الأوقاف المصرية: النقاب عادة اجتماعية سيئة وليس عبادة
الأوقاف المصرية:
النقاب عادة اجتماعية سيئة وليس عبادة
http://www.moheet.com/image/32/225-300/320586.jpg
دكتور حمدى زقزوق
من المنتظر أن تطرح وزارة الأوقاف المصرية في نهاية شهر نوفمبر الحالي كتاب جديد للتوزيع يرى أن النقاب لا أصل له في الشريعة الإسلامية، وأنه مجرد "عادة اجتماعية سيئة" وليس عبادة، وقد يؤدي لتأصيل الفكر المتشدد.
ويحتوي الكتاب الذي يحمل عنوان "النقاب عادة وليس عبادة" على آراء وفتاوى كل من وزير الأوقاف محمود حمدي زقزوق، والدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، والشيخ علي جمعة مفتي مصر.
ويعتبر وزير الأوقاف المصري ، النقاب "حاجزا عن التواصل بين الناس"، وقال: إن "ذلك الحاجز أصبح ينتشر وبسرعة بين النساء حتى في الأماكن التي لا يصح معها النقاب كالمستشفيات والمدارس، لاسيما مدارس الفتيات؛ مما يؤصل لفكر متشدد في أذهان الفتيات"، بحسب ما جاء في الكتاب.
ويؤيده في الرأي الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية قائلا: إن النقاب "ليس بواجب"، وأضاف أن زي المرأة الشرعي شروطه معروفة، وهي ألا يصف مفاتن الجسد، ولا يشف، ويستر الجسم كله عدا الوجه والكفين، مشيرا إلى أن المالكية أفتوا بأن النقاب مكروه بدليل حظره في الإحرام للحج .
وقد أبدى عدد من علماء الأزهر الشريف، وكبار مسئولي المؤسسات الإسلامية في مصر تأييدًا لما ذهب إليه الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري من أن النقاب ليس عبادة، وإنما مجرد عادة، بينما وضحت العديد من الآراء المخالفة لهذا التوجه، واعتبار النقاب ثيابًا شرعية يتأرجح بين الوجوب والندب، رافضة ما ذهب إليه وزير الأوقاف المصري من كونه عادة. فمن الجانب المؤيد لرأي وزير الأوقاف أوضح الشيخ عمر الديب -وكيل الأزهر الشريف- أن النقاب في حقيقته هو عادة زيادة في العفة والفضل.
ويسوق الدكتور محمد رأفت عدة أدلة لعدم كون تغطية وجه المرأة واجبًا من الواجبات الشرعية، ويشير إلى أن الدليل الأول هو قول الله عز وجل: "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها"، وقد اختلف العلماء في تفسير قول الله إلا ما ظهر منها فتعددت الآراء في ذلك، وأقوى ما نقل عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه ورجحه كثير من العلماء أن ما ظهر منها هو الوجه والكفان، ومعروف أن عبد الله بن عباس رضي الله عنه من أكبر الصحابة الذين يفهمون القرآن الكريم، فهو كما يطلق عليه العلماء "ترجمان القرآن".
الدكتورة سعاد صالح -أستاذة الفقه بجامعة الأزهر- ترى أن النقاب عادة قد يتخذ في كثير من الأحوال بابًا للتحايل، والغش والتدليس، وتوضح أنها ضد فرضية النقاب فمن ترتدي النقاب عليها أن ترتديه لكونها تحبه وليس لكونه فريضة.