الحمد لله و كفى و الصلاة و السلام على النبى المصطفى و على اله و اصحابه اهل الكرامة و الوفى .... و بعد
لابد للمؤمن ان يصلح من نفسه و ان يجتنب هواه و ان يخلص لمولاه
فان رجل جاء الى ابراهيم ابن ادهم رضى الله عنه فقال يا ابا اسحق انى مسرف على نفسى
فاعرض على ما يكون لها زاجرا و مستنقذا فقال له ان قبلت خمس خصال و قدرت عليها
لم تضرك المعصيه و لم توبقك لذه قال هات يا ابا اسحق
فقال اما الاولى فاذا اردت ان تعصى الله فلا تاكل من رزقه
قال فمن اين اكل و كل ما فى الارض من رزقه
قال يا هذا افيحسن بك ان تاكل رزقه و تعصاه قال لا هات الثانيه
قال و اذا اردت ان تعصيه فلا تسكن شىء من بلاده
قال هذه اعظم من الاولى يا هذا اذا كان المشرق و المغرب و ما بينهما له فاين اسكن
قال يا هذا افيحسن بك ان تاكل رزقه و تسكن بلاده و تعصيه قال لا هات الثالثه
قال فاذا اردت ان تعصيه فانظر موضعا لا يراك فيه فاعصه فيه
قال يا ابراهيم ما هذا و هو يطلع على السرائر
قال يا هذا افيحسن بك ان تاكل رزقه و تسكن بلاده و تعصيه و هو يراك و يعلم ما تجاهر به قال لا هات الرابعه
قال فاذا جاءك ملك الموت لقبض روحك فقل له اخرنى حتى اتوب توبة نصوحه و اعمل لله صالحا
قال لا يقبل منى فقال يا هذا فانت اذا لم تقدر ان تدفع عنك الموت لتتوب و تعلم انه اذا جاءك لم يكن له تاخير فكيف ترجو وجه الخلاص
قال هات الخامسه قال اذا جاءك الزبانيه يوم القيامه لياخذوك الى النار فلا تذهب معهم
قال انهم لا يتركونى و لا يقبلونى منى قال فكيف ترجوا النجاه اذن
قال له يا ابراهيم حسبى حسبى انا استغفر الله و اتوب اليه و لزم العباده حتى فارق الدنيا
و انا استغفر الله و اتوب اليه و ابرء من الحول و القوة الا اليه
