القلب يزرع ... أما الحب فلا ... ؟؟
القلب يُزْرع .. أما الحب فلا ؟؟
مع تطور العلم .. استطاع الإنسان زرع أغلب الأعضاء ، بدءا بالأسنان البيضاء الناصعة
مكان الصفراء المتعفتة ، مرورا بجلد صاف نقي ، مكان المحروق المجعد ... إلى شعر
بكل الألوان يعوض ذاك الذي أنهكته عوامل التعرية بفعل عامل العمر ...
و كما أنه نجح في زرع هذه الأعضاء ، مجح أيضا في زرع القلب السليم مكان العليل
الذي أوشك على نسيان دقاته و عجز عن تأدية وظيفته على الوجه المطلوب . . .
كل عضو في جسم الإنسان تمكن العلم من استبداله و زرعه إلا الحب ... !! الذي لا
يمكن بأي حال من الأحوال زرعه أو نقله لقلب نريد امتلاكه ، أو أحببنا صاحبه و أعجبنا
به .
فالحب شعور و إحساس لا نقول له كن فيكون ، إنه أعمق من ذلك كثيرا .. و الحب لا
يكون و لا يستأل من قلب ليزرع في الآخر ، إلا برضا صاحبه و قناعته ، و رغبته قبل كل
شيء .
فالأم عندما تحب ابنها ، تحبه لأنه جزء منها ، و الإبن عندما يحب والدته ، لأنها أول من
أحبها من بنات حواء ، و الزوج عندما يحب زوجته ، لأنها كل شيء في حياته . أما
الزوجة لما تحب زوجها فلأنه هو سندها و غطاؤها ، ورمز كرامتها و عزتها ...
فمن الخطأ إرغام الآخرين على حبنا ، بل علينا أن نجعلهم يحبوننا بإرسال و مضات إليهم
لا يشعرون من خلالها أننا نفرض عليهم حبا ، لأن الحب يسري شيئا فشيئا و بالتقسيط
المريح من دون ارهاق أو إتعاب أحد .
من نعم الله تعالى أنه حبانا بفيض لا حدود له من الحب نعطيه من نشاء ، نغدق به
على الأحباب ، و نضن به على من لا نطبقه أو من لا نهضمه .