كيف قتل الحسين رضى الله عنه -1
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده -وبعد سنتكلم بفضل الله وعونه عن مقتل الحسين ابن على رضى الله عنه -وقبل ان نتكلم عن مقتله رضى الله عنه نريد ان نعرفه للساده القراء الكرام --هو الحسين ابن الامام على كرم الله وجهه زوج فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم - والله ما اعظم هذا النسب وما اجمله واحلاه على قلبى وقلوبكم ---------لم يكن الحسين رضى الله عنه فى ثورته على الباطل طالبا للخلافه ولو كان من عشاقها لما رضى عن تنازل أخيه الحسن رضى الله عنه لمعاويه حقنا للدماء ولكنه رضى بتنازل أخيه ورضى بمعاويه خليفة للمسلمين لأنه حريص على حقوق المسلمين -ولكن لما ألت الخلافه الى ابنه يزيد وهو على ما اشتهر به بين الناس من الفسق والظلم والطغيان والمجون لا يصلح للخلافه -بينما رجل الساعه فى هذا الوقت هو الحسين ابن على رضى الله عنه لأنه أحق بها لما أتصف به من الورع والشجاعه والعلم ويكفى أنه من أبناء الرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يخرج من المدينه الى مكه ومنها الى العراق اجابة لدعوة أهلها مستجيرين به من ظلم يزيد الا بعد ان أرسل اليه يزيد من يجبره على البيعه له او حربه ومطاردته ان لم يبادر باعلان بيعته ليزيد -عند ذلك تحركت النخوه الهاشميه وهزته الشهامه وقام سيد شباب أهل الجنه يخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال (أيها الناس قد نزل من الأمور ما ترون وأن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها حتى لم يبق منها الا كصبابة الماء والا خسيس كالمرعى الوبيل ألا ترون أن الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن فى لقاء الله عز وجل وانى لا أرى الموت الا فى سعاده ولاأرى الحياة مع الظالمين الا جرما )وما كان الامام الحسين عندما خرج الى الكوفه موضعا لتهمه او طامعا فى التحكم فى أمه وانما دعوه فخرج ليقاوم الظلم ويحقق العدل استجابة لما أنزل على جده صلى الله عليه وسلم من الجهاد فى سبيل الله فهو ككل مسلم تقى ورع غيور على الدين لا يطيق رؤية يزيد على عرش الخلافه وهو على ما هو عليه من فسق وفتون ومجون ومظالم لا تتفق وجلال خلافة المسلمين ولذلك وهب حياته لله وللدفاع عن دينه لأنه أيقن أن هذا هو المثل الأعلى الذى توهب فى سبيله الحياة ويضمن به الخلود فى نعيم الجنه مع الصديقين والشهداء والنبيين وحسن أولئك رفيقا -وبعد أن كان الحسين ثابتا فى موقفه فى المدينه المنوره غير معترف بالبيعه ليزيد لأنه كان يعتقد أنه ان كان الأمر وراثه فهو ربيب النبوه وابن بنت رسول الله أحق بالخلافه وان كان الأمر بالاختيار فهو العالم التقى أولى بهذا الأمر من يزيد الفاجر الفاسق -فاين الثريا وابن الثرى -وطد الحسين عزمه على طلب البيعه بعد معاويه بعد أن وجد كثيرا من المناصرين والمؤيدين حيث جاءته الوفود من العراق والحجاز وغيرهما وأرسل غيرهم يؤيدونه ولما رأى بعض اله واصحابه ذلك الاجماع أوصوه بالتريث وعدم المغامرة وسلوكه وأصحابه طريقا محفوفا بالمخاطر -وكان ممن وجه له النصح أخوه لأبيه الامام محمد ابن الحنفيه فقال له (يا أخى أنت أحب الناس الى واعزهم على ولست أدخر نصيحة لأحد من الخلق غيرك تنح عن هذا الأمر ثم ابعث رسلك الى الناس فان بايعوا لك حمدت الله على ذلك وان أجمعوا على غيرك لم ينقص بذلك دينك ولا عقلك ولم تذهب مروءتك ولا فضلك فانى أخاف ان تدخل مصرا من هذه الأمصار وتأتى جماعه من الناس فيختلفوا فتكون منهم طائفة معك وطائفة اخرى عليك فيقتتلون فتكون لأول الأسنه هدفا فاذا خير هذه الأمه نفسا وأبا وأما أضيعها دما وأذلها أهلا )قال الحسين والى أين أذهب يا أخى قال محمد اذهب الى مكه فان اطمأنت بك الدار فسبيل ذلك وان نبت لحقت بالرمال وشغف الجبال -وخرجت من بلد الى بلد حتى تنظر الى ما يصير اليه الناس ويفرق لك الرأى فان أصوب ما تكون رأيا حين تستقبل الأمور استقبالا ولا تكون الأمور أبدا أشكل منها حين تستدبرها فأجاب الحسين قائلا قد نصحت وأشفقت يا أخى فأرجوا أن يكون رأيك سديدا ان شاء الله - وأيضا نصحه عبدالله ابن عباس لما بينهما من قرابة فقال له----------------نستكمل فى الموضوع القادم ان شاء الله أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
