عَمِلَ قليلا و اُجِرَ كثيرا
http://img252.imageshack.us/img252/2...9271701bg3.gif
وبه نستعين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
أما بعد...........................
لقد بين لنا الشرع الحنيف أعمالا هى فى نظر الناس يسيره قليله ولكنها عند الله عزوجل عظيمة جليلة ترفع الدرجات وتحط بها السيئات وقد يتعجب الناس من عظم ثوابها رغم كونها صغيرة بسيطة جدا .
مثال بسيط عليها وأبسط شىء هو النية لفعل الخير فقد تكون حياة الانسان كلها كفر وضلال ولكن حياته
تنتهى بنية خالصة للتوبة فيموت على تلك النية ويدخل الجنة ولم يصل قط ولم يركع قط .
من ذلك أمثلة عديدة نسوقها وأسئل الله العلى العظيم ان يوفقنا لما يحبه ويرضاه.
وجميع ماسأذكره هنا من روايات كلها جائت بأحاديث صحيحة :
.................................................. ..........................
((الصحابى عمرو بن ثابت بن أقيش))
***************************
لم يصل ولم يصم لكنه دخل الجنة..حيث كان صاحب ربا فى الجاهليه وأراد أن يدخل فى الاسلام ولكنه كره
أن يسلم قبل ان يتقاضى اموال الربا لأنه يعلم حرمة الربا فى الاسلام .
فذهب الى واحد من أولئك الذين عليهم هذه الأموال فلم يجده فسئل أين هو .قالوا فى غزوة أحد وذهب
الى الأخر فسئل أين هو قالوا فى أحد فذهب الى بيت الثالث أين هو ؟؟؟؟؟؟ قالوا فى أحد
فأنطلق الى أحد فرأى القوم يجتمعون لقتال كفار مكة الذين أرادوا دخول المدينة وكان قد عزم على الاسلام
من قبل الا أنه أخر اسلامه حتى يتقاضى اموال الربا لأنه يعلم ان الاسلام يهدم ماقبله.
فقال :يارسول الله أقاتل أم أسلم.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :أسلم ثم قاتل
فأسلم ثم أقبل على أصحابه واخوانه فقالوا له اليك عنا ياعمرو ألم تجد وقتا لتتقاضى اموالك الا الأن؟
فقال لهم : انى أسلمت وجئت لأقاتل معكم. فقاتل معهم ثم قتل
فقال النبى عليه الصلاة والسلام : ((عمل قليلا وأجر كثيرا ))
.................................................. .......................................
فسبحان الله دخل الجنة دون أن يركع لله ركعة واحده .
فى الحديث عند الامام أحمد بسند حسن عن جرير بن عبد الله رضى الله عنه:أنه قال (( خرجنا مع النبى
عليه الصلاة والسلام فى سفر فلما برزنا من المدينة اذا رأينا رجلا يوضع بعيرا يريد ان يلحق بنا فرأه النبى
عليه أفضل الصلاة والسلام من بعيد فقال :كان هذا الرجل اياكم يريد . فلما أقبل الرجل قال أين رسول الله ؟
اذ به أعرابى جاء من عمق الصحراء بلغته رسالة الاسلام فأراد ان يبايع الرسول عليه الصلاة والسلام وان
يضع يده فى يده وجها لوجه.
فدلوه على الرسول صلى الله عليه وسلم.
فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : من أين جئت؟؟
قال له الرجل : جئت من أهلى وعشيرتى لأبايعك وقال يارسول الله علمنى ما الايمان .
فقال له الرسول الكريم : تشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم
رمضان وتحج البيت
فقال له الرسول :أقررت ((أى شهدت))
فقال الرجل : أقررت يارسول الله.
