[FONT=`Simplified Arabic`]حينما قال الله تعالى في كتابه العزيز أن المرأة سكن الرجل والرجل سكن المرأة إنما هي الحقيقة الثابتة وجوهر التخلق وأصل الكمال الإنساني باتحادهما يكمن سر الوجود.[/FONT]
[FONT=`Simplified Arabic`]والسكن يعني الهدوء وسكن القلب: أي هدأ بعد اضطراب وغليان، فالرجل والمرأة يضطربان شوقاً عندما يتباعدان ويسكنان في هدأة اللقاء، تلك هي النظرية الصافية التي عكرتها شوائب الحضارة المادية والفكر الغربي الوضعي، فجاء واقع الحال مغايراً تماماً عن النظرية، ففي أكثر الأحيان يتنافر الزوجان ويتحولان إلى خصمين متصارعين في حلبة الأسرة فلم تعد رغبتهما ببعض جامحة وتوقهما إلى اللقاء ملتهب بل فتر الشوق ونضب الحب وتبدد مع الجاذبات اليومية ومشاكل الحياة المتكررة.[/FONT]
[FONT=`Simplified Arabic`]وأصل الحقيقة كامن في باطن التكوين الإنساني والخلل الناتج في ((كيميائية الرجولة والأنوثة)) إذ حدث أن خواصهما فسدت ما عادت قابلة للتمازج والتفاعل الشفاف، فمكونات الأنوثة عادة تنجذب إلى الرجولة بكل خواصها (القوة، الفروسية، الشجاعة، الشهامة، الغيرة، الكرم، العزة والكبرياء) مازالت المرأة في قرارة نفسها تبحث عن الحماية والدفاع والأمن والأمان لتخضع، لتلين، لتمارس جنون مشاعرها، وعفوية ثرثرتها، وأخطائها البدائية، بيد أن سموم الحضارة المادية تغلغلت في مطعمنا ومشربنا وفكرنا وشعورنا ومكوناتنا النفسية وخواصنا الكيميائية فوهنت قوة الرجل وبردت غيرته وفترت حميته وتضعضعت شهامته فما عاد فارسها النبيل يأتيها على صهوة الشوق والحب ليطويها تحت جناحي هيمنته ورعايته، اضطرت المرأة أن تنفر من الخباء وتمارس دوراً دخيلاً، وعملاً مضاعفاً، تكدح في الميدان هيّابة من المستقبل.. يقلقها الزمن.. ويخيفها المجهول، وبذلك اختلت خواصها الكيميائية أيضاً لأنها مضطربة تفتقد الأمان مع الرجل وقد أخذت خطوة احترازية تغنيها عن التشرد والضياع.[/FONT]
[FONT=`Simplified Arabic`]فمن أين يأتي الحب والزوجة مرتابة من زوج حمّلها الأعباء وأثقلها بالمسؤولية وأمسك يده عنها وجعل بيته فندقاً للنوم والمأكل وترك رقتها الهفهافة وضعفها الجميل وغنجها التكويني تتبدد أشلاء...؟![/FONT]
