بسم الله الرحمن الرحيم
و اصلى و اسلم على مصطفى بريته و شريف خلقته و نور كينونيته سيد اهله و خاصته ........ و بعد
فان من الجود ان يتجلى الله تعالى على عباده بفضل ذكره و دعائه و التضرع اليه ببعض اسمائه و صفاته
و ما وجدت اشد و لا اقوى و لا اوقع فى الظاهر و الباطن من قول العبد بينه و بين خالقه بقلب سليم
حسبى الله و نعم الوكيل
هذه الكلمه تعتبر ذكر و دعاء لانه قد ورد فى الاثر ان ابراهيم عليه السلام حينما القى فى النار قال
حسبى الله و نعم الوكيل
فاستجاب الله دعائه ببركة هذه الكلمه فنجاه الله تعالى من نار النمروذ التى كما ورد فى الاثر
اشتعلت اربعون يوم و ليله و كان يرمى بالمنجنيق الذى اخترعه ابليس اللعين فخرج منها بكل امن و سلام
كذالك كانت دعاء موسى حينما قال له القوم ان فرعون من خلفنا و البحر امامنا و الموت
كائن لا محاله فقال معى ربى سيهدين
حسبى الله و نعم الوكيل
فانجاه الله تعالى و من معه و اغرق فرعون و زنادقته و من معه
كذالك كانت دعاء المؤمنين الصالحين فى غزوة أحد حينما اشتد البطش و دارت رحا المعركه بعنف
و كاد المسلمون ان يفقدوا النصر فما كان من دعائهم الا ان قالوا متوجهين الى خالقهم فثبتهم الله
و ذالك فى قوله تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا و قالوا
حسبى الله و نعم الوكيل
و يوم ان فقدت عائشه رضى الله عنها و ركبت مع صفوان بن المعطل ناقته و فى يومها اشتد الخطب
و اجتمع المنافقون فى المدينه بقيادة راس المنافقين و زعيمهم عبدالله بن سلول و اخذوا يلمزون
عائشه و يرمونها باقبح النعوت و غضب النبى حينما سمع ذالك فما كان من عائشه الا ان قالت
حسبى الله و نعم الوكيل
فنزلت فى خبرها ايات البراءه من الله و كرمها و زكاها و طهرها و نماها و توعد راميها
و كان دعاء النبى ( حسبى الله لا اله الا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم )
و لهذا الكلمه العظيمة المعنى الجليلة المبنى فى الاوراد اعداد و من الفوائد ما لا يصد و لا يرد
و لها ايام مخصوصه و انا اوصى من قال بها و تعلمها الا يدعوى على احد الا بحق
لانها سيف ذو حدين و لا يظلم ربك احد فقوموا بحقها ووفوها شرفها
فان لهذه الكلمه زلزلتها فى القلب ووقعتها فى العبد
فاذا اصبحت باذى فقل حسبى الله و نعم الوكيل
و اذا ظلمك احد فقل حسبى الله و نعم الوكيل
و اذا ضاقت بك الدنيا فقل حسبى الله و نعم الوكيل
اذا اردت ان يستجاب دعاءك فقل حسبى الله و نعم الوكيل
انها كلمه تستجلب بها الرحمات و يستمطر بها الخيرات و يستجاب بها الدعوات و ترفع بها البليات
حسبى الله و نعم الوكيل
معناها ان يكفينى الله تعالى عن غيره و ان يتوكل بقضاء حاجتى دون سواه
و الله الله ثم الله الله فان الوكيل اذا كان قويا ملكت و تملكت فما بالك بالله خير ما دعوت و سلكت
و اذا كان الانسان يبحسب عن النسب و الحسب حتى يفتخر فما بالك بالنسب الربانى و الحسب الالهى
حسبى الله و نعم الوكيل
انها زخيرة الفقير و حسبه و نسبه و شرفه فلا فرق عند الله بين غنى و فقير الا بالتقوى فالغنى بالمال و الفقير بالاعمال
و اذا غر الغنى ماله فصال و جال فلا يخشى الفقير بأسه فالله هو خير رحال و نعم حال
و اذا سكن الغنى الى ماله و رضى بالحال فان الفقير حسبه ربه يرتاح معه البال
و اذا غر القوى قوته فان الضعيف اذا دعى الله يكون عليه وبال
و حسبى الله و نعم الوكيل
من افضل الدعوات و ترفع المهات و تكشف الكربات و تسعف العارضات و تفتح لها الجنات و هى من السبع المنجيات
هى السهام الصائبه و الاقواس المسدده و السيوف الباتره و العيون الساهره و النجدات الغائثه
انها كنز من كنوز الجنه تروح لها النفس و يسكن اليها الحس و يرتاح معها الفكر
انها غياث المستغيثين و ظهر الاجئين و طوق نجاة المظلومين
لا تظلمنا اذا ما كنت مقتدرا ** فالظلم ترجع عقباه بالندم
تنام عينيك و المظلوم منتبها ** يدعوا عليك و عين الله لم تنم
حسبى الله و نعم الوكيل
لها من المجربات ما ينفد مداد احبار الاقلام و تنتهى معه الاوراق و الايام
فكم من عين بكت و قالت حسبى الله و نعم الوكيل فكفت
و كم من مظلوم سلب و قال حسبى الله و نعم الوكيل فجلب
و اوصى بها رسول الله صاحب الكيس فكانت له نعم المعين اذا حمى الوطيس
و القصه مشهورة فى ما رواه ابو داوود فى سننه
قال له ان الله يلوم عن العجز و الحديث قوى يرتفع به عن القلوب الرجز
فاللهم حسبى الله و نعم الوكيل
قد دعوناك فاكفنا و استغثنا بك فاغثنا فكن يا مولانا لنا نعم الحسب و نعم الوكيل
و على الله قصد السبيل
