متعة قليلة ثم تعقبها آلام وحسرة وندامة..
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متعة قليلة ثم تعقبها آلام وحسرة وندامة..فانتبه
متعة ساعة وندم طويل، لذة دقائق ثم تعقبها حسرة وندامة، كم هم الذين تمتعوا وتلذذوا والآن هم في بحار الندم والحسرة.
فذاك سرق أموال كثيرة وهو الآن وراء القضبان الحديدية يسقط الدمعات والحسرات، وذاك كان مع الأجنبيات يتمتع هنا وهناك، يسافر إلى بلاد الكفر لعمل الفاحشة والآن هو يبكي بعد ما اكتشف انه مصاب بالإيدز
وتلك المسكينة كانت تخرج متزينه وتغوي الشباب، ثم عندما سقطت في شباك الذئاب وزينوا لها الحياة الزوجية السعيدة، إذ يأخذون منها أعظم شيء في المرأة ثم يرمونها في بحار الندم.كالمنديل الذي يستخدم مرة واحدة ثم يرمى في القمامة، ذهبت اللذات والمتعة التي كانت لا تفارقها وهي تفعل المحرمات، ثم بعد ذلك حيث لا ينفع الندم.
عندما اكتشفت انها اصبحت لعبة، بل ربما اكتشفت انها حامل والعياذ بالله، ثم يخرج الجنين، ويبحث عن أبوه فلا رد، بل هي لا تعلم بنفسها من أباه.
فأي حياة هذه
أليس نحن من نضع الحبل حول عنقنا ونأخذ بأنفسنا إلى المهالك والأحزان، أليس نحن من وضع نفسه في تلك المواقف حيث الذل والهوان.
وذاك جلب ما جلب في ليلة العمر كما يقال من فرق موسيقية واختلاط ورقص، لذة مؤقتة ثم تعقبها آلام وحسرة، بل من افتتح هذه النعمة بالمعاصي، فأي بركة سوف تكون في هذه الحياة الزوجية؟
ربما ننسى ولكن سبحانه لا ينسى، قال الله تعالى ( من يعمل سوءاً يجز به ) نعم اعمل المعاصي والذنوب ولكن اعلم ان هناك من يراك ويحاسبك على ذلك.
ادرك السلف الصالح هذا الكلام، فكان التابعي محمد بن سيرين رحمه الله يقول: عيرت بفقير وقلت له: يا مفلس. فبعد اربعين سنة صرت انا المفلس.
هذا فقط قال لفقير يا مفلس، كيف انت يا مسكين يا من غره طول الأمل، وجلبت المعازف والمزامير في ليلة زفافك واختلاط ورقص، لا تظن انها لذة وتذهب ولا حساب ولا عقاب.
في غزوة احد عندما أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرماه بأن لا ينزلوا من الجبل ثم خالفوا امره عليه الصلاة والسلام، واصاب القوم ما اصابهم من شدة في ذلك اليوم فقال الرجال، كيف حصل هذا لنا ونحن معنا رسول الله، نزلت الآية طوالي تعلمنا امور في مخالفة أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير )
نعم هو من عند انفسنا
فرح اولئك بتلك الليلة من سماع الأغاني واختلاط ورقص كأنه مباح في هذه الليلة، وفي أيام الآخرى ليس حرام، بعد ذلك شهر او شهرين تقلب تلك الحياة الزوجية إلى مشاكل وهموم، فأين اللذات؟ وأين المتعة؟
ربما ننسى ما جنته أيدنا
ولكن سبحانه لا ينسى
قال الله تعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )
لعلهم يرجعون إليه سبحانه وتعالى، ويتوبون من المعاصي والذنوب، ليذيقهم بعض الذي عملوا..لماذا؟؟
بسبب ظهور الفساد في البر والبحر.
وما اكثر الفساد في هذا الزمن.
من يريد الحياة السعيدة، من يريد راحة البال، من يريد الإستقرار في حياته، من يريد ان تتيسر اموره، فعليه بتطبيق هذا.
قال الله تعالى ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )
شرطين للحياة الطيبة
الإيمان بالله والعمل الصالح
قبل فترة ارسل لي احدى الأحبة رسالة لي يقول فيها: انه تعرف على شخص يفعل الزنى ويسافر إلى الدول المجاورة لفعل الفواحش فأرد مني ان ارسل له تذكير اعطاني بريده.
ارسلت له كلمات عن الحياة السعيدة ان المعاصي شوؤم، لم اتوقع الرد الذي صدمني من ذلك الشاب بكلمات بسيطة جدا يقول في الرسالة ( كل الكلام الذي قلته صحيح وشكرا لك )
وقد كنت ذكرت عن الزاني وكيف يكون قلبه من الخوف والهموم والمشاكل التي تحصل له، بل يكون في ذلك ولو متعة مؤقتة ولكن تعقبها آلام وحسرة ولو بعد حين.
فانتبه لنفسك يا مسكين ، واعد العدة ليوم الرحيل، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
منقول للفائدة
