003/15214.gif
أبتي
أنت لا تعرف قيمة هذه الدقائق التي نقضيها معك
لا تدري مقدار الفخر الذي نشعر به والاعتزاز الذي يملأ جوانحنا وأنت تعاملنا مثل الرجال
وتحاورنا وتلاطفنا وتتجاذب معنا أطراف الأحاديث
وأحياناً نستبق أنا وإخوتي في رسم الابتسامة على محياك العزيز على نفوسنا
بذكر آخر الطرف المسلية علها تنال استحسانك وعلنا نظفر منك بلفتة إعجاب أو كلمة ثناء
http://up.arabsgate.com/u/3250/2003/15214.gif
أبتي
لا أنسى كلماتك الحارّة في الدعاء والثناء على إمام جامع الحي في ذاك اليوم عندما حدثنا في الخطبة عن أهمية تربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة صالحة
ثم ذكر خطيبنا فيما ذكر قول الرسول:
{ ما من عبدٍ يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشّ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة }
أقسم لك يا أبي أني أخاف عليك وعلى والدتي من هذا الوعيد الشديد
إذن فما بالك الآن يا أبي تترك لنا الحبل على الغارب
تدخل وتخرج من البيت وترانا متحلقين أمام التلفاز في أوقات الصلاة نتابع كل ما يضرّ ولا ينفع ولا نراك تحرك ساكناً
http://up.arabsgate.com/u/3250/2003/15214.gif
أبي الغالي
ونحن نشهد لك على حرصك على أن تستجيب لنا اللباس والأثواب وتستطيب لنا الطعام والشراب وهذا عمل أنت عليه بإذن الله مأجور مشكور ومذكور
ولكن ألا فكرت في غذاء أرواحنا والإيمان الذي جفّت ينابيعه فينا أو كادت
أبي الحبيب
أين قلبي وقلبك من كتاب الله ومواعظه التي تتفتتُ لها صمُّ الحجارة وتفجر ينابيع الحكمة في نفوس الأبرار؟
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدّمت لغدٍ واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون
أبي وحبيبي
أرجوك أرجوك أن تتذكر هذه الساعة وتجعلها ماثلة بين عينيك:
كلا إذا بلغت التراقي * وقيل من راق * وظن أنه الفراق * والتفت الساق بالساق * إلى ربك يومئذ المساق
ألا فاتقِ الله فينا يا أبي وتذكر
يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة
التوقيع ابنك
-
رساله تحمل ف طياتها ارق و اعذب عتاب من قلب لا من لسان ابنه اشتاقت نفسها للجنه فخضعت جباتها لله
اصبحنا ف زمان يربى في الولد اباه بعد ان تخلى الاب طوعا ع مكانه
اسأل الله لنا و لكم السلامه
بوركت و انتقائك مميز كالعاده
-
مشكور اخي احمد على المرور
-
طرح مميز للموضوع
ويارب يكون نداء لكل اب وعلى لسان كل ابن
بارك الله فيك اخ زيد