الروح هى ذالك الجوهر النورانى الشفاف الصافى و السر الالهى الشريف المقدس فى الموجودات قديما و ازلا و هى المعراج الطاهر بين العبد و ربه التى تشرق بالالهام من عنده و هى سر الحياه و محل التقديس و التجليات فى جسد المخلوقات جميعها و نقطه الغموض التى جعلت من العلماء النحارير و المفكرين الفحول يخرون لله بالسجود و الركوع و اعجز ذالك السر الغامض صم الزناديق و الصناديد المشركين عبر القرون الغابره و ما زال حتى قيام القارعه ...........
ولكن هناك سؤال قد يخطر على قلوب كل من قرا القران و ابحر فى هدى سنه خير الانام بان كلمه الروح القدس قد ورد زكرها فى القران دائما مرتبطه بزكر جبريل عليه السلام و هو اشرف الملائكه و اقربهم الى الله تعالى و سفير الله الى الرسل فى الارض و هل جبريل هو الملك الوحيد الذى نزل على الانبياء بالوحى ؟
اقول لقد ورد اسم جبريل عليه السلام فى القران الكريم فى قوله تعالى ( قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه و هدى و بشرى للمؤمنين من كان عدوا لله و ملائكته و رسله و جبريل و ميكال فان الله عدو للكافرين ) و جبريل هو من الملائكه المقربين و هو المختص بالنزول بالوحى على الانبياء عليهم السلام لكنه ليس الملك الوحيد الذى ينزل على الانبياء فقد تنزل ملائكه اخرى معه و لقد جاء عدد من الملائكه الى ابراهيم عليه السلام بالبشرى قال تعالى ( و لقد جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث ان جاء بعجل حنيذ ) كذالك جاء عدد من الملائكه الى لوط عليه السلام بالوعيد لقومه قال تعالى ( و لما جاءت رسلنا لوطا سيىء بهم و ضاق بهم ذرعا و قال هذا يوم عصيب ) و لكنه حينما ينزل جبريل عليه السلام بالوحى يحاط بحراسه مكثفه و مشدده من الملائكه تمنع عنه تدخل الشياطين و لقد اخبرنا الله تعالى فى قرانه بذالك قال تعالى ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه و من خلفه رصدا ليعلم ان قد ابلغوا رسالات ربهم و احاط بما لديهم و احصى كل شىء عددا ) و كذالك قد جاء التعبير عن ملك الوحى جبريل عليه السلام بتعبيرات و اوصاف متعدده فلقد وصفه الله تعالى بالروح القدس اى الروح المقدس المطهر قال تعالى ( قل نزله روح القدس من ربك بالحق ) ووصف ايضا بالروح الامين بما يمارسه من عمل و ما يتحمله من رساله قال تعالى ( نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربى مبين ) ووصف ايضا بالروح اى من عالم الملآ الاعلى المبرأ عن الماده الارضيه و الاجسام الشهوانيه قال تعالى ( تنزل الملائكه و الروح فيها باذن ربهم من كل امر سلام هى حتى مطلع الفجر ) ووصفه ايضا بروح الله اى الذى اصطفاه الله و كرمه و اختاره لهذه المهمه الشريفه قال تعالى ( فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ) فجبريل عليه السلام هو من كبار الملائكه عليهم السلام و اشرفهم و اخصهم و اقربهم بما ينوله من عظيم اجلال القرب من الله و الكلام معه و الاستماع اليه فهو سفير الله من السماء الى الارض و امين ديوان سر منطقه العرش لذالك كان هو امين رحله المعراج و الاخ الحبيب و الصديق الحميم لخاتم الانبياء و المرسلين محمد عليه افضل الصلوات و التسليم