اصلاح ذات البين و ترك الاختلاف
بسم الله هو خير من ندعو و بالله الامن يوم العرض ننجو و من الله كل الامال نرجو ................
فقد صدق قول الله و حق ما وعد به تعالى فقال ( يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله و للرسول اذا دعاكم لما يحييكم و اعلموا ان الله يحول بين المرء و قلبه و انه اليه تحشرون و اتقوا فتنه لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصه و اعلموا ان الله شديد العقاب ) ففى هذا الزمن الذى نعيش فيه و فى تلك اللحظات التى نحيا فيها سويا تظهر علينا فتنه الاختلاف و التشرزم و التحزب و المشاحنه و المقاطعه لتقوم بطعننا جميعا بخناجر حاميه من الخلف لا ترحم فينا العجائز بل و اقامة على الشباب نائحة الجنائز لانها فتنه طائفيه كشرت عن مخالبها الدنيئه و تجعل من الدين شماعات تعلق عليها قنابل الاختلافات ان هؤلاء الملتحين الدعاه الى الانقسامات و التحزب و الاختلاف و المقاطعات ليسوا من الاسلام فى شىء و الله و رسوله منهم براء بل و اضيف لمن سمع كلامهم اتقى الله فان ديننا دين السماحه و التيسير و لم الشمل و اصلاح ذات البين و ليس فيه مجال للتحزب و التفرق و الطائفيه و التكفير بل وضع الاسلام السمح روادع و عقاب لكل من حاول ان يفتن المسلمين و يدعوهم الى التفكك و التحزب و انذر دعاه التشيع و الفتنه بما فعله الله تعالى مع الاحزاب لما ارادوا الفتنة للمسلمين و غرهم قوتهم و جمعهم و جولهم و صولهم فاحتملوا سيوفهم فاتوا ( فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا و قذف فى قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بايديهم و ايدى المؤمنين فاعتبروا يا اولى الابصار) لم يترك الاسلام باب للفتنه الا قفله و لم يدع منفذ للتحزب الا رده حتى اتم الاسلام بنيته و تكفل بحمايه الوحده الوطنيه الاسلاميه فى ظل تعاليم الدين السمحه انظروا الى النبى و هو يضع القوانين الاجتماعيه للمسلمين و هو يعلم اتباعه توحيد الصف و درء الفتنه ليكون اول قانون يضعه فى الدستور السماوى الاسلامى السمح فيقول ( مثل المؤمنون فى توادهم و تراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى ) و يقول الله ( انما المسلمون اخوه فاصلحوا بين اخويكم ) و يقول النبى ( المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص و شبك اصابعه ) هذه هى تعاليم الاسلام و ليس غيرها و هذا هو دستوره و قوانينه بل يضع الاسلام العقوبه التى تلحق بمن سولت له نفسه ان يفجر قنابل الفتن بين المسلمين او يفرق بينهم وضع الاسلام العقوبه بمن اثار الفتنه و جعلها عقوبه دائمه تلحقه فى الدنيا و الاخره و ما فعل ذالك الا من اجل التشنيع و التقبيح لمن يروجون للفتنه و من يقمون بزيعها و انتشارها بين المسلمون ( ان الذين يردون ان تشيع الفاحشه فى الذين امنوا لهم عذاب شديد ) ( ان الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا لست منهم فى شىء ) بل نهى الاسلام عن اقل القليل من التشاحن و التخاصم بين المسلمين عن ابى ايوب الانصارى قال قال رسول ( لا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا بوجهه و هذا بوجهه و خيرهما من يبدأ بالسلام ) و عن ابى هريره قال قال رسول الله ( تفتح ابواب الجنه يوم الاثنين و يوم الخميس فيغفر فيهما لكل عبد لا يشرك بالله شيئا الا رجل كانت بينه و بين اخيه شحناء فيقال انظروا هذين حتى يصطلحان ) و عن انس قال قال النبى ( خمسه ليست لهم صلاة المراه الساخط عليها زوجها و العبد الابق من سيده و المصارم الذى لم يكلم اخاه فوق ثلاثه ايام و مدمن الخمر و امام قوم يصلى بهم و هم له كارهون ) انظروا اخوتى هذا هو العقاب الشديد لمن اوقد نار الفتنه او دعى اليها القران يضع العقوبات المشدده فى دستوره فقد و عد الذين يدعون الى الفتنه و التحزب و عدهم بالعذاب الشديد و قال للنبى لست منهم فى شىء و معنا قول الله للنبى لست منهم يعنى انهم ليسوا من اتباع النبى و يكون نتيجه ذالك انهم خرجوا عن الدين بسبب اثارتهم للفتنه و التحزب بين المسلمين ثم انظروا اخوتى ايضا الى العقاب الذى و عد به النبى للمتخاصمين و الذين وقعت بينهم الشحناء و المصارمه جعل النبى اصحاب الفتن و الشحن ليسوا فى حل يعنى انهم يعيشون فى الحرام بسبب خصوماتهم و اختلافهم ثم جعلهم من الذين تغلق فى وجوههم ابواب الجنه و لا تفتح لهم ابدا ثم رفع مغفرة الله عنهم فلا يغفر الله لهم ابدا ثم جعلهم لا تقبل منهم صلاتهم ماداموا صارمين متخاصمين مختلفين و اقسم بربى انها عقوبات شديده لا طاقه لمسلم يؤمن بالله و اليوم الاخر ان يتحملها و على الرغم من تشديد العقوبه على الذين يدعون الى التخاصم و المشاحنه و شق الصف المسلم تجد ان الاسلام يدعوا و يحبب و يعد بالثواب العظيم و الاجر الجزيل لمن يصلح و لمن يوحد المسلمين و يلم شملهم و يصلح ذات بينهم يقول النبى ( الا انبئكم بصدقه يسيره يعنى قليله يحبها الله تعالى قال الصحابه بلى يارسول الله قال اصلاح ذات البين اذا تقاطعوا ) و عن ابى الدرداء عن النبى قال ( الا اخبركم بافضل من درجه الصيام و الصلاه و الصدقه قالوا بلى يارسول الله قال اصلاح ذات البين اذا تقاطعوا ) و ان من افضل المأثور عن السلف قولهم من اراد فضل العابدين فليصل بين الناس و لا يوقع بينهم العداوة و البغضاء و قال انس رضى الله عنه من اصلح بين اثنين اعطاه الله بكل كلمه يقولها اجر عتق رقبه و قال على بن ابى طالب كرم الله وجهه ان من موجبات المغفره ادخال السرور على اخيك المسلم اخوتى ان خيركم خيركم نفعا لاهله و لمجتمعه من حوله و ان افضل الناس عند الله ثوابا انفعهم للناس و ان المقربين عند الله هم المصلحون بين الناس فانه ينادى منادى يوم القيامه اين جيران الله فى داره فيقوم اناس يريدون دخول الجنه فتقول الملائكه لهم اين تريدون فيقولون نريد الجنه فتقول الملائكه و هل تدخلون الجنه قبل ان تحاسبوا فيقولون نعم فتقول لهم الملائكه من انتم فيقولون نحن جيران الله فى داره فتقول الملائكه و بما وصلتم الى جواركم فيقولون كنا نتحاب فى الله و كنا نتبادل فى الله و كنا نتزاور فى الله و كنا نصلح فى الله فتقول الملائكه ادخلوا الجنه ( فنعم اجر العاملين ) جعلنى الله و اياكم من المصلحين و هدانا جميعا الى الصراط المستقيم و جعلنا من الناجين و هدنا حتى نكون من الراشدين
