بسم الله و الحمد لله و الله اكبر و لا حول و لا قوة الا بالله ............. و بعد
ان القران الكريم هو حبل الله المتين و العروة الوثقى و به الفوز و فيه الشفاء
هذا القران الذى جعله الله تعالى محفوظا فى نفسه عظيما بذاته قديما بقائله معجزا بكلامه
و كان لابد له ان يكون بليغا لانه انزل على خير نبى اوتى جوامع الكلم
و لانه ناطقا باللغه العربيه ام اللغات و سيدة البيانات
فالعرب كانوا ارباب فصاحه و اهل بلاغه
فانزل الله عليهم ما يعجز امامه اللسان و يخر له البيان
فانزل الله تعالى القران متحديا للعرب ان ياتوا بمثله او بسورة منه او ايه على نهجه
و كان من اعجاز القران فى كلامه تلك الحروف المقطعه فى اوائل سوره
ثم اخباره بالغيب ثم احكام اعرابه و نحوه ثم براعه اسلوبه و عزوبة منطقه
هذا رجل من الاعراب يقول للنبى ان فى القران كلمات و جمل ليست من لسان العرب
ولا من لهجتهم يرد بذالك هذا الاعرابى ان يشكك فى بلاغه القران و ان يطعن فى فصاحته
فقال له النبى و ما هذه الكلمات فقال الاعرابى هى ( قسورة - حوبا - كباره - تهزء )
فقال النبى للعرابى اتنى باكبر رجل عندك فى السن فاتوه برجل يبلغ سنه المائه
فقال له النبى اجلس ايها الرجل فاخذ يتلوى يريد الجلوس فما ان استقر حتى قال له النبى قم يارجل
فاخذ يلهث يريد الوقوف فما ان وقف حتى قال له اجلس فاخذ يهوى الى الارض فما ان جلس حتى قال له قم
فاحس الرجل بالتعب و المشقه فقال للنبى ( اتهزء بى يا ابن ابا قسورة العرب و انا رجل كباره ان هذا حوبا كبيرا )
فنظر النبى الى الاعراب و قال هذه ما كنت تنكرها فبهت الرجل
كذالك جاء بعض الملحدين ليجادل بعض مشايخ الازهر الشريف قديما
فقال الملحد ان القران متناقض فى اسلوبه و يتكلم على غير قواعد العرب فى كلامهم
حيث ان القران يصف شجره الزقوم للكفار حتى يبشعهم منها
فيقول ( شجرة الزقوم طعام الاثيم ) ثم يقربها اكثر بالوصف فيقول ( انها شجره تنبت فى اصل الجحيم )
ثم يقربها اكثر فيصفها بقوله ( طلعها كانه روؤس الشياطين )
و نحن نعلم جميعا ان الوصف و ضرب الامثال و التشبيه تاتى فى لغه العرب
من اجل تقريب المعنى الغامض للاذهان و تقريب البعيد فى صورة القريب
و الايات السابقه جاءت على عكس هذه القاعده
لانها لم تقرب بالوصف و لم توضح شجره الزقوم للاذهان
و لكتها ذادتها غموضا بان وصفتها برؤوس الشياطين و نحن لم نشاهد من قبل روؤس الشياطين
فكيف يصف شىء غامض بشىء غامض لذالك فالقران عاجز و غير معجز و غير متناسق
فاجاب عليه بعض المشايخ فقال ان لغه العرب احيانا يرد فيها وصف
الشىء المخيف بالشىء المخيف و الغامض بالغامض حتى يبشعه اكثر فى ذهن المستمع
و استمع الى قول امرء القيس حينما اراد ان يصف قوته و اسنانه بانها انياب حاده فقال
ايقتلنى و المشرفى مضاجعى ** و مسنونه زرق كانياب اغولى
فقد وصف امرء القيس قوته و جولته بانه لا يستطيع احد قتله و كيف يتجرء احد
و هو امرء القيس الذى ينام فى عرين الاسد صاحب الاسنان المسنونه الحاده و الانيام الزرقاء التى تشبه انياب الغول
و امرء القيس وصف انيابه بانها زرقاء و لم نشاهد انياب زرقاء فقربها امرء القيس فشبهها بانياب الغول
و لم يشاهد كذالك احد الغول و انما شبه امرء القيس الغامض بالغامض
حتى يبشع و يرهب اعدائه من قوته و امرء القيس من العرب و هو شاعر مشهور
فاذا استخدم امرء القيس تشبيه الغامض بالغامض و هو رجل عربى بليغ
فقد شبه القران كذالك شجرة الزقوم برؤوس الشياطين اى الغامض بالغامض
و بذالك يكون القران بليغ و عظيم و لم يخالف اسلوب العرب فى كلامهم
و صدق الله حينما قال ( لا ياتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم خبير )
