و إلى متى
شعر د. محمد زارع
مهمــــــا تعــــاظــمت الخطــــــــوب
واجتاحت الظلمات أنحـــــــاء الدروب
واثاقلت أقدامنـا.. وتعثرت كل الخطى
وتكاثف الليــــــــــل الرهيب
مهما تمادى الظلم فى طغيانه
وأحاطت الأغلال كل مجاهد حر لبيب
لن تستطيعوا حبسه..
وإن استطعتم أن تحولوا بينه وحسامه ..
لن تسكتوه
* * *
سيظـل يوقد فى الليالي مشعله
ويظل ريــــــــا للحيــــــــــارى منهله
حتى ولو كبلتمــــــــــوه.. لن تمنعوه
أن يعتلى قمم المنـــــــابـــر
لن تمنعوه
أن يصطلى فى كل ثـــــائـر
لن تمنعوه
أن يشحذ الأجيال... شوقـــا للخلاص
فعزائم الأحرار تعلو... لامنــــــاص
* * *
سيظل رغم الأسر يوقظ حسنــــــا
ويصيح رغم ضراوة السجان فينا صارخا
وإلى متى ؟!
وإلى متى عشق القيود.. عشق القعــــود
.. عشق التفانى فى الركــــود
والى متى سيظل صوت السوط يرهبنا ..
.. ويشعل ذعرنا
.. ويحيل دنيانــا رعود ؟!
والى متى سنظل نعرض في المتاجر والمحافل كالعبيد ؟!
نبتاع أرغفة الكفاف ونشترى حطب الوقود ؟!
فتنمق التصفيق أيدينـــا الهزيلــــة
وحناجر التسبيح تبذل كل حيلـــــة
وصلاة شكر للوعــــود أو الوعيد
* * *
وإلى متى سنظل نهبا للزناة وللسهام المارقة ؟!
يجتاح ساحتنا الخفافيش الشواذ على خيول آبقة
وإلى متى سيظل سادتنا يجيدون النفاق ويمتطون الزندقة ؟!
سلكوا دروب الخزي .. والرأس المنكس والأيادي الموثقة
يا من تبعتم كل إفك باطل..
وتدافعت موجاتكم صوب الدعاوى الفاسقة
وتركتم الحق المبين وراءكم .. فتقهقرت كل الأماني الصادقة.
* * *
يا أعينا ليست ترى إلا الضبـــــاب
يا من غرقتم وانتشيتم في الســراب
وتجرعت أفكــــــــاركم سما.. ورحتم تمضغون الإكتئــــــــاب
وتراقصت أبدانكم رقص العصافير الذبيحة.. وابتهجتم بالعذاب
* * *
لا تفزعوا.. إن تذبل الأوراق في كل المواسـم
لا تفزعوا.. إن تنعق الغربان في عش الحمائم
لا تفزعوا.. إن كان نفس اللحن ينشد في المغانم والمغارم
لا تفزعوا.. إن بات داعي الحق أفاقا وآثم
* * *
إن أعجز الصبح الضباب
لا تلعنوا الليل الذيي يبقى دجاه
فكوا القيود
إن تخنق البدر السحاب
فكوا القيود
إن تاقت الأرواح فيكم للحياة
