بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد سنتكلم بفضل الله وعونه عن جريمة اللواط جريمة اللواط من اشنع الجرائم واقبحها وهى تدل على انحراف فى الفطره وفساد فى العقل وشذوذ فى النفس ومعنى اللواط ان ينكح الرجل الرجل وياتى الذكر الذكر كما قال الله تعالى عن قوم لوط / اتاتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من ازواجكم بل انتم قوم عادون /وسميت باللواط نسبة الى قوم لوط عليه السلام الذين ظهرت فيهم هذه الفعلة الشنيعه التى لا يفعلها الا من انطمست بصيرته واسودت سريرته وانقلبت فطرته التى فطر الله الناس عليها وصارمثله كمثل من اتاه الله ورزقه لحما طيبا نضيجا شهيا فصار يعرض عنه ويبحث عن اللحم النى المنتن العفن وياكل منه ورضى لنفسه ان يغوص فى اوحال القذر والوسخ وبئست النجاسه حقا انها الفطره المنكوسه والطبيعه المعكوسه والنفس الشريره الخبيثه ثم ان المفعول به هذه الفعله الحقيره قد حصل من المفاسد ما يفوق الحصر قال ابن القيم رحمه الله ولان يقتل المفعول به خير له من ان يؤتى / يلاط به / فانه يفسد فسادا لا يرجى بعده صلاح ابدا ويذهب خيره كله وتمص الارض ماء الحياء من وجهه فلا يستحى بعد ذلك من الله ولا من خلقه وتعمل فى قلبه وروحه نطفه الفاعل ما يعمل السم فى البدن وقد قال العلماء انه / اى المفعول به / شر من ولد الزنا واخبث واقبح وهو جدير الا يوفق لخير وان يحال بينه وبينه وكلما عمل خيرا قيض الله له ما يفسده عقوبة له ولا يوفق الى علم نافع ولا عمل صالح ولا توبة نصوحه الا ان يشاء الله شيئا / فاللهم لا تجعلنا منهم يا رب العالمين