ومضى النبى عليه الصلاة والسلام والرجل مصر على جواره وأخذ يسئل رسول الله عن الايمان وعن الاسلام
وهكذا ..حتى ان جرير بن عبد الله قال لقد اجتمعنا حوله وكنا ننتظر الرجل يأتى ليسئل من بعيد ونستمع
معه لنتعلم
وبينما الرجل الأعرابى يسير الى جنب النبى عليه الصلاة والسلام اذ وقعت يدا بعيره فى شبكة جرذان
((انفاق للفئران فى الأرض)) فهوى بعير الرجل على الأرض فسقط الرجل على هامته
فقال النبى عليه الصلاة والسلام : على بالرجل
فرجع عمار بن ياسر ومعه رجل اخر فقالوا : هو قد مات يارسول الله
فقال النبى عليه الصلاة والسلام : قد عمل قليلا وأجر كثيرا.
.................................................. .........
ولذلك نحب ان ننوه على شىء عظيم وخطير جدا انه : احيانا يكون من أسرار ان يكون العمل قليلا والأجر
كثيرا أن يأتى العمل الصالح اليسير عند الخاتمه فيكون سببا فى رحمة الله وغفرانه .
.................................................. ..
وهناك قصة شهيرة والكثير منا يعلمها ولكن لامانع من التذكير بها:
((قصة الرجل الذى قتل مائة نفس))
*******************************
وهى من اعظم الامثلة على الموضوع لأن هذا الرجل اخلص النية لله .....
القصة سوف اذكرها فى حديث صحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم
.................................................. .......................
عنْ أبي سعِيدٍ سَعْد بْنِ مالك بْنِ سِنانٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَن نَبِيَّ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَال : «
كان فِيمنْ كَانَ قَبْلكُمْ رَجُلٌ قتل تِسْعةً وتِسْعين نفْساً ، فسأَل عن أَعلَم أَهْلِ الأَرْضِ فدُلَّ على راهِبٍ ، فَأَتَاهُ
فقال : إِنَّهُ قَتَل تِسعةً وتسعِينَ
نَفْساً ، فَهلْ لَهُ مِنْ توْبَةٍ ؟ فقال : لا فقتلَهُ فكمَّلَ بِهِ مِائةً ثمَّ سألَ عن أعلم أهلِ الأرضِ ، فدُلَّ على رجلٍ
عالمٍ فقال: إنهَ قَتل مائةَ نفسٍ فهلْ لَهُ مِنْ تَوْبةٍ ؟ فقالَ: نَعَمْ ومنْ يحُولُ بيْنَهُ وبيْنَ التوْبة ؟ انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ
كذا وكذا ، فإِنَّ بها أُنَاساً يعْبُدُونَ الله تعالى فاعْبُدِ الله مَعْهُمْ ، ولا تَرْجعْ إِلى أَرْضِكَ فإِنَّهَا أَرْضُ سُوءٍ ، فانطَلَق
حتَّى إِذا نَصَف الطَّريقُ أَتَاهُ الْموْتُ فاختَصمتْ فيهِ مَلائكَةُ الرَّحْمَةِ وملائكةُ الْعَذابِ . فقالتْ ملائكةُ الرَّحْمَةَ : جاءَ
تائِباً مُقْبلا بِقلْبِهِ إِلى اللَّهِ تعالى ، وقالَتْ ملائكَةُ الْعذابِ : إِنَّهُ لمْ يَعْمَلْ خيْراً قطُّ ، فأَتَاهُمْ مَلكٌ في صُورَةِ آدمي
فجعلوهُ بيْنهُمْ أَي حكماً فقال قيسوا ما بَيْن الأَرْضَين فإِلَى أَيَّتهما كَان أَدْنى فهْو لَهُ، فقاسُوا فوَجَدُوه أَدْنى
إِلَى الأَرْضِ التي أَرَادَ فَقبَضْتهُ مَلائكَةُ الرَّحمةِ » متفقٌ عليه. وفي روايةٍ في الصحيح : « فكَان إِلَى الْقرْيَةِ
الصَّالحَةِ أَقْربَ بِشِبْرٍ ، فجُعِل مِنْ أَهْلِها » وفي رِواية في الصحيح : « فأَوْحَى اللَّهُ تعالَى إِلَى هَذِهِ أَن تَبَاعَدِى،
وإِلى هَذِهِ أَن تَقرَّبِي وقَال : قِيسُوا مَا بيْنهمَا ، فَوَجدُوه إِلَى هَذِهِ أَقَرَبَ بِشِبْرٍ فَغُفَرَ لَهُ »
.................................................. ........................................
فسبحان العلى العظيم لم يصل ولم يسجد سجده واحده لله ولكنه دخل الجنة بنيته الصادقه
.................
و هناك من دخل الجنة لأنه رحم حيوانا وتعطف عليه ومن ماجاء فى ذلك :
قصة المرأة الباغية التى سقت كلبا حيث كانت تتاجر بعرضها والعياذ بالله فسقت الكلب فشكر الله لها فغفر
لها فدخلت الجنة
.................................................. ........
وأختم الموضوع بمثال أخير فى ناحية عظيمة وثواب دون عمل : والمقصود بذلك انه حين يصدق الانسان فى
نيته فى عمل لايستطيع ان يبلغه او يتمنى حدوثه ولم يحدث الا واعطاه الله ثوابه كاملا فمن يتمنى الشهادة
بصدق خالص من قلبه ومات ولم يبلغها فان الله يبلغه منازل الشهداء
ومن ماجاء عن النبى صلى الله عليه وسلم فى هذا الجانب :
أن فقراء الصحابة رضي الله عنهم قالوا : يارسول الله سبقنا أهل الدثور بالأجور والنعيم المقيم - يعني أهل
الأموال سبقوهم بالصدقة والعتق - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا أُخبركم بشيء إذا فعلتموه
أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد
إلا من عمل مثل ماعملتم ؟!) فقال : ( تُسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين ) ففعلوا فعَلِم
الأغنياء بذلك ففعلوا مثل مافعلوا !! .
فجاء الفقراء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقالوا : يارسول الله سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا
ففعلوا مثله فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) ولم يقل لهم إنكم قد
أدركتم أجر عملهم لكن لاشك أن لهم أجر ( نية ) العمل .
وفى هذا الشأن ايضا حديث عظيم للرسول عليه الصلاة والسلام حيث قال:
((إنما الدنيا لأربعة نفر : عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل رحمه ، ويعلم لله فيه حقه ، قال :
فهذا بأفضل المنازل ،
وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو يقول : لو كان لي مال عملت بعمل فلان قال : فأجرهما سواء ،
وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ، ولا يصل فيه رحمه ، ولا
يعلم لله فيه حقه ، فهذا بأخبث المنازل ،
وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول : لو كان لي مال لعملت بعمل فلان .
قال : هي نيته فوزرهما فيه سواء .))
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم..
.........................................
والكثير منا يعلم مواقف الثلاثة الذين خلفوا والذين منعهم العذر فى غزوة تبوك :
فأما من منعهم العذر من الخروج مع رسول الله فى هذه الغزوة
فقد قال -تعالى- فيهم: {لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا
نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ}
.وقال فيهم رسول اللّه حين دنا من المدينة: (إن بالمدينة رجالاً ما سرتم مَسِيراً، ولا قطعتم وادياً إلا كانوا
معكم، حبسهم العُذْرُ)، قـالوا: يا رسول اللّه، وهــم بالمدينة؟ قال:وهم بالمدينة
المقصود بذلك ان لهم نفس الأجر الذى قسمه الله لهؤلاء الذين حاربوا فكل خطوة خطوها فى سبيل الله كان
لهؤلاء نفس الأجر فسبحان الله العظيم لأنهم صدقوا النية اثابهم الله اجرا عظيما
.................................................. .............
وختاما أسئل الله العلى العظيم ان يرحمنا جميعا برحمته الواسعة فانه غفور رحيم فاجاء من قصص بالموضوع
ماكانت الا صدق نية لله حيث كانت النية خالصة لوجهه الكريم فجزاهم الله خير الجزاء وهو الجنة نسئل الله
ان يبلغنا واياكم اياها .
فلابد من فعل الخير مهما استصغرته ومهما احتقرته فأنت لاتدرى اى حسنة سوف تكون سببا لدخولك الجنة
وربما يوفقك الله ويكون هذا العمل اليسير موافقا للخاتمه فيكون وقتها الفوز العظيم .
نسئل الله لنا ولكم حسن الخاااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااتمه.
http://a10.idata.over-blog.com/3/97/.../456789123.gif